الجمعية الوطنية تنتقد رد فعل العرب على مأساة جسر الأئمة

 

بغداد (رويترز) - هاجم البرلمان العراقي بشدة الدول العربية يوم الأحد لعدم مواساتهم العراقيين في مقتل ألف شيعي في بغداد الاسبوع الماضي في حين وجدت بعض هذه الدول لديها وقتا وأموالا لمساعدة الأمريكيين الذين تضرروا من الإعصار كاترينا.

ومع اتشاح الجمعية الوطنية العراقية بالسواد حدادا على ضحايا حادث التدافع برزت الى العلن التوترات العرقية والطائفية مع الحكومات التي يهيمن عليها السنة بالدول العربية المجاورة والتي تحظى بدعم الولايات المتحدة.

وزج رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري بنفسه في هذا الجدل وأشار الى التعاطف الذي أبداه العراقيون السنة مع ضحايا الكارثة التي وقعت في احتفال ديني شيعي بوصفه درسا للحكومات العربية التي مازالت علاقاتها مع بغداد تتسم بالبرود.

وقال جلال الدين الصغير وهو رجل دين وعضو شيعي بارز في الجمعية الوطنية ان قطر شعرت بالأسى على من قتلوا في الإعصار كاترينا وهو أمر مُحزن حقا وأرسلت لهم مئة مليون دولار مساعدات كما فعلت دول أخرى الشيء نفسه. وتساءل الصغير قائلا لماذا يموت أناس من الشعب العراقي يوميا ولا تنطق أي من هذه الدول بكلمة واحدة؟

وأضاف الصغير أمام الجمعية الوطنية متسائلا لماذا تبعث أسبانيا ودول أخرى بمواساتها بينما لم تقل هذه الدول المسماة بالدول العربية حتى كلمة واحدة؟. ومضى يقول ان كلمات التعاطف من الدول العربية ستكون مجرد كلام أجوف.

وقال ان العراقيين يعرفون ان العرب سيكذبون لانهم "كذابون".

وأبدى عدد آخر من المتحدثين من التحالف الذي يقوده الشيعة مشاعر سخط مماثلة.

وتمثل هذه الاتهامات الصريحة صدى لانتقاد العراق لفشل الحكومات العربية في وقف تدفق المتشددين الاسلاميين الى أراضيه أو منع تمويل التمرد ضد الادارة التي حلت مكان نظام صدام حسين.

وسادت مشاعر الصدمة والحزن العراقيين بعد مأساة التدافع على جسر الأئمة فوق نهر دجلة والتي تأكد مقتل 1005 أشخاص فيها في أكبر خسارة بشرية في حادث واحد منذ الغزو الامريكي عام 2003.

وفي بلد تسوده التوترات الطائفية قربت مشاعر الصدمة والحزن بين بعض السنة والشيعة وهي نقطة شدد عليها الجعفري في مؤتمر صحفي في وقت لاحق وقال انها تتناقض مع توجه الدول المجاورة.

وقال الجعفري ان ما أظهره العراقيون يمثل رسالة واضحة جلية وعظيمة لبعض الدول العربية التي لم تقف بجانب الشعب العراقي.

كما شاركت قناة تلفزيون العراقية الرسمية في إظهار السخط تجاه موقف العرب من المأساة. وكانت من بين الموضوعات لقاءات مع أطفال عبروا عن حزنهم تجاه رد الفعل العربي.

وصرخ واحد من بين أربعة أطفال ظهروا على شاشة التلفزيون قائلا "أين ضميركم ياعرب.. هل مات.."

وقال مكتبا الرئيس جلال الطالباني والجعفري انهما تلقيا رسائل مواساة من جميع أنحاء العالم غير أنه لم يأت من الدول العربية سوى القليل.

وقال الصغير الذي كان يعتمر عمامته البيضاء انه لو ماتت بغي لها بعض صلة باحدى هذه الدول المتخمة لنصب هؤلاء العرب خيامهم حزنا عليها.

ودعا الصغير وزير الخارجية العراقي الى اعتبار هذه الكارثة نقطة تحول في سياسة العراق تجاه الدول العربية.

 

 

 


 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com