مستشار الامن القومي الاميركي: الحرب على الإرهاب تتضمن معركة أفكار وسلاح

 

بنت الرافدين:

قال مستشار الرئيس بوش للأمن القومي إن الولايات المتحدة وحلفاءها وأصدقاءها اعتبروا الحرب على الإرهاب، منذ البداية، معركة بالسلاح وفي نفس الوقت معركة أفكار.

وأضاف مستشار الأمن القومي، ستيفن هادلي، في كلمة ألقاها في مجلس العلاقات الخارجية في 18 تشرين الأول/أكتوبر في نيويورك: "يجب، على المدى القصير، أن نستخدم قواتنا المسلحة وغيرها من أدوات القوة القومية لمحاربة الإرهابيين، وحرمانهم من الملاذ الآمن، وقطع مصادر دعمهم."

ولكنه سلم بأنه "يجب علينا (على المدى الأطول) أن ننتصر في معركة الأفكار" بين "رؤياهم التوتاليتارية المقيتة" التي تقف في مواجهة "رؤيا (العالم الحر) الإيجابية من الحرية والديمقراطية."

وأضاف أن ضرورة تشجيع المسلمين المعتدلين على تفنيد الرؤيا المشوهة للإسلام كما يقدمها الإرهابيون تقع في صميم هذه المعركة.

وأردف: "يجري حالياً صراع للفوز بروح الإسلام، صراع إيديولوجي لكسب دعم وولاء العالم الإسلامي. وسيتطلب الفوز في هذا الصراع تحدياً مباشراً داخل الإسلام للأصوات المتطرفة."

وقال هادلي إن بعض رجال الدين والفقهاء المسلمين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى بدأوا بالفعل في شجب الإرهاب، وإن الغالبية الساحقة في العالم الإسلامي تشعر بغضب متزايد نتيجة قتل العديد من الأبرياء في لندن ومدريد وبالي وبيسلان وإسطنبول والمغرب، مما يضعف الدعم لحركة المتطرفين العالمية.

كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي إن العالم شاهد التصور الخاص بنوع الحكم كما تبدّى في أفغانستان إبان حكم نظام طالبان، الذي "فرض امتثالاً غير طبيعي (على المواطنين) قضى على الحرية الفردية، واستعبد النساء، ودمر تاريخ البلد الثقافي، وحكم بالإرهاب."

ومضى إلى القول إن العلاج المضاد لذلك هو برنامج الحرية والعدالة والديمقراطية.

وأردف: "إن هذا البرنامج يقدم التمكين ومنح القدرات كبديل للاستعباد."

وقد شبه هادلي الصراع الإيديولوجي بصراعات القرن العشرين ضد رؤى توتاليتارية ظهرت آنذاك، وهي الفاشية والنازية والشيوعية في أوروبا.

وأشار إلى أن "هذه الإيديولوجيات اعتمدت، بشكل مماثل، على الإرهاب لدفع عجلة رؤاها المنحرفة وللسيطرة على سكان دول بأكملها. وقد وجدت، هي أيضاً، أرضاً خصبة بين الناس الذين لا حول لهم ولا قوة ، إما ضحايا لدكتاتوريات فاسدة أو للخراب الذي خلفته الحروب الدولية المتعددة أو الفساد الاقتصادي."

ومضى إلى القول إن الحرية والديمقراطية أثبتتا أنهما قوة أعظم آنذاك وستثبتان ذلك الآن.

وأضاف: "عندما أُتيحت لأسرى هذه الرؤى المغلوطة فرصة الاختيار بحرية، اختاروا الحرية. وهذا هو ما سيحدث أثناء مجابهتنا إيديولوجية إرهابيي القرن الحادي والعشرين."

ولكن هادلي نبه إلى أنه لا يمكن فرض الحرية والعدالة والديمقراطية من الخارج، بل يجب اختيارها.

وقال بهذا الشأن: "يجب أن يحصل الشعب على حريته بنفسه، وغالباً ما يتعين عليه القتال في سبيلها. وعندما يفعل، تجسد النتيجة تاريخه الخاص وثقافته وتجربته القومية."