الجنرال كيميت: الشعب العراقي يعي جيداً خطورة الانزلاق الى حرب أهلية

 

دبي، الإمارات العربية (CNN)-- حذر الجنرال مارك كيميت نائب قائد المنطقة الأمريكية العسكرية الوسطى لشؤون التخطيط، من دخول العراق في حرب أهلية جراء التوتر الطائفي القائم في البلاد.

وقال الجنرال كيميت "هناك من يرغب في جر العراق إلى حرب أهلية، وهذه بالطبع نية أبو مصعب الزرقاوي وإرهابيه، وذلك كي لا يرى الناس في العراق أنفسهم كعراقيين، بل كجزء من طائفتهم ودينهم."

وشدد في مقابلة خاصة أجراها موقع CNN بالعربية، على أن الأخطار المترتبة على ازدياد العنف الطائفي عظيمة، وقال "إن فقط التلميح أو النية في وقوع عنف طائفي سيمزق كل ما لدى شعب العراق."

وشبه ذلك بما كانت عليه الأوضاع في يوغسلافيا عام 1995 عندما كان المسلمون من أهل البوسنة والكروات والصرب يتحاربون.

وقال كيميت "ولكن الشعب العراقي يعي خطورة الأمر جيدا، ولهذا لا يريدون حدوث ذلك."

واتهم الجنرال كيميت ألزرقاوي بأنه "يسعى إلى بث أجواء من الرعب والإرهاب في العراق، وإلى فرض إرثه الإرهابي من خلال الاعتداء وقتل المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء.. أناس لا سبب لاستهدافهم سوى أنه يريد ذلك."

وقال: "إنها من البديهيات.. إن قتلت واحدا ترعب الآلاف.. هذه هي إستراتيجيته."

ونفى أن يكون الزرقاوي، قد أصبح رمزا قياديا للجماعات المتشددة في العراق، قائلا "إن كنتم تعتقدون أن الزرقاوي أصبح يقود قلوب وعقول العراقيين، فأنني أؤكد لكم عدم صحة ذلك."

وأضاف كيميت "الزرقاوي يحاول جاهدا الفوز بعقول وقلوب العراقيين من خلال التهديد وليس الإقناع، ولهذا السبب فشل في الوصول إلى هدفه."

وحول ما إذا كان الزرقاوي يحتل الآن رأس قائمة أخطر المطلوبين للولايات المتحدة بدلا من بن لادن، قال "هناك مساحة متسعة على رأس قائمة الإرهاب الدولي.. ولكن لا يزال بن لادن والزرقاوي والظواهري الأهداف الرئيسية للولايات المتحدة والعالم."

وردا على سؤال حول ما إذا كانت القوات الأمريكية قد اقتربت من القبض على الزرقاوي، الذي ترصد الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار لاعتقاله، أجاب الجنرال كيميت "حتى وإن ألقينا القبض على الزرقاوي كما حصل مع صدام.. فأنصاره (صدام) استمروا في عملياتهم رغم أنها أصبحت أقل وأبطأ.. ولهذا نتوقع أن يكون هناك عمليات إرهابية حتى بعد اعتقال الزرقاوي."

وعاد المسؤول الأمريكي ليشدد على أن القوات الأمريكية لا تسعى "لإلقاء القبض على رجل واحد فقط، بل على الشبكة بأكملها."

وسبق أن صرح الجنرال كيميت في مقابلة سابقة أن القبض على الزرقاوي لن ينهي عمليات التمرد بالعراق، التي تحتاج تاريخيا "إلى عشرة سنوات في المتوسط."

وفيما يتعلق بجيران العراق، وما إذا كان يعتقد أن السلاح، والمال والمقاتلين يتسللون فقط من سوريا، قال الجنرال كيميت: "إن للإرهابيين منافذ عدة للحصول على التمويل والدعم لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، وسوريا واحدة منها."

وأضاف: "ولكننا يجب أن ننظر للمنطقة ككل.. فهناك جيران يحاولون تقديم المساعدة، وآخرين عكس ذلك.. فعلى سبيل المثال سوريا قدمت بعض المساعدات من خلال تكثيف الحراسة على حدودها.. كما أصدرت بيانات جيدة تندد بالإرهاب داخل العراق.. إلا أن سجلها بشكل عام سلبي.. فلا تزال أراضي سوريا تستخدم كملاذ للإرهابيين."

وحول تعليقه على التصريحات الصادرة من قبل الحكومة العراقية التي تهدد باستخدام القوة ضد الدول المجاورة التي تساند الإرهاب، اعتبر الجنرال كيميت، أن من حق العراق، كأي دول مستقلة، الرد من أجل حماية حدودها من التهديدات الخارجية.

ووصف الجنرال كيميت سؤالا حول ما إذا كانت القوات الأمريكية ستساند العراق في أي عملية عسكرية ضد جيرانها بأنه "سؤال افتراضي لا يستحق الإجابة."

وقال "إن قوات التحالف موجودة في العراق بناء على قرار من الأمم المتحدة، لتسهيل ومساعدة العراقيين في عملية استقرارهم وإعادة البناء."

وردا على سؤال آخر حول ما إذا كانت مثل تلك المهام تندرج ضمن مسؤوليات القوات الأمريكية، المكلفة أساسا بقرار صدر عن الأمم المتحدة، اكتفى كيميت بالقول "إن قرار الأمم المتحدة رقم 1546 يشمل مسؤولياتنا داخل الدولة العراقية."

وفيما يتعلق بالفترة الزمنية لبقاء القوات الأمريكية، وما إذا كانت القوات العراقية قادرة على تحمل المسؤولية، قال الجنرال الأمريكي "لقد أبلت القوات العراقية بلاءا حسنا حتى الآن، بمساعدة قوات التحالف... ولكنها لا تزال تحتاج إلى أشهر إن لم يكن سنوات كي تصبح قادرة على تحمّل مسؤولية أمن العراق وحدها."

وأوضح كيميت أن القوات الأمريكية، البالغ قوامها 130 ألف فرد تقريبا، ستبقى لتقديم الدعم الكامل حتى اكتمال تأهيل القوات العراقية للنهوض بمسؤولياتها دون مساعدة.

 



 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com