سدة الكوت تواجه خطر الانهيار

 

اكد مدير مشروع سدة الكوت الاروائية في محافظة واسط أن السدة قد تتعرض الى انهيارات في بواباتها نتيجة الاعباء الكبيرة التي تتعرض لها جراء مرور الحمولات الثقيلة عليها واستخدام المتفجرات في عملية صيد الاسماك بالقرب منها.

وطالب جواد كاظم عبد مدير المشروع الجهات المعنية في وزارة الموارد المائية ومحافظة واسط بضرورة منع مرور الحمولات الثقيلة على السدة والسعي لإنشاء جسر آخر بديل عنها ليربط جانبي المدينة بهدف التخفيف عن السدة التي أصبحت تتعرض لأعباء كبيرة جراء مرور الحمولات الثقيلة عليها.

وأضاف إن الهدف من انشاء الجسر الجديد هو التخفيف عن السدة التي أثرت عليها كثيرا تلك الحمولات الثقيلة بما في ذلك المدرعات والدبابات العائدة إلى القوات متعددة الجنسيات التي تتخذ من قاعدة أبي عبيدة الجوية شمال غرب المدينة مقرا لها والتي تدخل المدينة بين الحين والآخر.ونوه إلى التأثير السلبي الذي يتبعه صيادو الأسماك جراء  عمليات التفجير بالقرب من السدة وفي منطقة تواجد الأسماك التي كان لها الأثر البالغ على جسم السدة الذي إصابته بعض التشققات نتيجة استخدام هؤلاء الصيادين للسدة في عمليات الصيد معتبرا هذه الحالة أسلوباً وحشياً يهدف أيضا إلى تدمير وهلاك الثروة السمكية إلى جانب التأثيرات البيئية لهذا النوع من الصيد الذي يمارس في غياب سلطة القانون مشيرا إلى الاستمرار بتلك الأعمال مع استمرارية الزخم المروري الهائل عليها قد يؤدي بالنتيجة إلى حدوث انهيارات في بوابات السدة التي كانت قد انشئت في الثلاثينيات من القرن الماضي على نهر دجلة لتنظيم توزيع المياه بين محافظتي واسط وميسان خلال ناظم الغراف ونهر الدجيلة اللذين يتفرعان من نهر دجلة الأم عند مقدمة السدة بعد رفع مناسيب المياه في النهرين لارواء مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية جنوب شرق الكوت.

يذكر إن سدة الكوت كان قد بدأ العمل بها في أواخر عام 1934 من قبل شركة (بلفور بيني) الإنكليزية بعد أن وضعت التصاميم الكاملة لها من قبل المهندسين الاستشاريين في لندن (كود وولسون ومايكل وفوكانلي) وافتتحت رسميا من قبل الملك فيصل الاول في 29/3/1939 بكلفـــــة تقـدر  آنذاك بـ( 1119430) ديناراً وتحتوي على 56 بوابة عرض الواحدة منها ســـتة أمتار وعرض الدعامة الكونكريتــية بين بوابة وأخـــرى 25,2 متر وتـــــعمل بالمنظومة الميكانيكية.

وشيدت بممر واحد وفي عام 1967 جرى توسيعها من قبل الشركة نفسها لتصبح بممرين وملحق ملاحي بعرض 5,16 م وممر للأسماك وتعرضت في حرب الخليج الأولى إلى ضربتين صاروخيتين الأولى في 29/1/1991 وكانت في وسط السدة مسببة ثقباً في الممر وسقوط منظومتي التشغيل الميكانيكية والكهربائية مع الأبراج الحاملة لهما وسقوط فضائين مع تعطيل عمل البوابات (21, 22, 23, 24) فيما كانت الضربة الثانية في 5/2/1991 وكانت في الجانب الشرقي للسدة وتسببت في سقوط فضاء واحد مع تعطيل البوابات (53, 54, 55) وقد أعيد أعمارها من قبل شركات وزارة الري العراقية المتخصصة بتنفيذ وصيانة مشاريع الري وأعيد افتتاحها بتــاريخ 1/3/1992.

وتعد سدة الكوت معلما من المعالم الحضارية والسياحية المهمة في محافظة واسط الى جانب أهميتها في الجانب الزراعي تربط الجانب الغربي لمدينة  الكوت مع مركزها.وكانت السلطات المحلية في السنوات الأخيرة قبل سقوط النظام السابق قد منعت مرور الحمولات الثقيلة للمحافظة عليها من الأضرار والانهيارات لكن هذا الأمر سرعان ما تلاشى بعد فترة الانفلات الأمني التي تلت سقوط النظام وأصبحت ممرا عاما لعبور الدبابات والمدرعات والآليات الحربية الثقيلة  الأمر الذي ينذر بخطر انهيار هذا المعلم الحضاري والسياحي المهم.


 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com