علاوي يدعو الى الحوار لتعزيز الوحدة الوطنية ويساند النظام اللامركزي

 

عزا د. اياد علاوي رئيس الوزراء السابق اسباب انضمام العديد من الاحزاب والتيارات السياسية الى التكتل الذي سيدخل به للعملية السياسية المقبلة في العراق الى التحولات السياسية والديمقراطية وحتى الاجتماعية التي يمر بها البلد حاليا وقال بانه يرى ان من الضروري ان يتسع الصدر لكل وجهات النظر لتزول الغمة عن البلد. 

وقال انه مصر على مسألة الحوار الوطني لانها عادة ما توصل الى نتائج ايجابية، ويكفينا ما حصل في بلدنا من تهميش واقصاء واعتقالات في زمن النظام السابق واستهداف للشيعة ولعلمائهم ايضا من خلال سياسة الاضطهاد التي وصلت الى حد استعمال الاسلحة الكيمياوية بحق الاكراد في شمال العراق واكد ان الوحدة الوطنية اساس العمل السياسي الوطني، وايقاف مسلسل الارهاب واعتماد لغة الحوار والصدر الواسع لتحل محل العنف والقتل الخ.

وتساءل علاوي لماذا لا نقتدي بالتجربة الديمقراطية في لبنان فهي تجربة جيدة يجب الاحتذاء بها في المنطقة العربية اذ قرأت قبل مدة عن العفو عن (سمير جعجع) القائد السابق للقوات اللبنانية المسيحية.

واشار انه لا يوجه نفس الدعوة في العراق لكن على اقل تقدير ادعو ابناء الشعب العراقي للفصل ما بين المجرمين بحق ابناء الشعب ومن يشن عمليات مسلحة بحق القوات متعددة الجنسيات والمجرمين من ازلام النظام السابق.

وشدد انه لهذا شخصيا تبنى مؤتمرا للوحدة الوطنية سيعقد مطلع الشهر المقبل في بغداد، حيث تجاوزت اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر الـ 120 ممثلا عن الحركات والاحزاب السياسية وتتجلى اهداف المؤتمر في تكريس الوحدة الوطنية اضافة الى مناقشة واغناء الدستور ودعم التحولات السياسية الديمقراطية في العراق).

وفيما اذا كان المؤتمر يضم عناصر بارزة من حزب البعث المنحل التي تعيد تنظيماتها في بعض الدول المجاورة للعراق قال علاوي (لا اعتقد ذلك اذ لم يقدم احد من هؤلاء الى اللجنة التحضيرية ولا حتى من العناصر المشاركة فيه لكن بالتأكيد هناك بعثيون قدامى ليسوا من حملة «الفكر الصدامي» الا انهم ذوو خلفيات وطنية امثال د. صالح المطلك وانا كذلك فهل نعتبر من المجرمين الملوثة ايديهم بدماء الشعب اما ان يدعى البعثيون باسم البعث فهذا ليس موجودا وغير وارد.

وفيما يتعلق بموقف كتلته البرلمانية من اعتماد مبدأ الفيدرالية قال ان النظام اللامركزي هو نظام حضاري عصري وغالبية الدول المتحضرة في العالم تتجه نحوه اضافة الى اننا كقوى سياسية اقررنا منذ ايام معارضتنا للنظام السابق مسألة الفكر الفيدرالي وعلينا الالتزام بما تبنيناه لانه الطريق الاصح».

وضرب مثلا على ذلك بالتجربة الكردية التي نضجت تاريخيا وسياسيا بما فيه الكفاية لكن علينا ان نتحاور حوارا بناءا على الصلاحيات وتوزيع الثروات على حدود الاقاليم لنصل الى قناعات مشتركة حول هذه الامور التي اصبحت نقاط خلاف.

واستطرد قائلا من الضروري الحديث عن مسألة امتلاك الثروات وعوائدها التي يجب ان توزع بشكل منصف وواقعي على ابناء الشعب العراقي ومن جملتها دخول العنصر الضريبي ليكون من مصادر التمويل المحلية الاقليمية.

وفيما يتعلق بمطالب المحافظات الجنوبية لاقامة فدرالية على غرار المنطقة الشمالية قال انه يعتقد ان الاوضاع في باقي مناطق العراق، لم تنضج الى حد ما حاليا تجاه اقامة فدراليات متعددة ولهذا يجب مناقشة المسألة وفق التحولات لتأخذ اطارها نسبيا، فاقامة فدرالية لـ 3 محافظات جنوبية فكرة غير ناضجة على العكس من الوضع في كردستان الذي حقق استقلاله منذ اكثر من 13 سنة واعتمد على امكاناته الذاتية بعد ان سحب نظام صدام مصادر التمويل منه.

واضاف ان الدستور الذي سيوضع الان ليس خاتمة المطاف ويجب ان ينظر للعملية الدستورية على انها مستمرة لتلبي حاجات المجتمع مراعاة لظروف التطور الحاصل فيه، فالولايات المتحدة الاميركية تجري تعديلات واضافات على فقرات الدستور الخاص بها وهذا شيء مهم.

وردا على سؤالنا عن امكانية السير على غرار الولايات المتحدة الاميركية في مسألة صياغة الدستور العراقي اجاب قائلا «هناك من يعتقد من اعضاء البرلمان ان يوم 15/8 هو نهاية المطاف ومن بعده تقف الامور اذ انها مسؤولية الاعلام العراقي والعربي ايضا لتسليط الضوء على ايجابيات هذه الطريقة».

كما ابدى بعض الملاحظات على اعضاء البرلمان حيث قال عنهم « هناك بعض الاخوان في البرلمان يحملون الامور اكثر من طاقتها اذ يخوضون في نقاشات عن مواضيع جانبيه».

وحول انسحاب بعض الاعضاء من الكتلة العراقية وعلى راسهم د. قاسم داوود الذي شكل كتلة الديمقراطيين العراقيين فيما بعد قال « انه امر طبيعي فهناك من اختار الاندماج مع غيره ليصبح جزءا من العملية السياسية التشريعية ، وهذا لا يعني استمرار التوافق الى النهاية اذ مع تقدم الاحداث تحصل الكثير من التغييرات وهذا من حقهم لانها هذه هي الديمقراطية .

وحول الازمة المثارة اخيرا حول الحدود العراقية الكويتية قال انه لم يطلع بشكل مفصل على هذه القضية لكن حتى وان كانت هناك مشاكل وخلافات اعتقد ان على الحكومة الحالية تحقيق اجتماعات مع الجانب الكويتي لتقف على حقيقة هذه الحالة وان تكشف من خلال القنوات الدولية العربية امثال الجامعة العربية الحوار المباشر مع الاخوة في الكويت لوضع النقاط على الحروف اذ لم اسمع للاسف عن تحرك سياسي بهذا الاتجاه وبنفس الوقت لا ادري هل تجري المسائل بشكل سري.

ويتابع « على العراق ان يكون مسالما مع جيرانه وان يلجأ للحوار لحل مشاكله ، اذ كنت اعمد لازالة الشوائب في العلاقات السياسية للعراق مع الدول الاخرى ، وهو ما انا مستمر عليه لتعميق العمق العربي والاسلامي مع الدول العربية والاسلامية وبالذات دول الجوار .

واخيرا اوضح اسباب زياراته وعلاقاته بالدول العربية وخاصة المملكة الاردنية الهاشمية كونها لعبت دورا متميزا في الشأن العراقي مشيرا ان ذلك تشجيع المسؤولين في الحكومة الحالية على توطيد علاقاتهم مع تلك الدول وبالاخص دول الجوار.


 

 


 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com