|
تقرير: صحافيو العراق بين الأمل واليأس يعيشون أسوأ ظروفهم
يعيش الصحافيون والأعلاميون العراقيون تحت طائلة ظروف قسرية لامثيل لها , ويتعرضون دائما الى مضايقات و اضطهاد متزايد على ايدي جهات مختلفة لم تعد تؤمن في ظروف أنعدام الآمن والأرهاب والصراع الطائفي والمزايدات السياسية والبروقراطية بشيء اسمه سلطة الصحافة وكرامة الصحفيين. ومنذ اليوم الأول الذي أقدم فيه الحاكم الآمريكي بريمر وبطانته على حل وزارة الأعلام , وتهجير الصحفيين والأعلاميين العراقيين الى شارع البطالة والفقر اليومي ولغاية الان فأن صحفيي العراق يواجهون تعاسة الحياة المهنية بأستغلال طاقاتهم بأجور بخسة الى جانب تعاسة الحياة السياسية والأجتماعية المليئة بالخوف والقلق والفقر، فكل واحد وواحدة منهم بين ( حانة ومانة ) كما يقول المثل ا لعراقي , محاصرون بين مفخخات ومتفجرات الأرهاب وكمائن الاختطاف والأغتيال،وبين أجراءات السلطات الحكومية والمحلية التابعة لوزارة الداخلية والدفاع , فهم مهددون دائما بالقتل الأرهابي من الجماعات الآرهابية وبالقتل العشوائي والمنع والأعتقال من قبل القوات الأمريكية و الشرطة العراقية , وبات الصحفي العراقي يفكر فقط كيف يبدأ يومه ويفلت من أحابيل الأرهاب ومصائد الأختطاف وتفجيرات الشوارع والأبنية والسيارات والرصاص الأعمى من القوات الآمريكية. أن الأمل في عراق جديد ديموقراطي بات يذوي في نفوسهم التي تتطلع الى عراق جديد وليس الى عراق يرجع القهقرى. لقد سقط العديد من زميلاتنا و زملائنا الصحفيين قتلى ضحايا هذا الوضع الشائن , ولغاية الآن لم تتخذ الحكومة العراقيةأجراءات تعوض الصحفيين العراقيين عما خسروه أو ترفع عنهم معاناة ا لقهر والقسر اليومي. أن توفير اليات نظيفة وشريفة للتعامل مع الصحفيين العراقيين وتوفير الحماية لهم شأنهم شأن الخبراء والمستشارين وأهل الحكم في العراق بات واجبا أساسيا من واجبات حكومة الجعفري , ويتطلع الصحفيون العراقيون الى الجمعية الوطنية لكي تدرس وتبحث مايعانيه الصحفيون العراقيون من أوضاع شاذة وتدعم مطاليبهم في الحماية والأحترام والتعويض المالي والسكن الأمن ورفع مستوياتهم المعاشية وأذا كان الأحتلال اعمى يطلق النار ليقتل منهم فإنهم مهددون بالاعتقال من قبل الشرطة العراقية، واذا فلتوا من ذلك فأنهم لن يفلتوا من الأغتيالات والتفجيرات التي تنفذها قوى الأرهاب الظالمة , أو من شروط ومقاييس المحصاصات الطائفية التي باتت تفرض مقاييسها على المهنة فتركل الكفاءة والخبرة والتأريخ الصحفي وتحتضن الأمية والجهل والمحاباة الطائفية. ولعله من المناسب هنا أن نتذكر ماقاله السيد شهاب التميمي نقيب الصحفيين العراقيين في تصريحات صحفية يشكو فيها أحوال الصحفيين العراقيين حين قال: «من المؤسف ان نشهد ازدياد وتكاثر الاعمال غير القانونية وغير المشروعة التي تمارس ضد الصحافيين والاعلاميين في العراق، سواء من القوات المتعددة الجنسيات او من جهات عراقية، وهي تتمثل في الانتهاكات كحوادث المداهمات والاعتقالات ومنع الصحافيين والاعلاميين من اداء واجباتهم الميدانية في متابعة الحدث، وتعريضهم للاهانة في حالات كثيرة، كما تتطور هذه الانتهاكات الى ممارسات قتل واعتقال، ولدينا شواهد كثيرة الزميل واشارالزميل التميمي الى ان التغيير الذي حدث في العراق جوهري وجذري ويعني بالنسبة للصحافيين اطلاقا كاملا لحرية التعبير والعمل الاعلامي المضمون والمقدس، وان أي تقاطع مع هذا المفهوم يعيدنا الى ممارسات الترهيب والتنكيل والضغط على الحريات، التي عاشها رجال الاعلام في العراق في عهد نظام صدام حسين، موضحا ان الاوضاع التي اعقبت سقوط النظام السابق فتحت آفاقا واسعة لحرية النشر واصدار المطبوعات، وهو حسب تقديري الطابع العام للمسيرة التي يجب ان تكون للاعلام في العراق، ولكن ما يحصل الان من انتهاكات بكل التفاصيل يسيء للوجه المشرق والمحتوى الديمقراطي للتعبير عن الرأي في العراق. واختتم التميمي حديثه قائلا: «اننا نؤمن بأن الزملاء الصحافيين اصحاب قضية مهنية وانسانية، وهم اصحاب رسالة يتمسكون بها تجاه الشعب العراقي الذي يتطلع لبناء حياة جديدة وان اية عقبات تواجههم ستزيدهم اصرارا على اداء الرسالة من دون وجل او خوف، وتعمق في نفوسهم الايمان بأن قضيتهم عادلة حقا». بعد هذا كله ينبغي على الجمعية الوطنية ان تبحث وضع الصحفيين في العراق وأن يتم تشكيل لجنة مشتركة منها ومن الحكومة ومن نقابة الصحفيين لوضع هيكلية تشريعات وأجراءات ترفع عن صحفيي العراق والأعلاميين في المؤسسات الأعلامية هذه المعاناة القاسية , وتحدد الحد الأدنى لمعاشاتهم بالشكل الذي لايجعلهم يشحذون رزقهم ويجعلهم عرضة للأستغلال المهني والسياسي والبطالة والجبرية الطائفية والخوف من المجهول.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |