تقرير .. سواق الأجرة يتفادون الخطر في شوارع بغداد

 

إن شوارع العاصمة العراقية هي أحد أكثر الأماكن التي يكون التواجد فيها خطرا في عراق اليوم.

 ولكن المخاطر هي مخاطرة يومية بالنسبة لأولئك الذين عليهم أن يعملوا في تلك الشوارع لكسب قوتهم – وهم سواق التاكسيات في بغداد.

تحدثت البي بي سي العربية إلى سائقي سيارات الأجرة للتقصي عن المخاطر الجديدة والحاجات الملحة التي يواجهونها.

سائق سيارة الأجرة علي الربيعي العالق في حركة السير المزدحمة بكثافة يحدق من النافذة، يركز نظره على رجل يبعد عنه مسافة لا تزيد عن 30 سم (1 قدم) متحدثا بهاتفه النقال.

وبعد مرور ثواني، هز المكان انفجار يصم الآذان من سيارة على الجانب الآخر من الشارع، وتطايرت جمجمة الرجل التي استقرت على صدره في مزيج دموي.

كانت رأس علي في بركة من الدم حيث كانت سيارة الإسعاف التي لم تكن واقفة بشكل مناسب تقوم بانتزاعه من السيارة المحطمة.

في بلد ابتلي بالسيارات المفخخة، فإن الموت المشوه هو من مخاطر الاحتلال اليومية لسائقي سيارات الأجرة الذين يواجهون بشجاعة مخاطر الشوارع في العراق.

وهو السبب الذي من أجله يبدأ علي محمود يومه كل صباح بالدعاء.

وقبل أن يبدأ بعمله والذي يخاف من أن يكون اليوم هو يومه الأخير في هذا العمل، فإنه يسأل الله أن ينعم عليه بالأمان في من المخاطر التي يواجهها في بغداد.

لقد أثبت المذياع أيضا صحبته المفيدة لسائقي الأجرة العراقيين

فبينما يبحث السواق في البلدان الأخرى عن إرشادات الجو والطقس، فإن وسام ناصر، البالغ من العمر 33 عاما، يدير المذياع على نشرات الأخبار التي تبث كل ساعة، على محطات المذياع العراقية ليمضي في طريقه متجنبا الطرق التي وقعت فيها انفجارات أو هجمات انتحارية خلال اليوم.

وبالرغم من ذلك فإن خطر الموت هو ليس المشكلة الوحيدة التي يواجهها السواق. فبوجود السيارات التي تفيض في الأسواق، فإن الركاب يبتعدون عن السيارات القديمة بشكل متزايد، السيارات التي تكون تقليدية أكثر.

وبالنسبة لأبو فرقد، البالغ من العمر 53 عاما، والذي يقود نفس سيارته التويوتا، كرونا، موديل 1985 على مدى 25 عاما، فإن ذلك يعني أن الوقت الصعب يمنعه من استبدال سيارته وأنه ليس لديه خيارا غير الاعتماد عليها ليحصل على قوته.

ويقول بشكل عاجز (الله سوف يعوض)

إن الأمر يزداد سوءا، فإن نسبة البطالة المرتفعة قد أضيفت إلى مشاكل السواق، حيث يقوم الكثير والكثير من مالكي السيارات الخاصة باستخدامها كسيارات أجرة أيضا، وهذا يزيد بشكل مأساوي من عدد التاكسيات في الشوارع. إن تأثير المنافسة الجديدة أدركها السواق من الجيل القديم بذكاء.

إن متاعب سائقي الأجرة تنعكس على الركاب كذلك. حيث غالبا ما يؤدي نقص الوقود إلى زيادة الأجرة لتصل إلى معدلات ارتفاع جديدة، ولكن حتى عندما يعود سعر الوقود إلى سعره المعتاد، فإن أجور التاكسي تبقى على ما هي عليه نوعا ما.

العذر؟ غلق الطرق وحركة السير المختنقة بالطبع. أبو أحمد البالغ من العمر 51 عاما، استطاع أن يحصي 64 طريقا مغلقا في بغداد بالضبط. لا توجد هنالك إحصائيات رسمية تؤكد إحصاءه، ولكن بالتأكيد يبقى الوثوق بالطرق أمرا بعيدا.

وبالرغم من الصعوبات التي لا تحصى، يوجد هنالك أمل لسائقي الأجرة. فإن براعتهم في اجتياز الأزقة والشوارع الجانبية لتجنب ازدحام السير يروق للركاب الذين هم على عجلة من أمرهم، وهم مرغوبون بشكل كبير.

وفي نهاية اليوم، فإن الحاجة لكسب القوت هي التي تدفعهم للخروج يوميا إلى الشوارع، بالرغم من احتمال تحطم أي سيارة في المكان في الانفجارات.

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com