خليل
زاد: إن الفدرالية ودور الإسلام هما أهم القضايا المتبقية في الدستور
واشنطن، 15 آب/أغسطس، 2005---- قال السفير الأميركي لدى العراق، زلماي خليل
زاد، إن الزعماء العراقيين متفائلون في ما يتعلق بالتمكن من الانتهاء من وضع
مسودة الدستور الجديد في المهلة المحددة التي تنتهي في 15 آب/أغسطس، مضيفاً أن
"الإخفاق ليس خياراً بالنسبة للعراقيين أو لنا."
وأشار خليل زاد، في أربع مقابلات أجرتها معه برامج تلفزيونية إخبارية في 14
آب/أغسطس، إلى أن لجنة صياغة الدستور قد حلت معظم القضايا الرئيسية. ولكنه أضاف
أنه لا تزال هناك قضيتان رئيسيتان لم يتم التوصل إلى حل بشأنهما: الفدرالية، أو
دور الحكومة المركزية مقارنة بدور حكومات الأقاليم أو سلطات الحكم المحلي في
المحافظات، ودور الإسلام.
وقال السفير في المقابلة التي أجراها معه برنامج "ذيس ويك" على شبكة تلفزيون
إيه بي سي: "أعتقد أنه تم تضييق شقة الخلافات المتعلقة بالنظام الفدرالي إلى حد
كبير."
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الدور الذي سيلعبه الإسلام، علاوة على كونه دين
الدولة الرسمي، هو أهم القضايا التي لا تزال عالقة. وقال إن إحدى النقاط
الأساسية التي لم يتم البت فيها في النقاش المتعلق بهذا الموضوع هي ما إذا كان
سيتم اعتبار الإسلام "المصدر" أو "أحد المصادر" التي يقوم عليها الدستور
العراقي. وأعرب خليل زاد، في مقابلة مع برنامج "لايت إديشن" في محطة سي إن إن،
عن رأيه في أنه ينبغي أن يعتبر الدستور مبادئ الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان
هي أيضاً مصادر له، بالإضافة إلى الإسلام.
وفي ما يتعلق بحقوق المرأة، قال خليل زاد في المقابلة التي أجراها معه برنامج
"ميت ذا برس" في شبكة إن بي سي، إنه يتوقع أن يمنح الدستور العراقي الرجال
والنساء حقوقاً متساوية.
وأضاف: "إن كل دولة تريد النجاح وتميز ضد أكثر من نصف سكانها لن تنجح." ومضى
خليل زاد إلى القول إن "ربط أيادي نصف السكان خلف ظهورهم أو التحرك قدماً بدون
طاقات جميع العراقيين سيكون خطأ فادحا."
كما أشار السفير الأميركي لدى بغداد إلى أن عملية صياغة مسودة الدستور توفر
فرصة للتوصل إلى ميثاق وطني "تشارك فيه جميع فئات الشعب، بما في ذلك السنة،
ويعزل بالتالي التمرد، القوي في المناطق العربية السنية. إن المتمردين يريدون
إحباط هذه العملية، ولكنهم سيفشلون."
وأضاف أنه بناء على المحادثات التي أجراها مع زعماء السنة، فإنه من المرجح أن
يدعم معظم السنة مسودة الدستور التي يتم التفاوض حولها حاليا. وأردف: "إنهم
مستعدون، في معظمهم، إلى المشاركة في العملية السياسية. وهم يعتقدون أن
مقاطعتهم للانتخابات التي جرت في العام الماضي كانت خطأ."
كما حذر خليل زاد الدول المجاورة للعراق، وخاصة سوريا وإيران، من اعتبار
الصعوبات التي يواجهها العراق فرصة لدفع عجلة أهدافها، قائلاً إنه ينبغي عليها،
بدلاً من ذلك، أن تتعاون مع الحكومة الجديدة.
فقد قال في مقابلة مع فوكس نيوز صَنداي: "يتعين على دول المنطقة أن تدرك أن
العراق سينجح. إنها تستطيع تأخير ذلك النجاح، وجعله أكثر صعوبة، ولكننا
ملتزمون، والعراقيون ملتزمون، بالنجاح. ويتعين عليها أن تساعد هذا العراق
الجديد لأن العراق، عندما يحقق النجاح، سيذكر من ساعده ومن قاوم نجاحه."
وأوضح خليل زاد أن دوره في صياغة مسودة الدستور كان عبارة عن عرض الخيارات،
عندما يُطلب منه ذلك، لردم هوة الخلافات بين الأطراف.
واستطرد قائلا: "من الواضح أن الخيارات تعود لهم، وأن القرارات تعود لهم، ولكن
دوري هو المساعدة. وأشعر بالسرور إن لم يكونوا بحاجة إلي، ولكن الفشل ليس
خياراً، وإن كانوا بحاجة إلى مساعدتي، فقد أخبرتهم أنني جاهز (لمد يد المساعدة)
في أي وقت، وقد قدمت لهم بعض المساعدة عندما كانوا بحاجة إليها."
|