|
انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال 400 يوم
أوصت دراسة جديدة صدرت عن مشروع البدائل الدفاعية، وهو مركز أبحاث أمريكي مستقل يعنى بالقضايا الدفاعية والإستراتيجية، بوجوب انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال 57 أسبوعا أو 400 يوم. وقد اقترح المشروع جدولا للانسحاب الأمريكي من العراق يبدأ بسحب 95 ألف جندي بعد 6 أشهر، يليه سحب 70 ألف جندي بعد 9 أشهر. وبعد 12 شهرا تسحب الولايات المتحدة 40 ألف جندي، على أن تسحب آخر 2000 جندي بعد 14 شهرا. الدراسة اقترحت الإبقاء على 10 آلاف أمريكي داخل العراق، ما بين مدنيين وعسكريين، من أجل عمليات التدريب والاتصال، على أن لا يتعدى عدد العسكريين منهم 2000 فحسب، وأن يكون وجود هذه القوات ضمن خطة أوسع للأمم المتحدة لإعادة الاستقرار إلى العراق، مدتها 3 سنوات. وأوضحت الدراسة ضرورة الإبقاء على قوات تدخل أمريكي سريع في دول حليفة للولايات المتحدة ومجاورة للعراق قوامها 25 ألف جندي، مع ما يتطلبه ذلك من عتاد وتجهيزات للتدخل إن دعت الضرورة. وأكدت الدراسة وجوب السماح ببدء انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال 400 يوم، بعد التوصل إلى اتفاق مع قادة العرب السنة العراقيين، والاتفاق مع جيران العراق الأساسيين مثل سوريا وإيران، مما قد يؤدي إلى تخفيض مستوى العنف عن طريق تقليل الدعم الذي يحصل عليه المتمردون من داخل العراق وخارجه. ورأت الدراسة أن من شأن هذه الترتيبات أن تسمح للولايات المتحدة استخدام مواردها الكبيرة في العراق للتركيز على تدريب القوات العراقية، مع إمكانية أن تتوازى زيادة عمليات التدريب مع انخفاض مستوى العنف. واقترحت تخصيص العدد اللازم من المدربين للجيش العراقي، بما لا يقل عن 24 ألف مدرب، مشيرة إلى إمكانية أن تتم إعادة تدريب وتأهيل 100 ألف جندي عراقي، وفي الوقت نفسه يمكن تأهيل 80 ألف جندي إضافي في هذه الفترة. كما كشفت عن أهمية إعادة تشغيل جزء من الجيش العراقي السابق لبناء الثقة مع السنة العرب، مؤكدة أن هذه الخطوة تهدف إلى تجفيف منبع من منابع تجنيد مقاومين أو متمردين، مما سيدعم قوة الجيش العراقي، فضلا عن تحقيق بعض التوازن العرقي والطائفي بين وحدات الجيش العراقي الذي يسيطر عليه الآن الشيعة والأكراد، على حد تعبير الدراسة. وأوضح التقرير أن الثمن الإستراتيجي الذي يجب على الولايات المتحدة أن تدفعه يصب في تحديد جدول زمني للانسحاب، وما يتطلبه هذا من مبادرات دبلوماسية تتمثل في السماح للسنة العرب بحكم ذاتي في مناطقهم، على أن يعقب ذلك تحسين تمثيل هذه الكتلة في الجمعية الوطنية. واشترطت الدراسة ضرورة أن تخفّض الحكومة العراقية من جهود "اجتثاث البعث" التي أدت إلى غضب وتمرّد الكثير من الطائفة السنية، لكنها أشارت إلى أن مسألة العفو عن المتمردين العراقيين والبعثيين السابقين تبقى حجر الأساس لنجاح هذا التصور الجديد.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |