محاكمة صدام ستتأجل بعد يوم أو
يومين من بدئها
قال مصدر مقرب من المحكمة العراقية التي تشكلت لمحاكمة
الرئيس المخلوع صدام حسين يوم الاحد ان من المتوقع أن تبدأ محاكمة
صدام في الموعد المحدد خلال عشرة أيام ولكنها قد تتأجل بعد يوم أو
يومين فقط من اجراءات المرافعات.
وكانت المحكمة أكدت الاسبوع الماضي ان هيئة المحكمة المشكلة من
خمسة قضاة ستبدأ نظر القضية في 19 اكتوبر تشرين الاول الحالي ضد
صدام وسبعة آخرين من أركان نظامه متهمين بارتكاب جرائم ضد
الانسانية في مقتل أكثر من 140 من القرويين الشيعة في الدجيل عام
1982.
ولكن على مشاهدي التلفزيون في أنحاء العالم ألا يتوقعون مشاهدة
جلسات محاكمة يومية مثيرة ابتداء من هذا اليوم حتى اذا وافق القضاة
في نهاية المطاف كما هو متوقع على نطاق واسع على اذاعة وقائع
المحاكمة على الهواء مباشرة. فمثل هذا الامر مازال أمامه عدة
اسابيع.
وابلغ المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه الصحفيين "بوسعي أن أصفها
بأنها بداية عملية مستمرة."
وسوف يحفل اليوم الاول وربما اليومين الاولين بجدل قانوني بين
المحامين والقضاة من المحتمل أن يتضمن دفوعا من جانب فريق الدفاع
عن صدام ترددت بالفعل علنا تتعلق بحاجته الى مزيد من الوقت
للاستعداد جيدا للقضية.
وسيتم تعريف المتهمين ومن المحتمل أن تتلى عليهم لائحة الاتهامات
علنا رغم انه لن يسمح للمتهمين بالمرافعة أو الادلاء بافادات. وكان
صدام حسين قد جادل القاضي في جلسة نقلها التلفزيون جزئيا في خطاب
مطول وقال انه مازال رئيسا للعراق.
وقال المصدر "كم من الوقت سيكون بين اليوم الاول سواء فعلوا شيئا
على مدى يوم أو يومين ثم تأجلت (المحاكمة) لفترة من الوقت.. كم من
الوقت سيستمر التأجيل .. (كل هذا) سيتوقف على القاضي."
وطبقا لمصادر مقربة من المحاكمة تزايد الانطباع بأن انعقاد جلسات
مطولة لسماع اقوال الشهود والمتهمين مازال أمامها أسابيع.
وقال مسؤول بريطاني كبير يساعد المحامين العراقيين على الاستعداد
للمحاكمة ان كثيرا من التجهيزات للمحاكمة لن تكون جاهزة بحلول 19
أكتوبر.
ولكن مسؤولا بالمحكمة شدد يوم الخميس على ان المحاكمة ستبدأ في
موعدها يوم الاربعاء بعد المقبل.
وقال المصدر يوم الاحد ان أجزاء من قاعة المحكمة المقامة داخل مجمع
القصر الرئاسي السابق لصدام تجري اعادة بنائها.
وأوضح مسؤولون أمريكيون يساعدون في تنظيم المحاكمة انهم يتوقعون
تغطية تلفزيونية مباشرة لوقائع المحاكمة بما يضفي شفافية على
اجراءاتها ولكن لن يكون ذلك متاحا قبل الاسبوع المقبل.
وقال المصدر ان من شبه المؤكد أن يحضر الجلسة صدام ورفاقه المتهمين
ومن بينهم أخوه غير الشقيق برزان ونائب الرئيس السابق طه ياسين
رمضان في اليوم الاول ومعظم الايام التالية.
وأضاف المصدر ان بين القضايا التي لم تسو بعد ما اذا كان العالم
سيرى وجوه القاضي الذي سيراس المحكمة ورفاقه الاربعة. ولم يظهر
علنا سوى قليل من المشاركين في المحاكمة خشية التعرض للانتقام من
جانب أنصار صدام. ومن المحتمل اعلان أسماء القضاة.
ويكتسب توقيت أول يوم في المحاكمة أهمية رمزية اذ أنه يأتي بعد
أربعة ايام من الاستفتاء على الدستور الذي سيضع نهاية لحقبة صدام
حسين.
ويحرص زعماء الاغلبية الشيعية التي تعرضت للقمع طويلا والاكراد
الذين يشاركون في الحكومة حاليا على أن يروا الرئيس السابق وقد
أدين وأعدم بسرعة.
ولكن كثيرا من السنة وهي الطائفة التي ينتمي اليها صدام والذين
تعرضوا للتهميش في نظام فرضه الاحتلال والساخطين على الحكم الشيعي
يشككون في شرعية المحاكمة. ويقول مسؤولون ان مؤيدي حزب البعث
المنحل الذين يشاركون في التمرد قد يكثفون هجماتهم أثناء المحاكمة.
العودة الى الصفحة الرئيسية
|