ارتفاع قائمة مصروفات العائلة العراقية

 

المدى: ازدادت مصروفات العائلة العراقية بشكل اثر سلباً في تلبية احتياجاتها المختلفة، الامر الذي ادى الى خلق مصاعب اضافية اثقلت كاهل هذه العوائل.

وارتفاع قائمة هذه المصروفات وتحولها من تلبية مؤقتة الى دائمية زاد الامر تعقيدا، واوجد هموماً اضافية الى السلسلة الطويلة من الهموم التي افرزها الوضع الامني الهش.

فضرورة توفير مادة البنزين بشكل يومي لتشغيل المولدات الكهربائية نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي جعل هذه العوائل تقتطع جزءاً من مردوداتها المالية التي تشهد اصلا نوعا من التذبذب جراء اعمال العنف اليومية واحداث القتل والسلب والنهب وغيرها من اشكال وانواع الجرائم التي استفحلت في المجتمع العراقي بشكل ملحوظ، كما ان متطلبات الاستعداد لموسم الشتاء وتخزين النفط المستخدم للتدفئة وازدياد اسعاره بشكل كبير وتوقع تكرار الازمة التي شهدها العام الماضي كل هذا جاء في الوقت الذي تشهد فيه هذه الايام بدء الموسم الدراسي الجديد وما يتطلبه من تحضيرات تحتاج الى مردود مادي لسدها، كما ان اجور النقل هي الاخرى ارتفعت بسبب قرار الفردي والزوجي الخاص بالمركبات المعمول به في الوقت الحاضر، وبسبب التفجيرات الاخيرة في العاصمة بغداد وما ادت اليه من غلق لشوارع رئيسة، حجمت من اعداد سيارات النقل العام وتزامن كل ذلك مع حجم النقص الكبير في مفردات البطاقة التموينية ولجوء الاسر الى الاعتماد على شراء هذه المواد باسعار تجارية تفوق ما اعتادت ان تصرفه من اموال ولعل رداءة الطحين وبعض المواد الاخرى ساهمت بشكل كبير في اهدار مبالغ لم تكن في الحسبان.

(المدى) ارادت ان تسلط الضوء على ما تعانيه العائلة العراقية وتشخيص حجم هذه المعاناة واثرها على النسيج العائلي وطبيعة الاضرار الناجمة عنها والمدى الذي يمكن ان تحدثه في تاثيراتها المختلفة على باقي الاحتياجات الاخرى والكشف عن اهم المشكلات الناجمة عنها.

المواطن سعيد قاسم (موظف ـ 29 سنة) قال: اننا نعاني جملة من الامور التي اخذت مساحة كبيرة من جهدنا ووقتنا فانا مثلا علي يوميا ان اوفر اكثر من (5) ليترات من البنزين كي نرى النور ليلا نتيجة لتعثر استقرار التيار الكهربائي الامر الذي يكلفني بحدود (2000 ـ 2500) دينار يومياً أي بحدود (75000) دينار شهريا هذا بعد ان تحملت خسارة مادية وصلت الى (100000) دينار عند اشتراكي في احد خطوط المولدات الكبيرة في منطقتي التي تعطلت بعد مرور (20) يوماً فقط فاذا اردت ان اطرح (75000) دينار من راتبي الذي قدره (150000) دينار يعني ان نصف راتبي يذهب من اجل سد النقص الحاصل في الكهرباء ولساعات محددة ايضا واذا ما اضفت الى ذلك اجور النقل واسعار الخضر ونقص مادة السكر وسوء نوعية الطحين فالامر يعني انني سأبقى في مكاني وليس بامكاني فعل أي شيء يحسن وضعي الاقتصادي ويديم تلبية حاجات عائلتي اليومية.

ام احمد (سناء الربيعي) 42 سنة ـ ربة بيت، تحدثت قائلة: انا ام لولدين وثلاث بنات وزوجي يعمل سائق سيارة اجرة ومعدل دخلنا اليومي بحدود (10000) دينار. نشتري بشكل يومي (10) ليترات من البنزين أي صرف مبلغ (3000) دينار وبناتي الثلاث واحد الاولاد في المدارس واحتياجات المدرسة كلفتنا ما استطعنا ان نجمعه طوال ستة اشهر. وبعد صدور قرار الفردي والزوجي لا يستطيع زوجي ان يسد احتياجاتنا الامر الذي جعله يفكر في بديل اخر كما ان رداءة الطحين الموزع في الشهر الماضي ونقص السكر اضطرنا الى الاقتراض من احد الاقارب ولا اعرف ما هو الحل.. في ظل عدم توفر فرصة عمل كي استطيع من خلالها ان اشارك في تخفيف الضغط عن زوجي.

اذن قائمة مصروفات العائلة العراقية اخذت بالتزايد في ظل الاوضاع الامنية الهشة وقلة فرص العمل وضرائب توفير الطاقة الكهربائية ومفردات البطاقة التموينية وعبء النقل ومتطلبات طلبة المدارس.

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com