مياه العراق الملوثة تتآمر مع القنابل والرصاص لقتل العراقيين

 

بغداد (رويترز) - انفجرت ماسورة مياه في حي مدينة الصدر الفقير في العاصمة العراقية بغداد ليتحول مبنى خال الى بؤرة قاذورات. وراح الاطفال يلعبون في المياه القذرة علها تلطف من درجات الحرارة التي بلغت 45 درجة مئوية.

وفي مشهد اخر يملأ رجل دلوا بالمياه القذرة ثم يفرغه في حوض موضوع في مؤخرة شاحنته ليحمله الى عائلته.

هذه المشاهد وغيرها هي نتاج لعمليات التخريب التي يشنها المقاتلون وسنوات من الاهمال وعرقلة جهود اعادة الاعمار بسبب العنف مما حول مياه العراق الى مستنقع عفن يتسبب في قتل العراقيين تماما مثل الرصاص والقنابل. ومعظم ضحايا هذه المياه الملوثة هم من الاطفال.

وتقول لمياء خضير وهي تضم ابنها عقيل في العيادة رقم 6 بحي مدينة الصدر "ابني يعاني من الجفاف... انها المياه. المياه متسخة ورائحتها كريهة. أرجوكم نظفوا المياه".

والمشكلة أن مواسير بغداد مدمرة فتكون النتيجة أن المياه النقية تمتزج بمياه المجاري تحت الارض هذا بالاضافة الى انخفاض ضغط المياه أو انعدامه تقريبا الامر الذي يدفع سكان بغداد الى استخدام مضخات خاصة لسحب المياه الملوثة.

ويقول طبيب العيادة زياد نعمة سلمان ان معظم الاطفال في الحي الفقير يعانون من الجفاف والاسهال والقيء. أما الرضع فيتناولون حليبا هو مزيج من بودرة الحليب والمياه المتسخة.

ولم يحتفظ الا بعدد ضئيل من السجلات التي تبين أسباب وفيات الاطفال كما أن معظم منظمات الاغاثة الدولية قررت عدم البقاء في البلاد. ولكن من وجهة نظر سلمان فان المشكلة زادت سوءا على مدى العامين الماضيين. وأكد سلمان أن عيادته عالجت عددا من المرضى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي والتيفود خلال الاشهر الستة الاولى من العام الجاري فاق اجمالي عدد المرضى لعام 2004 بأكمله.

وتقول القوات الامريكية ان الارهابيين يستهدفون البنية التحتية ليقوضوا من نجاح الحكومة العراقية الجديدة.

وشهدت الاسابيع الثلاثة الماضية هجمات على محطات ضخ مياه ومواسير تسببت في حرمان المدينة من المياه.

ويمكن القول أيضا ان المياه كانت أهم ضحايا اهمال البنية التحتية خلال أكثر من عقد من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق من قبل الامم المتحدة.

وكان الكثيرون يأملون أن تشرف القوات الامريكية على سرعة اعادة الاعمار في أعقاب سقوط الرئيس السابق صدام حسين ولكن أعمال العنف وأدت الامال في حدوث اصلاحات سريعة.

وتقول القوات الامريكية انها انفقت نحو ملياري دولار على اصلاح البنية التحتية في العاصمة على مدى الاشهر الثمانية عشر الماضية ولكن السكان يقولون ان الوضع تحسن بشكل طفيف أو ربما تحول الى الاسوأ.

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com