3 تماثيل في البصرة سلمت من الخراب لتبقى شاهدة على مجدها

 

ثلاثة تماثيل تزين مدينة البصرة منذ عقود طويلة، وهي ثلاثة شهود على تاريخ وهوية وواقع المدينة منذ بنيت وحتى اليوم.. شهود لو اتيح لها ان تتحدث لروت العجائب مما حدث لهذه المدينة التي كانت يوما ما قبلة الدنيا بعلمها وشعرها وفنها المعماري وموسيقاها ومغنياتها، فاصبح اليوم محرّماً على اهلها حتى سماع الموسيقى او السهر عند شطها او بين نخيلها او ما تبقى من نخيل بساتينها.

أول هذه التماثيل الشهود لباني المدينة وأميرها الاول الصحابي عتبة بن غزوان حيث ينتصب تمثاله في بداية شارع الجزائر حاملا الرسالة التي بعثها للخليفة الراشد عمر بن الخطاب يطلب موافقته باختيار البصرة مكانا لأول مدينة بناها العرب المسلمون عام 14 هجرية (635 م) ولتكون رأس نفيضة لجيوش الفتوحات الاسلامية شرق الجزيرة العربية.

 اما تمثال الخليل بن احمد الفراهيدي (100 ـ 175 هجرية) مبتكر علم العروض وصاحب «معجم العين» فيقع عند تقاطع شارع الاستقلال بمنطقة العشار قبالة مبنى ديوان المحافظة واعدادية البصرة المركزية، وقد أُريد نقله الى مكان آخر لوضع تمثال لصدام كون موقعه بارزا ويطل على ثلاثة شوارع هي قلب مركز المدينة، العشار، لكن الذي حدث ان مبنى المحافظة انتقل بدلا عنه بعد حرقه في حرب تحرير الكويت. آخر التماثيل الشهود هو شاعر المدينة بدر شاكر السياب، 1926 ـ 1964 الذي يحتل زاويته عند تفرع نهر العشار عن شط العرب في بداية شارع الكورنيش الذي كان يزدحم بغابة من التماثيل التي جاورته من العسكريين الذين التهمتهم الحرب العراقية الإيرانية ولفظتهم نحاسا يشيرون بأصابعهم الى الجانب الإيراني.

هذه التماثيل لم تطأها المعاول أو تسحلها الحبال ولم يجر تهريبها كغيرها الى خارج الحدود بل بقيت معلما حضاريا وشاهدا تاريخيا للبصرة التي ربما منحتها تعويذة الخلود.

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com