|
المرجع الديني فضل الله: لا أتوقع حدوث فتنة طائفية مسلحة في العراق
قال السيد محمد حسين فضل الله وهو احد المراجع الاسلامية الشيعية، ومن ابرز الشخصيات الفكرية الرائدة في العالم العربي والاسلامي والقادرة على فهم طبيعة المرحلة في حديث لصحيفة البيان الاماراتية اننا عندما ندرس العنوان العراقي في نطاق الوحدة الاسلامية فاننا نجد في دراستنا للتاريخ في العراق ان هذا البلد كان وحدويا بالمعنى الاجتماعي العام، فلم تحدث هناك وفي مدى التاريخ، ورغم تنوع انظمة الحكم فيه، فتنة شيعية ـ سنية رغم ان التعددية تفرض وجود بعض الحساسيات. ولكنها لم تصل الى مستوى الحرب الاهلية او الفتنة المذهبية التي تربك الواقع كله، لكن الاحداث التي انطلقت في العراق بعد الاحتلال الأميركي تحركت على أساس خطوط عدة وفي مقدمتها الخط الأميركي الذي حاول ان يؤكد أمام عدم قيام المسلمين الشيعة بمقاومة مسلحة ان يتحدث عن المسأله السنية والشيعية، وان الشيعة مسالمون للاحتلال ومرحبون، بينما السنة خلاف ذلك. ونحن عندما ندرس هذه المسألة، فاننا نجد ان القضية لم تنطلق بهذا الهدوء في المنطقة الشيعية ضد الاحتلال من ترحيب به، وإنما انطلقت من خلال طبيعة النظام الطاغي الذي قام بعملية أشبه بالتصفية للواقع الشيعي على جميع المستويات، بالإضافة الى انه شجع المسألة الطائفية من خلال الخطوط التكفيرية التي حشد لها الكثيرين، فالشيعة لم يرحبوا بالاحتلال ولكن الظروف التي أحاطت بهم، والتخلص من الطاغية أدت الى فقدانهم كل عوامل المقاومة في تلك المرحلة. والجانب الثاني الذي يثار أمام هذا الجدل هو سياسة الاحتلال في محاولة تقسيم الواقع السياسي العراقي، فقد أثيرت في البداية المسألة الكردية على أساس ان الاكراد يريدون الحصول على نوع من الاستقلال الذاتي الذي ربما يفكرون من خلاله باستقلال شامل، وهو ما أدى الى الحديث أيضا عن الفيدرالية التي لاتزال تعيش في نطاق ضبابي، لان البعض حاول تصويرها كفيدرالية عرقية، ومذهبية، وهذا ما جعل البعض من السياسيين الشيعة يتحدث عن فيدرالية في الجنوب تشمل محافظات عدة. الى جانب ذلك، كان امتناع الكثيرين من السنة من الدخول في الانتخابات، الأمر الذي خلق هاجساً مذهبيا يتحدث عن الأكثرية: هل هم الشيعة أو السنة وما هي حصة السنة الحاكمين سابقا وما هي حصة الشيعة، مما خلق ذهنية سياسية مذهبية تتمثل الآن في مسألة الهيئة الرئاسية ورئاسة الوزراء والوزراء. وثالثا: ربما ما اثأر بعض المشاكل هو قيام التكفيريين، وهم من السنة بقتل واغتيال وتفجير في مناطق الشيعة، سواء اغتيال الشخصيات الشيعية، أو تفجير الأماكن.. كل ذلك أدى إلى بروز حالة نفسية متشنجة، ولكن نستطيع التأكيد انه رغم كل هذه السلبيات، فإن الشيعة الذين قتل منهم الكثير سواء في أماكنهم المقدسة أو شخصياتهم الكبيرة غير المذهبية لم يقوموا بأي ردة فعل ضد السنة. فلم تحدث هناك اغتيالات شيعية ضد السنة بشخصياتهم ومراكزهم. كما ان هناك نوعاً من أنواع التواصل على مستوى شخصياتهم الدينية أو السياسية، مما أبعد العراق عن أن يكون أرضاً تتورط في الحرب الأهلية المذهبية. إني أتصور أنه مهما حدث في العراق من الحساسيات المذهبية، فإن العراق لن يتحول بلداً يحرك الفتنة المذهبية المسلحة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |