|
اساتذة عراقيون يؤسسون جامعة في هولندا
تعمل نخبة من الأساتذة العراقيين باختصاصات مختلفة على افتتاح الجامعة المفتوحة باللغة العربية تحت عنوان "الجامعة الحرة في هولندا" بداية العام الدراسي 2005 ـ 2006. ونحن ندرك أهمية وأبعاد الجامعات المفتوحة التي ظهرت في بلدان العالم منذ ما يقرب من نصف قرن، حيث البدايات في بريطانيا عام 1954 وانعكاساتها على المجتمعات في التعليم والثقافة، وفتح الفرص أمام البشرية في الحصول على العلم والمعرفة، فالكثير من الناس الذين فاتت عليهم فرص التعليم قد هيأت لهم هذه الجامعات المفتوحة المناخ والأجواء العلمية، لتأهيلهم وتنمية قابليتهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع، ومثلما نعرف بأن هذه الجامعات المفتوحة قد اتسعت وتشعبت، وصارت تضم الكثير من البشر ومن مختلف أنحاء العالم وفي اختصاصات متنوعة، ولكن بلغات أجنبية. وانطلاقا من ذلك يبدو تولدت الفكرة في نفوس وتفكير النخبة من الأساتذة العراقيين المقيمين في الخارج لتأسيس الجامعة الحرة في هولندا لاستقطاب الكوادر التدريسية وتكوين نظام تعليمي يتألف من ثلاثة أشكال التعليم المباشر، والتعليم عن بعد، والتعليم بالإنترنت، يمنح العراقي الفرصة بالتعليم خاصة ونحن نعرف بأن الكثير من العراقيين قد حرموا من هذا الحق الذي تكفله القوانين الشرعية والطبيعية، ولكن الظروف القاسية التي مر بها العراقي في العقود السابقة قد دفعت بالآلاف إن لم نقل بالملايين إلى الهجرة من ظلم وجور الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية وانتشارهم في أصقاع المعمورة، وحقا أن البعض قد اندمج بالمجتمعات التي عاش في وسطها ولكن البعض الآخر ظل يعاني من الحرمان من التعليم، حيث هناك جزء من العراقيين يشكو من مسألة العمر في القبول، وقد انخرط في دوامة الحياة، وهناك جزء آخر لا يستطيع التأقلم أو التكييف مع الواقع الاجتماعي والتعليمي وظروف الحياة التي تبدو غريبة عليه في كل أطوارها، وهناك من لم يتمكن من الحصول على الوثائق الدراسية التي تؤهله على التقديم لمواصلة التعليم من الحد الذي وصل إليه، وهناك الكثير الكثير من الحالات من هذا النوع وذاك. كما أن الجامعة المفتوحة باللغة العربية والتي هي تحت عنوان "الجامعة الحرة في هولندا"، هي فكرة جديدة كما نعتقد، صحيح هناك جامعات مفتوحة في البلدان العربية وكذلك في البلدان الأوربية، ولكن هذه الجامعة في أوروبا والصفة التي تميزها أنها باللغة العربية، وهذه الصفة مثلما قلنا تتيح الفرصة أمام الكثير من العراقيين الذين في الخارج وكذلك في الداخل والعرب أينما كانوا من التعليم بالنظم التعليمية التي تعتمدها، حيث تمتلك مقومات القوة والرصانة، وذلك من خلال قوة المناهج التدريسية والعقل التعليمي، إلى جانب إتاحة فرصة التلاقح الحضاري للطالب بالتفاعل مع المجتمع الأوربي، وفي ذات الوقت تتيح تلقي العلم والمعرفة بلغة الوطن الأم اللغة العربية، لكي تخلق في ذاكرة الفرد التواصل مع الوطن، ولذلك أهمية قصوى في حياة الإنسان، وتكون لها مردودات نفسية عميقة، وأيضا اجتماعية متفردة على المدى المنظور، خاصة ونحن ندرك في العصر الحديث مدى الحاجة إلى التواصل والحوار مع المجتمعات الأخرى، لأننا عشنا كعراقيين وعرب قرون من الانقطاع الثقافي والحضاري، أو الفراغ الثقافي والحضاري، ونجهل لغة الحوار مع الآخر، مثلما يجهل لغتنا في الحوار معه، ونجهل ثقافة الآخر مثلما يجهل الكثير من ثقافتنا، وهذه المعضلة التي نعاني منها ويعاني الغرب، تحتاج إلى الجهد والعمل الشاق المضني وعلى المستويات المختلفة، وكثيرا ماكنا نتحاور في جلساتنا الثقافية، ونفتش عن المنافذ المشروعة للتواصل مع الآخرين، ولكنا نقف معقودي اللسان، ونصل نحن في العراق أيام زمان إلى طريق مسدود، لأننا نخاف الأنظمة الحاكمة الدكتاتورية على مر العصور، كما يخاف الكثير من أبناء بلدان العالم الثالث، ومن هنا فان هذه الجامعة المفتوحة باللغة العربية والتي هي تحت عنوان "الجامعة الحرة في هولندا" هي باب للحوار مع الثقافات الأخرى، ونافذة لتعلم الحوار مع الآخرين، وتبادل الرأي والمعلومات في الاختصاصات المختلفة، ومعرفة أفاق العلم، والى أين وصل العالم، وأين نحن..؟. إن هذه الجامعة يمكن أن تكون شمعة توقد لتبدد ظلمة الحرمان من التعليم للعراقيين والعرب، وجسرا لتبادل الرأي والمفاهيم والأفكار بين العرب والغرب، ومنطلقا للتفاعل الثقافي والحضاري، للتعرف على كل معالم التطور في الحياة في العصر الحديث. د. خضير عباس الدليمي ميدل ايست اونلاين
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |