تقرير .. مستشفيات العراق مجهدة

 

بي بي سي نيوز / بغداد: في وقت مبكر في وقت العصر بقسم طوارئ مستشفى يرموك, الأطباء في حالة تأهّب لتدفّق كبير من الإصابات من قنبلة في جنوب بغداد.

ولكنهم لديهم الآن عملاَ ملحّاَ بدرجة أكبر.

والعديد من الأطباء، الملطخة معاطفهم البيضاء بالدماء، يحاولون إنقاذ حياة شابّ بشكل هادئ الذي قد عجّل بإحضاره لإصابته بجرح رصاصة أحدث ثقباَ في رئته.

ويبدو أنه قد أصيب بالخطأ من قبل القوات الأمريكية على الطريق إلى مطار بغداد.

وفي الأيام العادية، تتم معالجة مابين 20 إلى50 شخص، جرحوا في العنف الشديد، فقط في قسم الطوارئ في مستشفى يرموك.

ويقول الأطباء: "لقد تم جرح غالبيتهم من قنابل المتمردين". ولكن هناك أيضا تدفّق ثابت من الناس يجيئون إلى المستشفيات العراقية وقد جرحوا من قبل الجنود الأمريكيين.

ويقول الدّكتور مهند راحي: "إنه أمر حزين جدا، ولكن الأمور لا تتحسّن".

وعبر المدينة، وفي حرارة منتصف النهار الحارقة، تربط التوابيت الخشبية البسيطة على السيارات خارج مشرحة بغداد الرئيسية.

 

الأمر أصبح أكثر سوءاَ

ولدى مدير المستشفى، الدّكتور فائق بكر، إحصائية مريعة. ويقول: "لدينا في المتوسط 28 جثة تظهر كلّ يوم - 90% منها ضحايا للعنف. ونحن لا نرى حتى الناس الذين قتلوا بالإنفجارات لأنهم لا يتطلّبون تشريح الجثث."

وفي الشهر الماضي، كان لا بدّ لفرقه أن تتعامل مع أكثر من 860 جثة، بعضها ربطت وأطلق عليها الرصاص في الرأس.

ويعتقد الكثير أنهم قتلوا لدوافع طائفية.

والعديد منهم كانوا يلبسون الأصفاد.

ويعتقد بكر بأنّهم ربما قتلوا من قبل الشرطة العراقية. ويقول: "مما نرى، فالأمور أصبحت أكثر سوءا." ويقول الدّكتور بكر، طبيب عدلي درس وعمل في لندن في مستشفى غايز: "هناك إستمرار في عمليات القتل الجماعي. إنها فوضى. لا أحد يعرف من يقتل من. كلّ شيء خارج عن السيطرة."

 

تورط في المنتصف

في ردهة الرجال بمستشفى يرموك, يكمن عمر عطيّة، ضحيّة قنبلة صغيرة،، بجانب ضياء عباس, رجل بعمر 50 عاماًَ، والذي أصيب بطلقات نارية في ظهره وساقه.

ويقول بأن سيارته قد أمطرت بالرصاص من قبل الجنود الأمريكيين بينما كان في طريقه بالسيارة إلى بيته, عائداَ من زيارة إبنته في الساعة 22:30 بالتوقيت المحلّي (18:30 بتوقيت غرينيتش).

ويقول: "إعتقدت بأنّني كنت سأموت، لقد أطلقوا و أطلقوا و أطلقوا". "الطرق كانت خاوية, ولربّما شكّوا بي لشيء ما، ولكن ما كان هناك تحذير، فهم فقط أطلقوا الرصاص".

وما كان هناك تحذير عندما أصيب عمر عطيّة بشضيّة في إحدى عمليات التفجير الإنتحارية الـ10 فقط في بغداد الجمعة الماضية.

وفي الردهة المجاورة، يرقد ناديم فرحان ,شيعي عمره 30 عاماَ, مصاب إصابة خطيرة بدرجة أكبر، فطحاله قد فجّر بإطلاق النار عليه.

وقد كان يقود حافلة صغيرة من النجف إلى بغداد، في محاولة للإلتحاق بالجيش العراقي الجديد.

ويقول: "لقد كنت نائماَ عندما بدأ لإطلاق الرصاص، ولكن الركّاب الآخرين أخبروني بأنه تم إطلاق النار علينا من قبل القوات الأمريكية، ربّما لإقترابنا الشديد من قافلتهم.

وتستهدف القوافل الأمريكية كثيرا، وفي أغلب الأحيان يكون الجنود المسافرين فيها، وأغلبهم ممن فقدوا زملاء لهم، قلقون وعصبيون.

أكثر العراقيين يقودون سياراتهم بعيداَ عنهم، خوفا من إطلاق النار عليهم.

ويقول فرحان: "عندما جاء الأمريكان في بادىء الأمر كنت سعيد جدا, حيث أنقذنا من صدام حسين."

" ولكنني الآن أحسّ فقط بالكراهية. فمجريات الامور اللآن تجعلك لا تدري متى ستموت, ومن الذي سيقتلك، الأمريكان أم المتمرّدين. والمدنيون، الناس الأبرياء, يتورطون في المنتصف.

 


 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com