دراسة عن
حقوق المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
نشرة
واشنطن
واشنطن 8 حزيران/يونيو 2005 -- توصلت دراسة جديدة عن حقوق المرأة في الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا إلى نتيجة مفادها وجود "هوة متغلغلة في الحقوق والحريات
بين الجنسين" في كل دولة من الدول التي شملتها الدراسة حسبما قال المشرفون
عليها. وقد عرضت نتائج الدراسة في الندوة ومناقشات المائدة المستديرة التي عقدت
حولها في مقر المنظمة المعروفة باسم بيت الحرية، يوم 7 حزيران/يونيو. ورسم
المشاركون في الدراسة صورة مكونة من مزيج مختلف لأوضاع المرأة في دول مثل
المملكة السعودية ومصر والمغرب.
يذكر أن منظمة بيت الحرية هي منظمة لاتهدف إلى تحقيق أرباح هدفها الدفاع عن
الحرية والديمقراطية، وقد أجرت المنظمة تلك الدراسة بالتعاون مع مركز دراسات
الإسلام والديمقراطية.
شملت الدراسة 16 دولة بالإضافة إلى المناطق الفلسطينية، وتوصلت إلى أنه حتى
بالرغم من أن دولا عديدة في المنطقة حققت تقدما بالنسبة للموضوعات الخاصة بحقوق
المرأة، فإن جميع هذه الدول أخفقت في بعض المجالات. وبترتيب الدول على أساس ما
حصلت عليه المرأة من حقوق قانونية وسياسية وأمن وحرية شخصية ، أحرزت تونس
والمغرب أعلى الدرجات، بينما سجلت السعودية ودول الخليج أقلها.
وكتبت سامينا نظير المشرفة على الدراسة في مقدمة التقرير تقول "هناك عجز كبير
في حقوق المرأة في كل دولة شملتها الدراسة وهو ما ينعكس عمليا في كل مؤسسة من
مؤسسات المجتمع: في القانون، والنظام القضائي الجنائي، والاقتصاد، والتعليم،
والرعاية الصحية، والإعلام.
وأشار العديد من المشاركين في الندوة إلى أن عددا من الدول العربية حقق تقدما
كبيرا بالنسبة لحقوق المرأة خلال السنوات الأخيرة خاصة في مجالي القانون
والتعليم. وفي العام 2004 صدر في المغرب قانون الأسرة الجديد، وفي أيار/مايو
منحت الكويت حق التصويت للمرأة. وبالإضافة إلى ذلك تزايدت فرص التعليم المتاحة
أمام المرأة على نطاق واسع خاصة في دول الخليج.
لكن المشرفة على الدراسة سامينا نظير تقول إنه على الرغم من أن القوانين
الجديدة تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أنها قد لا تعني أي شئ في حالة عدم
تطبيقها. وأضاف أحد المشاركين الآخرين في الندوة أنه رغم أن فرص التعليم أصبحت
متاحة بدرجة أكبر أمام النساء فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن فرص العمل متاحة
أيضا أمامهن.
ومن بين المشاكل الأخرى التي تواجه المرأة في المنطقة عدم وجود معلومات كافية
عن حقوقها، وشيوع صور نمطية سلبية عن النساء، والحاجة إلى وجود أصوات مدافعة عن
حقوق المرأة ومعبرة عنها. ففي المملكة السعودية والإمارات العربية لا يُسمح
للنقابات والجمعيات النسائية بالعمل بدون قيود. وقالت سامينا نظير "إن مشاركة
المرأة في الحياة السياسية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي أدنى نسبة
مشاركة في العالم."
وقد افتتح الندوة رضوان المصمودي رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية بآيات
من القرآن الكريم، وعمد إلى إبراز أن الإسلام يكفل للمرأة حقوقها. كما قالت
مارغو بدران المشاركة في الندوة إنها وجدت أدلة على أن الإسلام يُستخدم بأسلوب
إيجابي لتشجيع حصول المرأة على حقوقها.
كما ركز عدد من المشاركين في الندوة على أهمية اتباع سياسات مبتكرة لزيادة فرص
حصول المرأة على المعلومات وتشجيع القيام بأنشطة على مستوى القاعدة.
وفي زيارتها التي تمت مؤخرا للشرق الأوسط ألقت السيدة الأميركية الأولى لورا
بوش الأضواء على أهمية تعزيز مكانة المرأة ، كما قامت بزيارة مدرسة نموذجية
للبنات في القاهرة، وتحدثت مع النساء في المناطق الفلسطينية. وصرحت للمراسلين
الصحفيين بقولها "أعتقد أن تعليم البنات يعتبر أحد أهم الموضوعات التي تواجه
العالم."
ورغم أن الدراسة وجهت نظرة انتقادية إلى أوضاع المرأة في الشرق الأوسط، فإن
المشرفين عليها يحدوهم الأمل بأن المنطقة ستشهد تقدما في تلك المجالات. وتشمل
الخطط المستقبلية للدراسة الانتشار المكثف وسط المنظمات غير الحكومية ووسائل
الإعلام، بالإضافة إلى عقد ورش عمل وحلقات دراسية.
وقد وصفت سامينا نظير الدراسة بأنها "تستهدف أن تكون أداة للدفاع عن حقوق
المرأة ومؤيدة لها." أما هبة الشاذلي التي كانت من بين المشاركين في إدارة
الندوة فقالت إن "هناك الكثير من البرامج التي يمكن إعدادها بناء على تلك
الدراسة." وأمل الذين شاركوا في إجراء الدراسة هو أن تؤدي المعلومات التي تم
جمعها إلى تحسين أحوال معيشة المرأة في المنطقة.
|