حملة جديدة على الارهابيين والغموض يحيط بمصير المبعوث المصري

 

بغداد (رويترز) - أعلن رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري يوم الاثنين بدء مرحلة جديدة في الحملة على الارهابيين فيما اعتقلت القوات العراقية أكثر من 100 من المشتبه بهم حول مطار بغداد في الوقت الذي تبحث فيه الشرطة عن خاطفي المبعوث المصري إلى العراق.

وتقدمت المساعي السياسية لتهدئة غضب العرب السنة في العراق بقبول البرلمان رسميا ضم عدد من أبناء الاقلية السنية من خارج الجمعية الوطنية التي يغلب الشيعة على أعضائها إلى لجنة صياغة الدستور الجديد.

وأعلن الجعفري أن حملة جديدة على المسلحين ستبدأ يوم الثلاثاء دون ذكر أي تفاصيل. وكان قد أعلن قبل ستة أسابيع اطلاق حملة مماثلة باسم "عملية البرق" في اطار الجهود المبذولة لملاحقة المسلحين والمسؤولين عن التفجيرات في بغداد أسفرت عن اعتقال 1200 من المشبوهين.

وذكرت القوات الامريكية في العراق في بيان أن مئات من أفراد الجيش العراقي الجديد تساندهم عناصر من الجيش الامريكي شنوا حملة فجر يوم الاثنين في المنطقة المحيطة بمطار بغداد أسفرت عن اعتقال أكثر من مئة من المشتبه بهم بينهم عدد من المصريين ومن بعض الجنسيات الاجنبية الاخرى.

ولم يرد ذكر في البيان لأي صلة بين الحملة والمبعوث المصري ايهاب الشريف المخطوف منذ 48 ساعة.

وقال مسؤولون مصريون إن خاطفي المبعوث المصري لم يتصلوا بالسلطات منذ احتجزوه يوم السبت قرب كشك لبيع الصحف توجه إليه لشراء جريدة.

وقال دبلوماسي مصري لرويترز "لم يتصل بنا أحد بعد."

وجاء خطف الدبلوماسي المصري بعد أيام من اعلان العراق أن الشريف سيصبح أول سفير لدولة عربية بكامل الصلاحيات منذ أطاحت القوات الامريكية بالرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل أكثر من عامين.

وكان الزعماء العراقيون والامريكيون دعوا الدول العربية إلى رفع درجة تمثيلها الدبلوماسي في العراق.

وقال الجعفري إنه يعتزم في وقت قريب زيارة سوريا التي أعلنت الاسبوع الماضي أنها ستعيد فتح سفارتها في بغداد. وتمارس واشنطن وبغداد ضغطا على دمشق لدفعها إلى ملاحقة المتشددين الاجانب من السنة الذين تزعمان أنهم يدخلون العراق عن طريق الاراضي السورية للمشاركة في القتال.

كما ذكر الجعفري أنه سيتوجه إلى ايران قبل زيارة سوريا.

وتثير الروابط بين الحكومة التي يغلب الشيعة على أعضائها في العراق والشيعة في إيران قلق بعض الزعماء العرب.

وذكر مصدر من الحكومة لرويترز أن الجعفري ربما يزور طهران في غضون ثمانية إلى عشرة ايام وأن من ضمن الاهداف المحتملة للزيارة توقيع عقد لانشاء خط للانابيب لنقل النفط العراقي إلى عبدان في إيران لتكريره واعادته إلى العراق لتخفيف حدة أزمة الوقود.

وتسعى واشنطن وبغداد إلى استخدام الدبلوماسية والسياسة لوقف تمرد العرب السنة الذي أصبح أكثر عنفا منذ تسلمت الحكومة العراقية الجديدة السلطة في أبريل نيسان في أعقاب الانتخابات التي أُجريت في يناير كانون الاول وقاطعها معظم السنة.

وقال الرئيس الامريكي جورج بوش في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الاستقلال يوم الاثنين إن المتشددين يحاولون "كسر عزيمة الشعب الامريكي" لكن القوات الامريكية ستبقى في العراق "حتى يتحقق النصر في الحرب."

وضمت الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) التي يغلب الشيعة والاكراد على أعضائها 15 من العرب السنة إلى اللجنة المكلفة بصياغة الدستور العراقي الجديد. واصبحت اللجنة بذلك أول هيئة سياسية في العراق يمثل فيها السنة بصورة ملموسة.

وذكر همام حمودي رئيس اللجنة أن السنة سينضمون إلى بقية الاعضاء يوم الثلاثاء. وقال حمودي لرويترز إن الاعضاء الجدد سيطلعون على المسودات التي أعدت حتى الان.

ووسعت عضوية اللجنة بضم مزيد من السنة إلى 71 عضوا. وكانت اللجنة في السابق لا تضم سوى اثنين من العرب السنة.

وقال حمودي إن اللجنة التي يتعين أن تنتهي من صياغة الدستور بحلول 15 أغسطس آب تمهيدا لطرحه في استفتاء في أكتوبر تشرين الاول المقبل ستعقد أول اجتماع لجميع اعضائها يوم الاربعاء.

وأضاف أن اللجنة ستبدأ مناقشات جادة يوم الاربعاء لتحديد نقاط الاتفاق والخلاف بين أعضائها.

واوضح أن نقاط الخلاف الرئيسية ربما تتعلق بمدى ما سيتضمنه الدستور من وصف للعراق كدولة عربية ودرجة الاستقلال الذي ستحصل عليه المناطق ذات الاغلبية الكردية غير العربية في شمال البلاد.

ويقول دبلوماسيون غربيون يراقبون العملية السياسية في العراق عن كثب أن الخلاف على تحديد نظام الحكم الذي يتوقع إلى حد كبير أن يكون برلمانيا لا رئاسيا يحتمل أن يكون عميقا مثله في ذلك مثل أي نص يتعلق بحقوق المرأة.

وقال دبلوماسي غربي الاسبوع الماضي "لم يبدأ الخلاف الحقيقي بعد. سيصل الامر إلى مرحلة صعبة من المفاوضات بحلول نهاية الشهر."

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com