البنتاغون: استشهاد 8000 عراقي
في 412 عملية ارهابية
وكالات: أنهت وزارة الدفاع الأمريكية مراجعة لاستراتيجيتها في
العراق وسط تصريحات من قادة في الوزارة يعترفون فيها بارتكاب أخطاء
متعددة أدت إلى تعقيد وضع كان معقداً من الأصل. ورافق ذلك نشر
تقارير عن نقل الفرقة 101 المحمولة جواً بأكملها من قاعدتها في
"فورت كامل" في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الفرقة وذلك على نحو
أثار قدراً كبيراً من التكهنات في واشنطن، فضلاً عن نشر تقييم لعدد
من الجنرالات الأمريكيين اعتبروا فيه "ظاهرة" أبو مصعب الزرقاوي
مفيدة من حيث أثرها في تقسيم أي تيار شعبي جماعي يضم السنة والشيعة
معاً لمواجهة القوات الأمريكية وبحكم "أن الزرقاوي ورجاله لا
يستهدفون الأمريكيين" حسب قول واحد من الجنرالات لصحيفة "واشنطن
تايمز".
ولم يتكشف محتوى مراجعة وزارة الدفاع للموقف في العراق إلا أن
صحيفة "واشنطن بوست" أشارت إلى أن قيادات القوات الأمريكية هناك لا
يرون الموقف " كنفق بدون نهاية وأن لديهم تصوراً بإجراء خفض تدريجي
لقواتهم في العراق خلال عام 2006 وتحويل القدر المتبقي من القوات
إلى التركيز على تدريب العراقيين فحسب".
كما تسرب عن نتائج هذه المراجعة أنها تضمنت نقاطاً محددة مثل تقليل
اعتماد القوات العراقية على الأمريكيين تدريجياً ولكن بصورة ملموسة
والابتعاد التدريجي عن أنظار الشعب العراقي لمحو الانطباع بوجود
احتلال. فضلاً عن ذلك فإن المراجعة اقترحت إدخال تعديلات هيكلية
ليس فقط على القوات التي توجد في العراق ولكن على القوات التي قد
تخوض مواجهات مشابهة وذلك على مدار السنوات العشر المقبلة. وانتهت
المراجعة إلى أن الاستراتيجية الجديدة الحافلة بتفصيلات فنية تتعلق
بنشر القوات ومستوى تسليمها ستتطلب "عدداً من السنوات" من العمل
الشاق لإعادة الاستقرار إلى العراق.
أما بشأن الزرقاوي فإن إحصائيات وزارة الدفاع أوضحت أن عدد
العمليات الانتحارية منذ أول يناير من هذا العام وحتى نهاية أغسطس
الماضي بلغ 412 عملية أدت إلى مصرع 8 آلاف عراقي.
وقال جنرال أمريكي لم تكشف صحيفة "واشنطن تايمز" عن اسمه "إنك لا
ترى الزرقاوي يهاجم الأمريكيين". وأشار مسؤول في وزارة الدفاع
امتنعت الصحيفة ذاتها عن ذكر اسمه أيضاً إلى فائدة ظاهرة الزرقاوي
بقوله" لقد قرأت التقارير الاستخبارية والشيعة يقولون: إذا كنتم
تريدون إخراج الأمريكيين فإن عليكم إخراج الزرقاوي". ويعني هذا
التصريح أن العسكريين الأمريكيين يدركون أن عمليات الزرقاوي تحولت
إلى مانع يحول دون انخراط قطاعات أوسع في مواجهة قواتهم وأن
المعادلة على هذا النحو قد تكون مفيدة من بعض الزوايا.
أما بشأن قوات الفرقة 101 التي يصل عددها إلى 20 ألف جندي فإن
التفسير الرسمي الذي قدم لنقلها بأكملها إلى العراق هو "مساعدة
قوات الأمن العراقي". إلا أن كثيرين تساءلوا عن مدى ملاءمة الخبرة
القتالية الخاصة لجنود هذه الفرقة مع المهمة المشار إليها.
|