|
القوى السياسية تكثف مشاوراتها للتوصل الى حلول نهائية بشأن الدستور
يواصل الزعماء وقادة الكتل البرلمانية مشاوراتهم للتوصل الى توافق وحلول نهائية لنقاط الخلاف التي أحيلت من هيئة كتابة الدستور.وصرح كامران قره داغي الناطق الرسمي باسم السيد رئيس الجمهورية، ان فخامة الرئيس يواصل لقاءاته في اطار الاتصالات الجانبية بين زعماء الكتل، باعتباره صاحب الدعوة لعقد هذه الاجتماعات و راعياً لها، وقد التقى بوفد من مجلس الحوار الوطني كان من بينهم السيد صالح المطلك و السيد خلف عليان، و جرى التباحث في سبل حل العقد الخلافية بما يتعلق بكتابة الدستور و استمع الى وجهات نظرهم في هذا الشأن. كما شارك رئيس الجمهورية في لقاءات لزعماء الكتل السياسية الممثلة في الجمعية الوطنية، اضافة الى لقاء سيادته مع رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني، مضيفاً بان السفير الأمريكي زلماي خليل زاد قد حضر جانباً هذه الاجتماعات.و في السياق نفسه، عقد رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني لقاءات منفردة مع كتل سياسية، و قد علق على هذه النشاطات الدكتور فؤاد حسين الناطق باسم رئيس اقليم كردستان قائلاً ان زيارة السيد مسعود البارزاني الى بغداد جاءت تلبية للدعوة التي وجهها الرئيس طالباني، و تهدف الى التوافق من اجل صياغة مسودة الدستور، و اضاف بان السيد البارزاني قد اجرى نقاشات مع بعض الكتل السياسية و التقى بالسفير الامريكي بصورة منفردة. الى ذلك، قال السيد قره داغي بان هناك لقاءً ثلاثياً بين السيد رئيس الجمهورية و رئيس اقليم كردستان و رئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد السيد عبد العزيز الحكيم لمواصلة التنسيق بشان حل النقاط الخلافية و التوصل الى اتفاق على اساس مبدأ التوافق بحلول الموعد المحدد في 15 من اب الجاري. الى ذلك اثارت دعوة رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية السيد عبد العزيز الحكيم الى اقامة أقليم في جنوب العراق في اطار الفدرالية ردود افعال مختلفة. وقال سليم عبد الله القيادي في الحزب الاسلامي العراقي والعضو في لجنة كتابة الدستور لوكالة فرانس برس امس الجمعة ان "هذه الدعوة تؤكد على حقيقة مخاوف العرب السنة. ورأى ان "الشعب العراقي غير مهيأ حاليا لتقبل مثل هذه الفكرة لانه لا يمكنه الانتقال من مرحلة المركزية الخانقة الى فدرالية واسعة الصلاحيات"، مشيرا الى ان "الامر يتطلب المرور بحالة انتقالية وسطية حتى نعطي انفسنا مهلة من الزمن. واوضح ان "فكرة الفدرالية يجب ان تأتي وفق اطار مشروع وطني تقدم فيه طلبات تنظر فيها في الجمعية الوطنية القادمة لبيان مدى صلاحية المحافظات وبعدها يتم تبنيها ويجرى استفتاء ضمن عموم الشعب لمعرفة رأيهم من المشروع. واكد ان "الحل يكمن في الاقرار بكردستان العراق كواقع حال كاقليم مع اعتماد اللامركزية في ادارة شؤون المحافظات واعطائها المزيد من الصلاحيات. من جانبه، اكد صالح المطلك الناطق الرسمي باسم مجلس الحوار الوطني العراقي ان دعوة الحكيم "سببت لنا الصدمة والخوف. فتوقيتها جاء سيئا وقبل ثلاثة ايام فقط من الموعد الاقصى لتقديم مسودة الدستور الى الجمعية الوطنية.وطالب المطلك بمناقشة مسألة الفدرالية من قبل الجمعية الوطنية المقبلة بعد انتخابها مشيرا الى ان "اطلاق مثل هذه التصريحات في مثل هذا الوقت سوف يؤخر من عملية الانتهاء من كتابة الدستور لسنة اخرى. واعتبر راسم العوادي القيادي في حركة الوفاق الوطني العراقي الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي دعوة الحكيم "ورقة ضغط". وقال ان "اي تصعيد قبل الدستور غير صالح.واضاف ان "الرأي العام هو مع تأجيل الفدرالية الى ما بعد اجراء الانتخابات مع مشاركة الجميع فيها.واكد العوادي ضرورة "الحفاظ على وحدة الشعب العراقي مع احترام خصوصيات الشعب بمختلف قومياته وطوائفه. وكان عبد العزيز الحكيم رئيس لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية اكد الخميس عن تأييده لاقامة "اقليم واحد في جنوب ووسط العراق" يضم غالبية المناطق الشيعية في اطار فدرالية.واضاف "نؤكد ضرورة اقامة اقليم واحد في جنوب ووسط العراق لوجود مصالح مشتركة بين ساكني هذه المناطق.