كردستان العراقية تسعى لإثبات تميزها عن بقية البلاد

 

 أربيل (رويترز) - قد لا تكون دولة مستقلة ومن غير المرجح ان تحصل على ذلك الوضع قريبا ولكن اذا هبطت في مطار "عاصمتها" فلن تلوم نفسك لو ظننت ان كردستان دولة مستقلة.

 واربيل عاصمة المنطقة الكردية ذات الحكم الذاتي التي تحتل جزءا كبيرا من شمال العراق لا تبعد عن بغداد سوى 45 دقيقة طيرانا.

 ولكن ليس هناك اعلام عراقية في المطار "الدولي" وهو مبنى زجاجي في نهاية مدرج قصير وإنما يرفرف العلم الكردي في كل مكان بألوانه الاحمر والابيض والاخضر وشمس ذهبية في المنتصف.

 ويقوم موظفو الهجرة الاكراد بفحص جوازات السفر حتى العراقية منها بدقة متناهية.

 وغالبية اللافتات هي بالكردية فقط وشبكة المحمول هي شبكة كردية منفصلة ليست مرتبطة ببغداد ويحذر المحليون من يصل حديثا لكيلا ينطق كلمة بالعربية.

 هكذا كان الحال تقريبا منذ انتزع الاكراد ثلاثة اقاليم شبه مستقلة من شمال العراق بعد حرب الخليج عام 1991 وعزلوها عن بقية البلاد تحت غطاء منطقة حظر الطيران التي طبقتها الطائرات البريطانية والامريكية على صدام حسين.

 وعلى مدى 14 عاما سمحت لهم تلك العزلة بفرص اكبر للنمو والاستثمار بينما ابقت بقية العراق ومشاكله على مبعدة منها.

 ولكن بينما يستعد العراق لوضع دستور جديد يجب ان يضم كل العراقيين الاكراد والسنة والشيعة والمسيحيين والتركمان يخشي كثير من الاكراد من التفريط في المكاسب التي نالوها والقبول بشيء ما أقل مما هو موجود لديهم.

 ويقول عبد القادر مصطفي (40 عاما) وهو صاحب محل للتنظيف الجاف "انا كردي وحياتي كردية واحب كردستان. يجب ان نظل منفصلين عما يحدث في العراق."

 واضاف في اشارة الى الحكومة الاقليمية الكردية التي تعمل بعيدا عن نفوذ بغداد "اشعر بالاسف لما يحدث في العراق ولا نريد نفس المشاكل هنا. ولكني لا اثق في ان حكومتنا ستبقينا بعيدين."

 وكان مسعود البرزاني رئيس المنطقة الكردية ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني احد الحزبين الكرديين الكبيرين والحزب المهيمن حول اربيل في طريقه الى بغداد يوم الاثنين لاجراء محادثات بشأن الدستور.

 ولا يخفي البرزاني - وهو قائد سابق لجماعات مسلحة كردية يرتدي غطاء الرأس الكردي التقليدي - رغبته في اقامة دولة كردية مستقلة.

 وقد لا يكون الاستقلال ممكنا لكن البرزاني يريد على الاقل منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي كبير داخل دولة العراق الفدرالي وتكون لها ميزانيتها وعائداتها النفطية وجيشها ونظامها التعليمي وحدودها المرسومة.

 غير ان الدستور الذي يتعرض البرزاني لضغوط شديدة للموافقة عليه والذي يتوقع ان تقدم مسودته الى البرلمان بحلول 15 من اغسطس اب الجاري من المرجح ان يصف شكلا اكثر عمومية من الفدرالية لا يتعارض مع التطلعات الكردية.

 واذا ما قصر الدستور عن ذلك فان ملء الفجوة يمكن ان يمثل اشكالية.

 ويقول حيوا قاسم (25 عاما) وهو طالب هندسة وهو يرشف الشاي في مقهى في اربيل "اننا نريد فدرالية حقيقية..فدرالية على النمط الكردي..وليس شيئا ضعيفا."

 وتابع "مالم نحصل على ذلك فسيكون علينا ان نصبح دولة اخرى بدون العراق. ومالم يكن ذلك ممكنا فستكون الحرب."

 والحرب لا تكاد تكون احتمالا خطيرا في هذ المرحلة والقوات الامريكية تسعى لتطبيق السلام عبر العراق ومازالت الذكريات مؤلمة عن القتال ضد صدام ثم سنوات الحرب الاهلية بين الاكراد انفسهم في التسعينيات.

 ولكن ليس هناك شك في ان احساس الاكراد بالانفصال يعد عميقا ولاسيما في اربيل وانه اذا ما قبل القادة الاكراد بالقليل في الدستور فسوف يسفر ذلك عن اضطرابات شديدة.

 والتوترات مع الجيران العرب كبيرة بالذات بسبب مصير بلدة كركوك النفطية التي تقع جنوبي المنطقة الكردية والتي يأمل الاكراد ان يضموها اليهم يوما ما كعاصمة لهم.

 في نفس الوقت تمضي اربيل في حملتها الماكرة واحيانا غير الماكرة بالشعور والظهور بانها بعيدة تماما عن المناطق التي يسيطر عليها الفوضى والعنف الى الجنوب منها.

 والاعمال والاستثمارات كثيرة والاموال تتدفق من تركيا ومن لبنان لا تقلقها المشاكل الموجودة في اماكن اخرى من العراق.

 وفي شيراتون اربيل وهو فندق يزينه الزجاج الذي تنعكس عليه الصور كالمرايا وجرى تجديده تماما خلال العامين الماضيين تعطي الساعات الموجودة في صالة الاستقبال للضيوف الوقت في نيويوك ولندن واسطنبول واربيل ولكن ليس في بغداد

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com