|
مترو بغداد ينقل مليون راكب يومياً ومواصفات تراعي كثافة سكان العاصمة
مع الإعلان عن التفكير مرة ثانية تنفيذ مشروع مترو بغداد، بكلفة قدرها 11.5 بليون دولار، بدأ الحديث أيضاً عن تطور نوعي تشهده المناطق المحيطة بمحطات المترو المرتقب، مثل الأسواق والمطاعم والمسارح، والتي من شأنها أن تحدث نقلة إلى الأمام في مجمل حياة العراقيين. فقد شرعت وزارة النقل والمواصلات العراقية بتحديث التصاميم الخاصة بالمشروع، وأجرت اتصالات بالشركات العالمية التي أعدت التصاميم القديمة، للحصول على التصماميم السابقة، وإعادة تحديثها في ضوء المستجدات التي يتطلبها إنجاز هذا المشروع الحيوي. واعتبر فارس محمود هندي، المهندس في دائرة تنفيذ المشاريع في الوزارة، ان المشروع يشكل حلاً جذرياً وشاملاً لمشكلة البيئة وتشغيل الأيدي العاملة في مختلف الاختصاصات، ويسهم في حل مشكلة البطالة، ورفع المستوى الاجتماعي والثقافي والمعيشي والبيئي لسكان بغداد الذين ازداد عددهم، على نحو يتطلب إيجاد حل جذري لقطاع النقل داخل العاصمة وفي ضواحيها. ويبلغ طول خطوط المرحلة الأولى من المشروع 32 كيلومتراً، مع 35 محطة تتقاطع في محطة ساحة الخلاني. فيما تشكل المرحلة الثانية امتداداً لمسارين سابقين مع عشر محطات. والمرحلة الثالثة عبارة عن خط ثالث يتقاطع مع المسارين السابقين بطول 20 إلى 25 كيلومتراً. وسيوفر المترو لمسافري مدينة الصدر، (شرق بغداد) والتي يتجاوز عدد سكانها المليوني شخص، التوجه مباشرة إلى الأعظمية (شمال العاصمة)، أو إلى حي العامل (غربها)، من دون تغيير القطار، ومن ثم، إلى منطقة المسبح (شمال العاصمة) بعد تغيير القطار. ويصف المهندس هندي محطات المترو على نحو مفصل، قائلاً أنها ستكون عبارة عن «متحف كامل»، مكون من صندوق خرساني من ثلاث طبقات، وبطول 220 متراً وعرض 360 متراً وعمق 18متراً، وبطريقة الحفر، ما عدا المحطة التي سيكون موقعها بالقرب من نهر دجلة والتي سيتم بناؤها بطريقة النفق. أما المسارات، فيتم إنشاؤها بطريقة حفر الأنفاق المجوفة بعمق معدله 18 متراً، و36 متراً تحت نهر دجلة. وتحدد مواصفات المشروع المسافة بين محطة وأخرى بكيلومتر واحد تقريباً، والسرعة القصوى بـ90 كيلومتراً في الساعة، والزمن المستغرق بين محطة بحدود العشر دقائق، أما الطاقة الاستيعابية القصوى للقطار فهي 1500 راكب، وحجم الاستيعاب اليومي نحو مليون راكب. واقترحت وزارة النقل الشروع بتنفيذ المشروع فوراً، مع بدء حملة اعمار بغداد، وقبل البدء بمشاريع البناء العمودي ومشاريع المجاري والماء والكهرباء، لعلاقتها بالمترو. وبدأت أسعار العقارات المحيطة بالمشروع تشهد تغييرات شاملة، وباتجاهين معاكسين في ضوء التغيير الذي سيشمل هذه المناطق. وتوقع عبد الأمير الجنابي، وهو تاجر جملة متخصص في مواد ومعدات التدفئة والتبريد في منطقة السنك الملاصقة لساحة الخلاني، ان تشهد أسواق وشوارع مهمة في وسط بغداد تحولاً جذرياً في مستوى نشاطها وأدائها، بما ينسجم مع التجمعات الحديثة التي ستنشأ عند استكمال مراحل المشروع. فيما دعت أوساط مهتمة بالتراث، إلى مراعاة الجانب المتعلق بالحفاظ على الرؤية الحضارية والحفاظ على الجانب التراثي الذي تمثله منطقة واسعة من بغداد القديمة، التي ستخترقها مسارات المترو، مطالبة باعتماد أساليب حديثة ومتطورة في طريقة التعامل مع مناطق كثيرة يشملها تنفيذ المشروع، والحفاظ على خصوصية تراثها الجميل، وبيوتها وأزقتها وتصاميها، التي تمتد إلى الماضي البعيد.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |