خليلزاد يقول إن الاستفتاء على الدستور العراقي كان يوما مشهودا للعراقيين

 

واشنطن، 16 تشرين أول/أكتوبر -- وصف سفير الولايات المتحدة لدى العراق زلماي خليلزاد عملية الاستفتاء على الدستور العراقي بأنها خطوة إلى الأمام بغض النظر عن إمكانية إقرار الدستور من عدمه في التصويت الذي جرى أمس السبت 15 تشرين الأول/أكتوبر على الدستور العراقي الجديد.
وقال خليلزاد في رده على سؤال في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه شبكة إي بي سي من بغداد صباح اليوم الأحد 16 تشرين الأول/أكتوبر لبرنامج "هذا الأسبوع "إن من المبكر القول في هذه اللحظة ما إذا كان الدستور قد أقر أم لا" لكنه قال إن أهمية ما حدث أمس (السبت) هو أن يوم الاستفتاء "كان يوما عظيما بالنسبة للعراق خاصة وأن السنّة الذين لم يشاركوا في العملية السياسية من قبل قد شاركوا هذه المرة، مما يدل على أنهم كوّنوا الثقة بالعملية."
وأشار السفير الأميركي إلى أن نجاح الجهود الأميركية المبذولة في العراق يتطلب "قيام مؤسسات أمن عراقية توفر الأمن للشعب العراقي، كما نحتاج إلى عملية سياسية" تشارك فيها كل المجتمعات. وأشار إلى أن الأمرين تحققا في العراق بعملية الاستفتاء والمحافظة على الأمن.
واستبعد خليلزاد التكهنات القائلة بإمكانية أن يؤدي إقرار الدستور إلى حرب أهلية مشيرا إلى أن إقراره "يفتح الطريق أمام تعديلات إضافية بناء على الاتفاقيات التي تمت قبل أيام. أما إذا لم ينجح نتيجة لمعارضة الناخبين السنّة فذلك يدل على أن مشاركتهم في العملية كان لها تأثير فعلي." وأشار إلى أنه ستكون هناك فرصة للتغيير والتعديل في الحالين. وقال إن ذلك "يدل على أن العنف ليس الطريقة المناسبة لحل المشاكل فهو طريق مسدود."
وسئل السفير خليلزاد عن تزايد موجة العنف والاعتقاد بأن العملية السياسية ستقلل من العنف فقال "إن مفتاح النجاح هو كسب السنة في المناطق السنة التي ينشط فيها الإرهابيون والمتطرفون" إلى الجانب المعاكس بعيدا عن تأييد المتمردين، وذلك بالإضافة قيام قوات الائتلاف والقوات العراقية بعزل وهزيمة المتمردين.
وقال إن هناك جهودا لتلبية المطالب السنية المشروعة والتوفيق بينها وبين مطالب العراقيين الآخرين بينما يجري تعديل استراتيجية العمل لعزل وملاحقة الإرهابيين والمتطرفين وقتلهم أوتقديمهم للعدالة.
وتوقع خليلزاد في مقابلة لاحقة على شبكة سي إن إن ظهر اليوم الأحد 16 تشرين الأول/أكتوبر أن تظهر نتائج الاستفتاء النهائية على الدستور العراقي غدا الاثنين. ولم يستبعد في رده على أحد الأسئلة إمكانية إخفاق الدستور في الحصول على الموافقة، مشيرا إلى أن "إخفاقه أو نجاحه يعودان للشعب العراقي ذاته." لكنه نبه إلى أنه حتى في حالة الفشل "ستكون هناك انتخابات لاختيار جمعية وطنية جديدة في كانون الأول/ديسمبر، وستتولى تلك الجمعية مهمة صياغة دستور جديد."
وأشار إلى أن ما يدل على أهمية الاستفتاء بالنسبة للعراق هو الإقبال الشديد على التصويت حيث شارك أكثر من 9 ملايين عراقي في الاقتراع بمن فيهم السنة بأعداد كبيرة. وأشار إلى أن من المهم أيضا أن المتمردين لم يتمكنوا من تعطيل الاستفتاء أو الإخلال به.
وقال إن مشاركة السّنة في الاستفتاء، وإن صوتوا ضد الدستور، إنما تدل على ثقتهم بالعملية السياسية وعلى أن "لصوتهم تأثيرا وأن للعملية السياسية تأثيرا على الأوضاع وأن الحل العسكري ليس الخيار الصحيح، وإنما العملية السياسية هي الأفضل للتفاهم."
وعزا خليلزاد الفضل في انخفاض موجة العنف والجو الهادئ نسبيا الذي ساد يوم الاستفتاء إلى قوات الأمن العراقية التي قال إنها أدت أداء جيدا، وإلى قوات الائتلاف التي قامت بدور هام في ردع الإرهابيين وعدم تمكينهم من تنفذ خططهم للإخلال بالاقتراع.
وقال ردا على سؤال حول إمكانية البدء بالإعداد لسحب قوات أميركية من العراق في وقت قريب قال خليلزاد إن مستوى "العدد الحالي للقوات ليس غاية بحد ذاته، فالمهم بالنسبة للعراق هو أن يكون البلد آمنا، وكلما ازداد تعاون العراقيين مع بعضهم البعض وقللوا من الفرص المتاحة أمام الإرهابيين قلّت الحاجة إلى الحجم الحالي من القوات الأميركية." لكنه لم يستبعد إمكانية تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق في الشهور القادمة وقال إن القادة العسكريين والسياسيين يدرسون ذلك باستمرار، مشيرا إلى أن البدء بسحب القوات يعتمد على قدرة قوات الأمن العراقية في المحافظة على الأمن وانتقال السلطات والمسؤوليات الأمنية للعراقيين وعلى أوضاع التمرد والإرهاب وتأمين الحدود وغير ذلك من قضايا استقرار البلاد.
ووصف خليلزاد محاكمة صدام حسين التي أعلن أنها ستبدأ قريبا بأنها ستكون "حدثا تاريخيا لم يسبق له مثيل في هذه المنطقة حيث أمكن تقديم طاغية أمام العدالة في جو تسود فيه سلطة القانون." وقال إنه في حين إن هناك رغبة في الإسراع في محاكمة صدام هناك رغبة أيضا "في التأكد من أن العملية (المحاكمة) عملية سليمة تتمتع فيها المحكمة والشهود بالحماية وتكون المحاكمة شفافة ويوثق بنزاهة المحاكمة."
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com