واوضح الحكيم انه "من اجل حفظ التوازن السياسي في البلاد لا بد ان تكون هناك حكومة اقاليم بحيث يسمح الدستور بذلك ولا بد ان يكون هناك وحدة تنظم عمل الاقاليم.وعبر الحكيم عن الامل في ان "تطرح مسودة الدستور في موعدها" في الخامس عشر من آب الجاري، مشددا على "حساسية وخطورة" المرحلة.من جانبه قال الناطق الاعلامي باسم المجلس الاعلى جواد تقي ان"طرحنا يقوم على الدعوة لاقامة اقليم شيعي واحد يتكون من تسع محافظات" في الوسط والجنوب.واشار الى ان "المحافظات التسع هي البصرة وميسان وذي قار وواسط ومحافظات الفرات الاوسط متمثلة ببابل والنجف وكربلاء والمثنى والقادسية.واضاف "اما فيما يخص بغداد وكركوك فوضعهما مستقل.من ناحيته، قال محمود عثمان القيادي الكردي وعضو في لجنة كتابة الدستور "صحيح نحن متفقون مع الشيعة على مبدأ الفدرالية لكن تصريحات الحكيم كانت مفاجأة بالنسبة لنا.واكد ان "مبدأ فدرالية الجنوب مقبول بالنسبة لنا اذ اننا نريد الفدرالية فلا يمكننا ان نرفضها لغيرنا. واشار عثمان الى ان تصريحات الحكيم هذه جاءت بعد لقائه بالمرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني "مما يعني ان السيستاني يؤيد هذا المطلب.وكان مسعود بارزاني اكد في العشرين من حزيران الماضي امكانية تعميم تجربة اقليم كردستان الى باقي انحاء العراق. ويسمح قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية باقامة اقليم بين ثلاث محافظات مجتمعة على الا يشمل ذلك بغداد وكركوك. من ناحية اخرى دعا سكرتير عام الامم المتحدة كوفي عنان كافة الاطراف والجماعات السياسية في العراق الى ممارسة "رؤية وارادة سياسية يحتاجون اليها حاليا للتوصل الى اتفاق" بشأن صياغة دستور دائم للعراق خلال مناقشاتهم في الايام القليلة المقبلة. وقال بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم عنان "ان السكرتير العام يتابع عن كثب المناقشات الدائرة في العراق حول صياغة الدستور الجديد" معربا عن اعتقاده بان "اي اتفاق من شأنه ان يثبت علامة رئيسية على صعيد مراحل الانتقال السياسي" التي يشهدها العراق. وقال عنان في بيانه ان "الحلول الوسط والتفاهم المشترك امرين حاسمين اذا ارادت الاطراف المعنية حل القضايا العالقة محل البحث بسرعة. يذكر ان جميع الاطراف العراقية وخصوصا الشيعة والاكراد والسنة يناقشون حاليا قضايا مثار خلاف حول طبيعة الدستور العراقي الدائم ومنها مثلا الوضع في كردستان ووضع الاقليات وتقاسم الثروات والفيدرالية والهوية العراقية وغيرها. وكان السيد عبد العزيز قال ان سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني اكد الثوابت الاسلامية التي تجب مراعاتها في كتابة الدستور واهمية دور الاسلام في ذلك كما دعا الى الحفاظ على الوحدة الوطنية وضمان حقوق جميع فئات الشعب العراقي في الدستور الدائم . جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها السيد عبد العزيز الحكيم في التجمع الجماهيري الذي اقيم بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم في احداث الجمعة الدامية في النجف عام 2003 ، واضاف الحكيم ان لقاءه بالسيد السيستاني كان لاطلاعه على وجهات نظر القوى السياسية وآخر ما توصلت اليه المباحثات بين هذه القوى ، كما اعرب الحكيم عن تفاؤله بانجاز مسودة الدستور في الموعد المحدد. ودعا السيد عبد العزيز الحكيم الى عدة نقاط تجب مراعاتها في هذه المرحلة ومنها التأكيد على عدم التنازل عن الثوابت الاسلامية باعتبار ان غالبية الشعب العراقي هم من المسلمين " فلابد ان يكون الاسلام هو الدين الرسمي والمصدر الرئيس للتشريعات وعدم اجازة قوانين مخالفة لاحكام الاسلام " كما دعا السيد الحكيم الى اقامة محاكم شرعية للاحوال الشخصية يرجع الناس اليها حسب اختيارهم على اساس الدين او المذهب الذي ينتمون اليه . كما طالب باقامة اقليم الوسط والجنوب وان يتمتع بالحكم الذاتي ، وقد علل ذلك بأن تكوين الاقاليم سيكون له الاثر القوي في حفظ التوازن السياسي ، وان تتشكل هذه الاقاليم حسب رغبة المحافظات وان تحدد قوانين لصلاحيات الاقاليم تنظم بطريقة عادلة . ودعا السيد الحكيم الى ضرورة الحفاظ على استقلالية المرجعية وقدسيتها، لما لها من دور في حياة العراقيين منذ تأسيسها لاكثر من الف سنة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |