العراق يقف حداداً على أرواح الشهداء ويقرأ الفاتحة


يقف العراقيون هذا اليوم حداداً على الدم العراقي الذي اهدرته يد الارهاب والجريمة في بغداد الجديدة في الثالث عشر من تموز وفي المسيب في السادس عشر منه .
ويقف العراق هذا اليوم بين النعيرية والمسيب على مفترق طرق من المسؤولية، بين ان يكون فيواجه الارهاب ويمحق وجوده ويفكك خلاياه ويدحر مخططاته...
وبين ان لايكون فيستسلم للموت امام عقيدة غريبة تبيح الموت وتجعله شرعيا .في بغداد الجديدة يبدو مكان الكارثة محبوساً بنكبة مؤلمة، تركته صامتاً يخلو من ملاعب الامس القريب حين كان الصبية يبنون احلامهم في ظلال هذه المنازل الامنة، قبل ان يتولاها الموت فيفتك بها فتكا مدمراً ويضع الدم بصمات بريئة على كل شبر وبقعة من المدينة .” الصباح “ في جولتها امس لم تتوقف امام الاسر التي فقدت ابناءها فالمدينة بكاملها ترتدي ثياب الحزن وترسل من اعماقها لغة من الاسى ليست لها حدود .السيدة اقبال حافظ تركت بيتها لترحل فقط بذاكرة ولديها اللذين قضيا.. لكنها ماتزال تدرك ان الحدث كابوس ربما يزول الان او بعد ساعة.. ولم تقل الا بعض دموع وصوتا اجش يخرج من قلبها ليترك لدى سكان الحي ذكرى جريمة بالغة .يقول حامد عبدالله قد كان الامر عظيماً عندما هرع الناس الى اطفالهم فلم يجدوا الا دماً حاراً واشلاء متناثرة .. كان ذلك اليوم وصمة عار في جبين اولئك الذين يدعون انهم ضد الاحتلال … ليقطعوا رؤوس الاطفال. واضاف ان الناس هرعت بشكل فظيع.. لكن لم يكن بوسع احد منهم ان يفعل اكثر من الاحتجاج والصراخ .في الشارع الذي يؤدي الى الطريق السريع مازالت آثار الجريمة على واجهات البيوت.. ومازالت آثار المآتم موجودة على 32 صبياً فقدتهم النعيرية في لحظة واحدة ليكونوا رسالة كبيرة الى العالم بان الارهاب موت اهوج لايفّرق بين صغير وكبير.يقول المواطن الحاج سالم حسن اننا مازلنا في هول الصدمة.. وفي اتون نكبتها الكبيرة.. مازالت اليد التي اغتالت الاطفال تصك افواهنا حتى عن البكاء .واذا كانت مذبحة الاطفال قد اثارت العالم فان السفاحين القتلة قصدوا مكانا اخر مزدحما بالناس في المسيب ليسقط فيه مايصل الى مئة شهيد وعشرات الجرحى.. وقال الاهالي ان النار صارت تزحف الى منازلهم مثل امواج مرعبة .هكذا لتكون المسافة بين بغداد الجديدة والمسيب طريقا لاحتساب الضحايا الذين بذلهم العراق من اجل حريته.. ومن اجل ان يكون وطناً للديمقراطية. يقول حسن جويعد الناشط الاجتماعي ان الارهاب حين يمعن في ارواح الابرياء فانما يدل على نهايته.. والارهاب مهما رأيناه بشعا متجبراً هذه الايام فانه يتحرك نحو الاضمحلال والتلاشي. وعلى العراقيين معرفة ان هذا الارهاب ينتهي حين يكون الشعب قويا متلاحماً ، حيث نلاحظ انه في كل جرائمه يستهدف نسيج المجتمع ويقصد تمزيقه. بدعوات طائفية او شيء من هذا القبيل .لكن المتابعين والمنظرين العسكريين يلاحظون ان قوات الامن العراقية بحاجة الى تكتيك اخر.. وتغيير سريع في المخططات لمواجهة التغييرات الارهابية التي ظهرت اخيراً في وجه الاجراءات الامنية لقوات البرق .
