رجال الإطفاء في العراق يواجهون نوعا مختلفا من النيران

 

رجال الإطفاء هم أبطال عراقيون في معظم أنحاء البلاد، يكافحون ألسنة اللهب، يقدمون الإسعافات الأولية كما يقومون بجلب المياه إلى الأماكن التي تم تخريب خطوط الأنابيب فيها.

ولكن في المناطق التي يقوم فيها المتمردون بشن حرب عصابات ضد القوات الأمريكية والعراقية فإنهم يواجهون نوعا أخرا من النيران.

وقال الكولونيل عبد الكريم محسن زاير، المسئول عن محطة الإطفاء في الضواحي الجنوبية من بغداد أن أزيز رصاص الأسلحة الرشاشة للمتمردين غالبا ما تستقبلهم عندما يقومون بالاستجابة لحالات الطواريء، وخاصة عند ذهابهم لتفجيرات السيارات المفخخة الشبه يومية التي تستهدف دوريات الجيش الأمريكية والعراقية.

وقال مدير في المركز الرئيسي لهيئة الدفاع المدني أنه في أوقات أخرى، يأتي رجال مسلحون إلى محطات الإطفاء لتحذير رجال الإطفاء بعدم الاستجابة للهجمات التي تنفذ ضد الجيش الأمريكي.

وقال عن وسائل التهديد بالعنف (إنهم يعرفون إننا غير مسلحون، وأن كل ما لدينا هي خراطيم المياه فقط) (ولذلك فإنهم لا يقومون برمينا)

وقال علي سعيد سعدون، رئيس هيئة الدفاع المدني في العراق، والذي يشرف على مكافحة النيران ومهمات البحث والإنقاذ، أن الشيء الذي يدعو للقلق أكثر من أي شيء آخر، هو أن اثنين من المسئولين عن النيران قد قتلوا في منطقة بغداد في الأشهر الأخيرة.

لقد قتل المتمردون 300 عراقي على الأقل في شهر حزيران، أغلبهم موظفين حكوميين مدنيين، وخاصة الجنود العراقيين ورجال الشرطة، إضافة إلى عدد القتلى المروع البالغ 700 في شهر مايو والذي أعقب تنصيب حكومة رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري الجديدة.

وقال سعدون، كون رجال الإطفاء هم هدفا بحد ذاتهم اليوم، فإن العراقيين ممتنين لما يقومون به من عمل.

(لا يزال الناس يتعاونون معنا. إننا نقوم بتقديم خدمة إنسانية للحفاظ على الأرواح. جميع العراقيون يعرفون أهمية الدفاع المدني)

ومحاولة منه لإبقاء رجاله خارج خط النيران، فقد قام سعدون بتغيير لون بدلاتهم إلى اللون الرمادي، لتمييزهم عن البدلات الزرقاء التي يرتديها رجال الشرطة العراقية والبدلات الداكنة اللون التمويهية التي يرتديها الجنود.

وقال أنه أيضا يحاول أن يفصل منتسبيه من الاندماج الحالي مع وزارة الداخلية التي تقوم كذلك بالإشراف على قوات أمن أخرى.

وقال سعدون (ليس لدينا شيء مشترك مع الشرطة العراقية) (فإن عملهم مختلف تماما)

وأشار إلى أنه مع ذلك، وحتى وإن لم يكونوا مستهدفين بشكل مباشر، فإن النيران التي تنتج عن التفجيرات التي يقوم بها المتمردين والارتفاع المفاجئ في حالات الطوارئ الأخرى يجعل من الجهود المبذولة من قبل هذه القوة البالغ عددها 11,000 جهودا ضعيفة.

وقدر سعدون أن عدد نداءات الاستغاثة قد تضاعف منذ أن قامت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بغزو العراق في شهر آذار من عام 2003.

وقال عادل حسين عباس الذي يعمل رجل إطفاء منذ 23 عاما (إن أغلب الحالات التي نتعامل معها هي تفجيرات وعمليات أخرى من الحرق المتعمد للمباني وغيرها من الممتلكات) (التفجيرات تنتج عنها نيران. حتى وإن كان هنالك تفجير، فإنها مهمتنا لنقوم باحتوائه)

ويريد سعدون أن يزيد حجم القوة ويقوم بإعطاء رجال الإطفاء المزيد من التدريب.

لديه مشاريع لزيادة عدد المحطات في بغداد من 25 إلى 100 وبناء مجمع جديد للدفاع المدني.

وفي ذات الوقت، فإن 4,000 من رجال الإطفاء سيتلقون تدريبا للمهارات الأساسية في البحرين خلال العامين القادمين كجزء من مشروع ال20 مليون دولار الذي تتكفل به الولايات المتحدة.

وقال سعدون أن 1,250 على الأقل، قد تخرجوا من دورات التدريب منذ شهر يناير.

إضافة إلى ذلك، فقد قال الجيش في تصريح له، أن القوات الأمريكية تقوم بتعليم رجال الإطفاء في العراق على إجراءات الطوارئ الطبية حيث قامت بتدريب 70 منهم منذ شهر مايو، وقال الجيش أن أغلبهم لم يتلقوا أبدا تدريبات عن المساعدات الأساسية لإنقاذ الأرواح من قبل.

وقال عباس (علينا أن نقوم بمكافحة النيران) (إننا نراها كعدو لنا).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com