تراجع مستوى الانتاج المحلي من زيوت المحركات وارتفاع الطلب على المستورد

 

مع التدفق العشوائي للبضائع والسلع الاستيرادية وسيارات المنفيست والمولدات الكهربائية بمختلف انواعها واحجامها، ارتفع الطلب المحلي على زيوت المحركات المستوردة بعد تراجع الانتاج المحلي وتدني نوعيته نتيجة شحة المستلزمات والمواد الاولية المحسنة وغياب الاداء الرقابي، والمؤسف انه برغم هذا التراجع الا ان وزارة النفط مازالت تتعامل ببرود مع تحول المستهلك العراقي نحو الانتاج الاجنبي المستورد والذي يعني هدر مبالغ طائلة من العملة الاجنبية وتوظيفها في استيراد هذه المادة في الوقت الذي يمكن فيه للقطاع الصناعي النفطي سد حاجة العراق من زيوت المحركات بمجرد رفع مستوى الرقابة فيه ودعمه من خلال تحديث خطوط الانتاج وإلا فإن خسائر كبيرة ستلحق فيه تنعكس اثارها حتماً على خطط الانتاج وبالتالي انحسار مظاهر تحسين نوعياته، على نحو يفقد المواطن العراقي الثقة في مستوى جودة انتاجه المحلي ويدفعه دفعاً نحو البحث عن المستورد.

يقول احد العاملين الفنيين في مصفى الدورة ان تراجع الانتاج في المصافي يعود الى اسباب فنية وإدارية معاً في ظل غياب الاداء الرقابي الذي يضبط الانتاج، مما أدى الى عزوف كثير من اصحاب السيارات عن الزيوت المحلية والتي تعد من افضل انواع الزيوت في المنطقة خاصة زيوت مصافي الدورة وبيجي وبابل المعروفة بانتاجها ومواصفاتها العالية غير ان الاوضاع السيئة التي تعيشها قطاعات الانتاج والتطوير والتسويق أدت الى تدهور عمليات الانتاج عموماً، كما ان اجراءات الانفتاح العشوائي على الاستيراد والذي اغرق السوق المحلية بالزيوت حتى الرديئة منها، جعل المنتوج الوطني في النهاية غير قادر على المنافسة مما يتطلب اعادة تفعيل دور القطاع الصناعي النفطي في هذ الميدان لتلبية الاحتياج المحلي من خلال تحديث خطوط الانتاج وتوفير مستلزماته حيث ان (الكوادر) الوطنية الهندسية والفنية العاملة في هذا القطاع لديها مايكفي من الخبرة والامكانية لرفع مستوى جودة الانتاج مجدداً وبزمن استثنائي، ان ضبط الاستيراد عبر اجراءات وقوانين تتخذها الحكومة تأخذ بالحسبان الحاجة الفعلية للكميات المستوردة، كفيل بحماية الانتاج الوطني من هذه المادة وغيرها من المنتجات النفطية في ظل توجهات ومتطلبات اقتصاد السوق.

وتحدث المواطن يوسف الكرطاني صاحب محل بيع زيوت المحركات عن انواع الزيوت واسعارها ومناشئها قائلاً: تتراوح اسعار عبوات الزيوت ذات الخمسة لترات بين (6-11) الف دينار وبحسب علاماتها التجارية ومناشئها (الاماراتية والسعودية والكويتية والايرانية) تقف في مقدمتها زيوت فوكس التي تتراوح اسعارها بين (10-11) الف دينار وتليها زيوت سوبر انترناشيونال والاولترا وستاين وغيرها مشيراً الى رداءة المنتوج الايراني الاضعف اقبالاً وطلباً بالمقارنة مع مواصفات مثيلاته ويشير الى ان الزيوت المحلية (الفل) تباع بسعر (1250) ديناراً للتر الواحد داعياً وزارة النفط الى توفير الزيوت المعبأة وتحسين مواصفاتها ومعالجة اسباب تراجع الانتاج لحماية الاقتصاد الوطني.

وفي إحدى محطات تعبئة الوقود في بغداد والتي تعد نافذة من نوافذ توزيع الزيوت بنوعيها (الفل) و (المعبأ) يقول المسؤول عن ادارتها والذي طلب عدم ذكر أسمه بسبب تعليمات وزارته (بعدم التصريح)؟!، ان حصة المحطة تبلغ بين (5-6) صهاريج تبلغ حمولة كل صهريج (13) الف لتر من زيت المحركات حيث يباع بشكل مباشر الى المواطنين بسعر (600) دينار للتر الواحد، ويشير هنا الى توقف تجهيز المحطات بالزيوت المعبأة منذ شهرين، حيث كانت شركة توزيع المنتجات النفطية تجهز المحطة بـ(400-500) علبة في الأقل في كل مرة الا انها في الاونة الاخيرة شهدت اختفاء زيوت المحركات وخاصة زيوت بغداد التي تعد من افضل انواع الزيوت المحلية والتي تضاهي مثيلاتها المستوردة وتباع بسعر (5000) دينار للعبوة ذات الخمسة لترات بينما نشهد اليوم في اسواقنا المحلية ان أردأ انواع الزيوت المستوردة يباع بسعر (6000) دينار ويستطرد في حديثه بالقول ان بعض ضعاف النفوس من ناقلي الزيوت وبسبب غياب الرقابة، يقوم بغشها عن طريق خلطها بزيت الغاز (الكاز) وبيعها لباعة الارصفة ومحال بيع الزيوت باسعار تجارية تصل الى (900) دينار للتر الواحد ثم يقوم هؤلاء بدورهم ببيعها الى المواطنين بسعر (1250) ديناراً للتر الواحد، وكل تلك العملية اسهمت في تشويه سمعة الانتاج المحلي وادت في الوقت ذاته الى زيادة اسعاره مما حدا بالمستهلك العراقي إلى التوجه الى المنتج الأجنبي خوفاً من التلاعب والغش (الصناعي) أو عدم الجودة.

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com