الوقف الشيعي يستنكر
الى ذلك استنكر ديوان الوقف الشيعي عمليتي المسيب والنعيرية التي راح ضحيتها 130 شهيدا ومايقارب من 170 جريحا بينهم اطفال ونساء وشيوخ وتأتي هذه التفجيرات في سلسلة هجمات وحشية ارتكبها اعداء الانسانية.
وجاء في رسالتي الاستنكار ايضا.في الوقت الذي يشجب فيه ديوان الوقف الشيعي استمرار استهداف المدنيين والابرياء والعراقيين عموما في العمليات الارهابية يؤكد مرة أخرى أن كل هذه الجرائم الوحشية لن تثني شعبنا عن المضي في مسيرة التحول والتغيير نحو بناء العراق الموحد واستمرار بناء المؤسسات الدستورية وتدوين الدستور والاستفتاء عليه ثم الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة.واستنكر الموقف الصامت واللامبالاة من قبل القنوات العربية الفضائية ازاء الاعمال الاجرامية التي ترتكب بحق العراقيين ودعا جميع المؤسسات الاسلامية في العراق وخارجه الى ادانة هذه الاعمال الاجرامية ضد ابناء العراق والتنديد بهذه الجرائم التي تحاول اشعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد ودعا العراقيين كافة الى الوقوف بحزم وصلابة ازاء ما يحصل من زهق للارواح ودمار للمال العام والخاص التي يحاولون من خلالها خلخلة التماسك الاجتماعي والوحدة المذهبية.
دراسة عن الارهاب
من ناحية اخرى افادت وكالة الصحافة الفرنسية ان دراسة نشرت امس الثلاثاء تذكر ان نحو 25 الف مدني استشهدوا منذ بداية الحرب على العراق في آذار 2003 .وتعرض هذه الدراسة ارقاما اقل باربع مرات من تقديرات نشرتها مجلة” ذي لانست “الطبية الاميركية في تشرين الاول / 2004 وتتحدث عن مقتل 98 الف مدني .
وتفيد الدراسة الجديدة ان 37% من الشهداء المدنيين لقوا حتفهم على يد قوات التحالف واغلبيتهم الساحقة خلال الاجتياح بينما قتل الارهاب تسعة بالمئة من الضحايا الذين تم احصاؤهم .وسقط 11% من هؤلاء بايدي”عناصر مجهولة “ يستخدمون السيارات المفخخة وغيرها من الاعتداءات التي تهدف الى زعزعة استقرار المجتمع .وشدد التقرير ايضا على المستوى”الاستثنائي “ 36% لعدد الشهداء الذين قضوا بسبب انفجار او عنف اجرامي” عمليات سطو وخطف وتصفية حسابات “ او مواجهات بين طوائف عرقية او دينية لاعلاقة لها بالاجتياح .وسقط ثلاثة من اصل عشرة قتلى في الاسابيع الستة الاولى بين بداية الحرب ونهاية ماسمي” بالعمليات الاساسية في المعارك “ التي اعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش .
حفل تأبيني
من جهة اخرى أقامت دار ثقافة الأطفال حفلاً تأبينياً على أرواح الشهداء الأطفال الذين سقطوا ضحية العمل الإرهابي الجبان، الذي استهدفهم في منطقة النعيرية في بغداد الجديدة، يوم الأربعاء الماضي.وبدأ الاحتفال بتلاوة معطرة من القرآن الكريم وتخللته قصائد شعرية وكلمات بالمناسبة، وأوبريت (بغداد لا تتألمي)، وإطلاق البالونات الغازية التي تحمل شعارات تأبينية وعبارات تُندد بالإرهاب والإرهابيين.
 


 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com