حكاية جسر الأئمة

 

كان ما يربط بين ضفتي الاعظمية (الرصافة) والكاظمية (الكرخ) جسر مكون من طوافات متلاصقة ومربوطة بحبال متينة يطلق عليها في اللهجة العراقية الدارجة (الدوب) ومفردها(دوبة)، وهي طوافات مصنوعة من الحديد وحجمها يتحدد حسب الحاجة سواء للنقل، حيث تسحب مقطورة مع زورق بخاري او لغرض عبور الناس من ضفة الى اخرى، او لصناعة الجسور العائمة التي هي أشبه بالجسور العسكرية المؤقتة.

وكان يطلق على الجسر العائم هذا اسم (جسر الاعظمية) على اسم حي الأعظمية الذي كان اكبر بكثير من حي الكاظمية واشد ازدحاما. وكانت تروى قصص وحكايات ظريفة عن هذا الجسر العائم اذ كثيرا ما تحرر من حباله التي تربطه بالشاطئ وتحرك مع مياه دجلة فيستيقظ الناس وقد وجدوا ان جسرهم قد هرب. وهناك من يقول ان اللصوص وقطاع الطرق كانوا هم من يفك قيود الجسر بعد عمليات سطو كبيرة ليمنعوا الشرطة من ملاحقتهم على الضفة الاخرى.

 ويقال ان الجميع كان يتطوع للبحث عن الجسر الذي يجدونه راسيا بعد عدة اميال وتتم اعادته مرفقا بالعزف الموسيقي الشعبي وهلاهل (زغاريد) النسوة لمصالحته ظنا منهم ان ترك مكانه زعلا وغضبا.

 لكن هذا الجسر تمت إزالته بعد الحرب العالمية الثانية ليتم بناء جسر قوي لا يزعل ولا يهرب من قبل شركة بريطانية، وشهد هذا الجسر النور في اواسط خمسينات القرن الماضي اذ بني كتوأم لجسر الاحرار الذي كان من قبل يحمل اسم الجنرال البريطاني مود من حيث التصميم حيث كان يعتبر كواحد من أجمل جسور بغداد الاربعة وقتذاك وهو يشبه الى حد كبير، من حيث التصميم جسر باترسي في لندن.

 وقد احتير باختيار اسم للجسر فقد قرر اهالي الاعظمية (وهم من السنة) اطلاق اسم منطقتهم عليه واسموه كسابقه (جسر الاعظمية)، لكن اهالي الكاظمية (الشيعة) اصروا على اطلاق اسم منطقتهم عليه وصار عندهم اسمه (جسر الكاظمية)، لكن الحكومة وقتذاك (في العهد الملكي) توصلت الى تسمية ترضي جميع الاطراف وبعيدا عن الخلافات الطائفية او المناطقية فأطلقت عليه تسمية (جسر الأئمة) نسبة الى الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد في الكاظمية والامام ابو حنيفة (الإمام الاعظم) الذي يقع ضريحه بمحاذاة الجسر في الاعظمية.

 

 

 

 


 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com