الربيعي: عراق ديمقراطي فيدرالي موحد هو بوليصة تأمين لأمن الكويت

قال د. موفق الربيعي مستشار الأمن العراقي وعضو الجمعية الوطنية، إن «صمام الأمان وبوليصة التأمين لأمن الكويت، هو وجود نظام ديمقراطي فيدرالي موحد في العراق». وأضاف في حوار مفتوح مع «الشرق الأوسط» ان «ما يثار من مخاوف ضم العراق للكويت يعتبر هراء وفي غير محله، فالكويت دولة عربية مستقلة وعضو بجامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة، ولدينا معها اتفاقيات ومعاهدات، ولقد تم تخطيط وترسيم الحدود بإشراف ومراقبة الأمم المتحدة».

وأوضح الربيعي «لقد كان الفكر الفاشي البعثي في العهد الماضي يغذي فكرة أن الكويت جزء من العراق، واعترف انه لا يزال هناك البعض ممن تأثروا بدعاية العهد البائد وما زالت الفكرة في أذهانهم، لذلك علينا في العراق والكويت العمل معا على فكرة التوأمية والتكامل بين البلدين، وفكرة الدور الريادي للكويت في إعادة أعمار العراق، لان هذا هو الطريق الوحيد للقضاء على هذه الفكرة». وتابع قائلا:«إن صمام الأمان وبوليصة التأمين الوحيدة لأمن الكويت هو وجود نظام ديمقراطي فيدرالي موحد في العراق، يرتكز على الشفافية والمحاسبة التي لا تسمح لنمو أي دكتاتوري مستقبلا لينفرد في قرار اغتصاب دولة الكويت مثلما فعل صدام حسين».

وأكد الربيعي أن الكويت راهنت رهانا صعبا ودخلت في مخاطرة ومعادلة جدا دقيقة عندما دعمت عملية تحرير العراق، مشيرا إلى أن موقفها كان حرجا للغاية ومع ذلك خاطرت بنفسها. وقال «لو افترضنا أن الأميركيين فشلوا في تحرير العراق فماذا سيكون مصير الكويت، فالحكومة الكويتية بدعمها تحرير العراق دخلت في مخاطرة صعبة جدا، والشعب العراقي لن ينسى هذا الدور».

وأضاف الربيعي «لقد تطرقنا خلال هذه الزيارة إلى عدة قضايا، منها الجانب الأمني وضبط الحدود والمنح الكويتية ومضاعفتها للعراق ودور الكويت والقطاع الخاص في إعادة أعمار العراق، مؤكدا وجود زيارة أخرى مقبلة لرئيس الوزراء العراقي د. إبراهيم الجعفري إلى الكويت لاستكمال مناقشة هذه القضايا وغيرها. وأوضح أن الكويت كانت متفهمة في قضية مضاعفة المنح المالية من (60 ـ 120 مليون دولار أميركي) وذلك لاستخدامها في مجال بناء وتطوير قطاعي التعليم والصحة.

وحول مدى التزام دول العالم بما جاء في مؤتمري مدريد وبروكسل الأخيرين قال الربيعي: «هذا التزام أدبي ومعنوي من قبل رؤساء ورؤساء حكومات هذه الدول، الذين حضروا المؤتمرين وأعلنوا على مرأى ومسمع الجميع أنهم سي قدمون منحا للعراق، وقد قطعوا على أنفسهم وعدا، لذلك سوف نقوم بتفعيل ذلك من خلال قيام وزارة التخطيط والمالية بوضع دراسة للمشاريع التي ستغطيها هذه المنح، ونعتقد ان الدول العربية ومنها الكويت ستفي بالتأكيد بالوعود التي قطعتها في مؤتمر مدريد وبعد ذلك في مؤتمر بروكسل». وكشف الربيعي عن سعي الولايات المتحدة الأميركية وتوجهها لإسقاط كافة الديون المستحقة على العراق. وقال «أميركا أسقطت جميع ديونها عن العراق وتساعد في إقناع الدول الأخرى على خفض الديون وما حدث من اتفاق في نادي باريس كان خطوة أولى، ويمكن تطويره إلى اتفاق أفضل من نادي باريس، وهناك وعود بتطوير هذا الاتفاق لإسقاط كافة الديون ونحاول الحصول على اتفاقيات بهذا الصدد».

وقال الربيعي ان هناك عناصر تسللت إلى العراق عبر الحدود السعودية لتنفيذ هجمات إرهابية ضد القوات الأجنبية، مؤكدا وجود اعترافات مباشرة من قبل المقبوض عليهم. وقال «ان المملكة تعاني من الإرهاب كما يعاني منه العراق وكلانا في خندق واحد».

أما في ما يتعلق بالحدود السورية العراقية، فقال الربيعي ان هناك العشرات الذين يدخلون إلى العراق عبر هذه الحدود كل شهر وينتهون إما في عمليات انتحارية أو الاشتراك في عمليات إيذاء الشعب العراقي من خلال التفجيرات، وعلى الرغم من قيام الحكومة السورية ببعض الإجراءات الإيجابية أخيرا، إلا أنها ليست بالمستوى المطلوب.

ودعا د. موفق الربيعي دول منطقة الشرق الأوسط إلى ضرورة إقامة ميثاق أمني إقليمي لمحاربة الإرهاب. وقال «نحن من العراق ندعو إلى ميثاق أمني إقليمي تتعاون فيه جميع وزارات الداخلية وأجهزة الأمن والمخابرات والاستخبارات في دول المنطقة، لمحاربة الإرهاب وعلى أشقائنا أن يفهموا أنه لا يمكن لدولة واحدة بمفردها القيام بهزيمة الإرهاب إنما بتكاثف جهود أبناء ودول المنطقة جميعا نصل إلى بر الأمان».

وبالنسبة لايران، أكد الربيعي عدم امتلاك الحكومة العراقية أية أدلة أو براهين تشير إلى تورط الحكومة الإيرانية في دعم الإرهاب في العراق، معتقدا أن رؤساء إيران السابقين والحاليين سواء كانوا من المحافظين أو الإصلاحيين لن يغيروا من السياسة الإستراتيجية الإيرانية تجاه العراق وأن وجود عراق ديمقراطي فيدرالي موحد وأمن خال من الإرهاب يصب في المصلحة الوطنية العليا في إيران.