تقرير .. دار الأزياء العراقية تتحدى التفجيرات والموت اليومي

بين حكايات الف ليلة وليلة وعلى انغام الموسيقى القادمة من اعماق التاريخ العراقي تستعد دار الازياء العراقية لتقديم عروضها، التي غابت عن الساحة طويلا، للظروف التي يشهدها العراق. خلال ذلك الوقت عكف الكثير من منتسبي هذه الدار على مواصلة العمل والتدريب على العروض تحت اصوات الانفجارات.

تتنوع اعمال الورش المتخصصة لدار الازياء العراقية بين مختلف الفنون والمهارات، كالفنون التشكيلية والرسم والنحت والسيراميك والخزف والكرافيك والخط العربي والإكسسوارات والتفصيل والخياطة.

يقول دلشاد ايوب، معاون مدير عام دار الازياء العراقية لـ«الشرق الأوسط»: نعمل بكل الوسائل المتاحة لجعل الجميع يشعر بالثقة والحماس بعد غياب ابداعاتهم لفترة طويلة. وأضاف ايوب «يكفي القول ان العاملين في دار الازياء العراقية تمكنوا خلال فترة قصيرة من تحقيق انجازات مبدعة ومتميزة في عموم مجالاتهم الفنية».

وتابع قائلا: ان ما تقدمه دار الازياء العراقية، يعكس الحقب الزمنية لحضارة العراق الغنية بالشواهد التاريخية الحية والزاخرة، مشيرا الى تشكيل الفرق الفنية لمتابعة عمل جميع الورش، وتلبية احتياجاتها من الاجهزة والمعدات.

وعن الاعمال الفنية التي تنتجها الورش تقول الفنانة ريم عبد الله، «نواصل انتاج وتصنيع الاكسسوارات وأغطية الرأس والحلي التي تعكس الفترات الزمنية التي مر بها العراق، وبالألوان السائدة في تلك الحقب، كما نقوم بمهمة عمل الماكياج للعارضات معتمدين على الاسلوب الذي كان سائدا في العصور السالفة». وتمتاز الحلي المصنعة بخفة وزنها وسهولة استعمالها ونقلها وخزنها، وتعتمد بشكل اساسي على العناصر الزخرفية والخطوط الفنية الموجودة في الازياء والمنحوتات الاثرية.

وترى ريم ان هناك عدة عوامل قد تؤثر في جودة العمل، منها صغر المساحات المخصصة وضعف الانارة والتكييف وعدم توفر الكتب والمجلات المتخصصة والأجهزة الحديثة، بالإضافة الى عدم ارسال العاملين في الدار الى الخارج لتطوير قدراتهم وتأهيلهم للعمل. وعن ورشة النحت يقول الفنان عباس كاظم، ان الورشة يعمل بها عدد من النحاتين المهرة، وتحظى الاعمال الفنية بمتابعة وإشراف نخبة متميزة من الفنانين المبدعين ونقابة التشكيليين، ولكنه يشكو من قلة المبالغ المالية المخصصة لإنتاج المشاريع الفنية.

وقال عدد من العاملين في السيراميك لـ«الشرق الأوسط»، ان هناك مشاكل كثيرة تواجه عملهم، منها عدم توفر الافران الحديثة والمعدات والمواد الاولية.

واجمع العاملون على ان هدفهم ليس الربح او البروز، وانما ابراز وعكس حضارة العراق العريقة ونشرها من خلال العروض التي تقدمها دار الازياء العراقية.