|
العشاق في العراق.. بين مطاردة الشرطة القديمة واندثار أماكن اللقاء
عندما صدرت الاوامر باعتقال العشاق في كل مكان يوجدون فيه، ابان الحكم السابق في العراق، كان العشاق يخلقون الاماكن ويتخفون عن اعين رجال الامن الموزعين بشكل سري وعلني في اماكن وجودهم للقبض عليهم واقتيادهم الى مراكز الشرطة القريبة. فما حال العاشقين العراقيين اليوم في ظل التفجيرات واختفاء اماكنهم التي استغلت بعضها العوائل المتشردة والبعض الاخر صار مع الخوف بعيدا عن متناول ايديهم ؟ حديقة الزوراء في بغداد كانت شاهدا على عاشقي زمن اندثر بالحروب. ويقول انمار، الذي لم يشأ الاعلان عن اسم حبيبته التي طالما عانت من «كبسات» الشرطة في زمن النظام السابق، وهي الان زوجة له وام لطفله الوحيد، إن الشرطة اقتادته ذات يوم من حديقة الزوراء مع حبيبته (...) التي اجهشت بالبكاء امامهم طالبة إنزالها من السيارة لكنهم رفضوا وحاولوا المساومة عليها قائلين: ابقي معنا وسوف نطلق سراحك دون إخبار اهلك، وعندما سمع انمار ذلك انهار وقدم لهم عرضا ماليا كبيرا لينسوا الامر، وفعلا تم ذلك ولم يتم اخبار احد وتزوج الاثنان. وعلى الرغم من ان حديقة الزوراء لم تعد كما في الماضي زاخرة بأشجارها الوارفة وظلالها الجميلة الا انها تشهد بين فترة واخرى حكايات عشق عراقية، وقبل يومين كانت الشرق الاوسط هناك وفي ركن بعيد شاب وفتاة يحاولان ان يقولا شيئا لبعضهما وعند اقترابنا منهما وبعد ان عرفا هويتنا تراءت ربما لهما صورة ملاحقة رجال الشرطة.. ابتعدت الفتاة عنا وسألنا الشاب: ماذا تريدون؟ وعندما عرف موضوع بحثنا عن العاشقين قال «ان الحب لن يموت لا بالحرب ولا بالمطاردات البوليسية، وانا وخطيبتي نبحث عن مكان للقاء وبما ان الزوراء قد اشتهرت بالحب فاننا نصر كل اسبوع على اللقاء هنا». شارع ابو نؤاس، وكورنيش الاعظمية، والمطاعم على شاطئ دجلة في منطقة الصليخ، كانت هي الاخرى اماكن للعشاق لكن الحب فيها اندثر مع وجود الحواجز الكونكريتية والقوات المتعددة الجنسيات التي صارت هي الاخرى تنافس العشاق على اماكنهم وتزرع فيها الدبابات او الاسلحة منعا للارهابيين . واستحدثت بعض الكافتريات في بغداد لكنها لم تف بالغرض فأسعارها المرتفعة قد لا تجعل العاشق الرجل يحبذ الوصول لها.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |