الدوحة / رويترز: قال
اقتصادي كبير امس السبت ان الدول العربية يمكن ان تواجه
"مزيجا مهلكا" من انخفاض اسعار النفط وارتفاع البطالة خلال
السنوات الخمس القادمة اذا لم تصلح اقتصاداتها.
وقال اوجستو لوبيز
كلاروس كبير الاقتصاديين في المنتدى الاقتصادي العالمي
ومحرر تقرير التنافسية في العالم العربي 2005 الذي نشر يوم
السبت ان هذا السيناريو يمكن ان يشعل اضطرابا بين الشبان
فاقدي الامل في انحاء العالم العربي.
واضاف على هامش مؤتمر
في الدوحة انه "اذا انخفضت اسعار النفط بحدة لسبب ما...
فان احساس التفاؤل والرفاهية الذي تولد عن منجم الذهب
هذا..في بعض تلك الدول على الاقل.. يمكن ان ينقلب."
وتابع "اذا كان لديك في
نفس الوقت بطالة مرتفعة فمن المحتمل ان يكون لديك مزيجا
مهلكا. الفرص عالية جدا لاحتمال ان يؤدي ذلك الى خلل
اجتماعي وعدم استقرار."
وتصل البطالة الى حوالي
عشرة في المئة في العديد من الدول العربية ومنها مصر
والمغرب والسعودية بينما يمكن ان ترتفع في دول اخرى الى 20
في المئة.
ويفاقم المشكلة النمو
السكاني السريع. ويقول برنامج الامم المتحدة الانمائي ان
ثلثي سكان المنطقة تحت سن 30 عاما وان 40 في المئة منهم
عاطلون.
وقال لوبيز كلاروس ان
الدول العربية يجب ان تحفز القطاع الخاص وان تستحدث وظائف
بايجاد بيئة صديقة للمستثمر من خلال استقرار الاقتصاد
الكلي والمؤسسات العامة القوية والتكنولوجيا والتعليم
الافضل.
واضاف ان "الدول
العربية تؤدي اداء جيدا بدرجة معقولة في ادارة الاقتصاد
الكلي. والعيوب الخطيرة موجودة في جانب المؤسسات العامة...
ووراء ذلك في التكنولوجيا ورأس المال البشري."
وقال ان الدول العربية
يجب ان تتنبه الى كيفية انفاق ايراداتها الضخمة من النفط
والغاز الطبيعي والتي دعمها في الشهور الحديثة ارتفاع
اسعار النفط الى مستويات قياسية.
وقال لوبيز كلاروس "هذه
الايرادات لا تنفق دائما على تلك الامور التي تدفع فعلا
عملية التنمية قدما.. التعليم والبنية التحتية وتحرير
الاقتصاد ليكون لديك فعلا تنمية للقطاع الخاص."
واشار تقرير للامم
المتحدة العام الماضي الى ان الدول العربية اجتذبت اقل من
واحد في المئة من اجمالي الاستثمارات المباشرة في العالم
خلال العقدين الماضيين بينما بقيت 500 مليار دولار من رأس
المال العربي واغلبه من الخليج مستثمرة خارج المنطقة.
وقال لوبيز كلاروس انه
اذا لم تنفذ الدول العربية اصلاحات في تلك المجالات فسوف
يفقدون استثمارات ستذهب بالتالي الى اقتصادات مثل الهند
والصين ووسط اوروبا.
واضاف "اذا سافرت في
جمهورية التشيك ستجد لدى الشبان احساسا بالتفاؤل ازاء
المستقبل. لديهم تحفز لبناء مجتمع جديد. انت لا تجد ذلك
بين الشبان في الدول العربية انه امر محزن حين يتحول ذلك
التفاؤل الى الداخل ويجعل هؤلاء الناس محبطين لان حكوماتهم
لا تفعل الصواب من اجل استحداث وظائف وتوفير فرص."
واحتلت قطر المركز
الاول في تقرير التنافسية في العالم العربي 2005 والذي
اصدره المنتدى الاقتصادي العالمي.
وجاءت الامارات العربية
المتحدة في المركز الثاني بفضل الاقتصاد القوي وازدهار
القطاع الخاص والاستخدام الاكفاء للتكنولوجيا في العالم
العربي.
وحلت البحرين ثالثة
تليها عمان ثم الاردن وتونس والسعودية والمغرب ومصر
والجزائر ولبنان واليمن.