تنازلات بين الشيعة والاكراد بشأن الدستور العراق

 

 

توصل ممثلو الشيعة والاكراد في العراق الجمعة إلى اتفاقات حول بعض نقاط الخلاف الرئيسة التي تقف كعقبات أمام صياغة الدستور الجديد للبلاد في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى ثلاثة أيام على الموعد النهائي للانتهاء من مسودته.

 والنقاط التي تم الاتفاق عليها هي اسم الدولة العراقية والذي اتفق على أن يكون جمهورية العراق الاتحادية، واعتبار الدين الاسلامي دينا للدولة، بالاضافة إلى وضع مدينة كركوك الغنية بالنفط.

 وجاء ذلك في الوقت الذي حث فيه علماء الدين السنة، الغاضبون من دعوات الشيعة لاقامة إقليم للشيعة في محافظات الوسط والجنوب داخل الفيدرالية العراقية، المواطنين السنة على التسجيل والتصويت ضد الدستور الجديد في حال نص على إجراءات قالوا إنها ستؤدي إلى تقسيم البلاد.  وقال محمود عثمان أحد الاعضاء الشيعة بالمجلس الوطني العراقي إن الشيعة والاكراد، الذين يمثلون أغلبية في المجلس الوطني، قدموا تنازلات متبادلة. لكن السياسي السني صالح المطلق بدا متشائما للغاية بشأن التوصل لاتفاق قبل الموعد المحدد يوم الاثنين، وقال: "إن الامور معقدة للغاية وفي حاجة لتدخل من السماء". ويبدو أن المنظمات السنية الثلاث الكبرى اتخذت موقفا موحدا بالتصويت ومعارضة مطالب الفيدرالية بعد مقاطعتها للانتخابات البرلمانية التي جرت في 30 من يناير كانون الثاني الماضي. ومن بين هذه المنظمات الحزب الاسلامي العراقي، أكبر الاحزاب السنية السياسية والذي له ممثلون في لجنة صياغة الدستور.  وكان عبد العزيز الحكيم رئيس حزب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، أكبر الاحزاب الشيعية في العراق، قد دعا إلى قيام كيان فيدرالي للشيعة في جنوب العراق ووسطه. من جانبه قال المطلق إن السنة يتعرضون لضغوط كبيرة من الامريكيين للانتهاء من صياغة الدستور بحلول الاثنين. وأضاف:" إنهم لا يقبلون حتى بزيادة المهلة لعدة أيام أو عدة ساعات، وبذلك يتمكنوا من إبلاغ شعبهم أنهم أنجزوا المهمة".

وأوضح أن الجانب الامريكي اقترح الجمعة تضمين الفيدرالية في الدستور مع إرجاء مناقشة المسألة حتى انتخاب البرلمان الجديد في ديسمبر كانون الاول المقبل. وقال المطلق: "لقد شعرنا بالصدمة والخوف حيال الدعوة الى الحكم الذاتي التي عبر عنها الاخوة الشيعة". واضاف ان توقيت الطلب "خاطئ لانه يأتي قبل ثلاثة ايام فقط من الموعد النهائي للتوصل الى اتفاق على الدستور". وتابع "ان من شأن مثل هذه المطالب ان تؤخر التوصل الى اتفاق والعراق قد يبقى من دون دستور لسنة اخرى" ومضى قائلا "ليس لدينا وقت للمناورات". كما قال كمال حمدون العضو السني في لجنة صياغة الدستور "ان هدف الفيدرالية هو تقسيم العراق الى مناطق عرقية وطائفية وسوف نتمسك بموقفنا الرافض لذلك". ووجه خطباء الجمعة في المساجد السنية دعوات للعرب السنة، الى التصويت ضد الدستور العراقي الجديد في حال تضمن"اجراءات لتقسيم البلاد". وقال الشيخ اياد العزي خطيب احد المساجد في ضاحية الراشدية في شمال بغداد "نحن نرفض الدعوات للفيدرالية وننظر اليها بالشك".

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com