|
بغداد تستشيط من الحر بعد تخريب محطة المياه الرئيسية
بغداد (رويترز) - اصبح مليونا مواطن عراقي من سكان بغداد عاجزين عن الحصول على احتياجاتهم من المياه النقية بعد ان قال مسؤولون ان ارهابيين خربوا المحطة الرئيسية التي تغذي العاصمة العراقية بالمياه. ومع ارتفاع درجات الحرارة متجاوزة 40 درجة مئوية طاف سكان حانقون ومحبطون ضواحيهم يوم الاثنين بحثا عن انابيب المياه المكسورة التي تتدفق منها المياه حاملين اوعيتهم المنزلية ليعودوا لبيوتهم بما يحتاجونه من مياه لأغراض الشرب والطهي. وبعد مرور أكثر من عامين على سقوط نظام صدام وخمسة اشهر على اجراء انتخابات كان يأمل كثيرون في انها ستعيد اليهم النظام والحكومة الرشيدة يسود احساس عميق بخيبة الامل. وتقول شيرين عبد الباسط وهي تملأ وعاء من البلاستيك من بركة طينية باحد شوارع حي الكرادة "يقولون لنا هذه حكومة ديمقراطية.. أي ديمقراطية هذه التي لانجد فيها مياه ولا كهرباء ولا امن." واضافت بينما كانت جاراتها يبدين صيحات التأييد "لماذا اذن خاطرنا بارواحنا وقمنا بالتصويت.. ربما ان حالنا كان سيصبح افضل دون الحكومة." واصدرت الحكومة بيانا يوم يوم الاحد تقول فيه ان مسلحين قاموا بتخريب انبوب المياه الذي يغذي النصف الغربي من المدينة ذات الاربعة ملايين نسمة. وقال علاء التميمي رئيس البلدية لرويترز يوم الاثنين ان المياه انقطعت عن نحو مليوني شخص على الاقل لكنه اضاف ان العمل جار لاصلاح العطل. وقال ان ضخ المياه سيستأنف بنسبة 50 بالمئة بحلول الغد وانه يتوقع استئناف الضخ وانتهاء اصلاح العطل في غضون يومين. لكن بعض السكان المحليين الذين اعتادوا على سنوات من الحرمان بسبب العقوبات الاقتصادية والحرب يتشككون في عزم الحكومةالجديدة ومقدرتها على توفير احتياجاتهم. وقالت امرأة غاضبة اخرى كانت ترتدي العباءة السوداء التقليدية "هم يقولون ان المتمردين هم السبب. فهل يلقون باللوم في كل شيء على المتمردين." وقال حسين علي عبد الامير "سوف نستخدم هذه المياه في اغراض الاستحمام والتنظيف والشرب حتى لو كانت قذرة ومليئة بالامراض ولكننا مضطرون لذلك." ويردف قائلا "ماهي البدائل الاخرى التي تركتها لنا الحكومة سوى هذا." واستهدف الارهابيون المنحدرون اساسا من الطائفة السنية التي كانت مهيمنة في السابق على السلطة قوات الاحتلال الامريكية الا انهم يستهدفون حاليا الحكومة العراقية الجديدة التي يهيمن عليها الشيعة وكل الامدادات الخاصة بها من خطوط كهرباء وامدادات مياه ووقود. ولا تتوافر الكهرباء الا لساعات قليلة يوميا في معظم المنازل التي لا يتوافر بها مولدات كهرباء خاصة وهي احدى اوجه الازعاج الاساسية في الصيف حيث يمكن ان تقفز درجات الحرارة الى 50 درجة مئوية. ودفع النقص الحاد في امدادات المياه اوائل العام سكانا لحفر ابار مياه في حدائق منازلهم وافنيتهم الخلفية. وقال ناصر شكر محمود وهو في الاربعينيات من عمره بينما كان يحكم وضع عبوات بلاستيكية ملاها بالمياه في سيارته "نحن مرهقون. كل يوم نقول ان الاوضاع ستتجه نحو التحسن وان الامور ستتحسن في العراق وبعد ذلك نصحو لنجدها تزداد سوءا." واختتم قائلا "الى متى يتعين علينا ان نعيش في مثل هذا الوضع.. الام ياربي."
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |