بوش: إن نجاح الحكومة العراقية "حاسم" بالنسبة لكسب الحرب على الإرهاب 

 

 بنت الرافدين

واشنطن، 29 تشرين أول/أكتوبر -- قال الرئيس بوش في حديثه الإذاعي الأسبوعي اليوم السبت 29 تشرين أول/أكتوبر إن إقرار الدستور العراقي في انتخاب توجه فيه نحو 10 ملايين ناخب إلى صناديق الاقتراع قد حقق "معلما بالغ الأهمية بالنسبة للعراق والمنطقة والعالم."
وأضاف بوش قوله إن العراقيين "يعكفون بعد ثلاثين شهرا من زوال حكم دكتاتوري وتسعة أشهر من أول انتخابات لاختيار قادتهم على حل المشاكل الصعبة عن طريق عملية سياسية شاملة للجميع. ومن شأن هذه العملية أن تعزل المتطرفين الذين يسعون إلى تحويل الديمقراطية عن مسارها بالعنف والقتل."
وكانت اللجنة المستقلة للانتخابات في العراق قد أعلنت في 25 تشرين الثاني/أكتوبر النتائج الأولية للاستفتاء على مسودة الدستور وأظهرت أن نسبة 78 بالمائة من الناخبين قد وافقت على الوثيقة.
وقال الرئيس بوش إنه "لم يكن احتمال تصويت العراقيين على دستور ديمقراطي ليخطر على بال قبل ثلاث سنوات عندما حكم صدام حسين بقبضة حديدية."
وقال بوش إن الدستور الجديد لقي تأييدا من كل الجماعات والطوائف العرقية والدينية ومن أكبر الأحزاب السياسية السنية الذي شجع أتباعه على التصويت بالموافقة عليه.
وأضاف بوش أن من المقرر أن يعود العراقيون إلى صناديق الاقتراع في 15 كانون الأول/ديسمبر للتصويت وانتخاب حكومة عراقية دائمة. وقال إن "تلك الحكومة ستكون حليفا لنا في الحرب على الإرهاب وشريكا في الكفاح من أجل السلام والاعتدال في العالم الإسلامي ومصدر إلهام لشعوب الشرق الأوسط في المطالبة هي أيضا بحريتها."
وأشار بوش إلى أن نجاح الحكومة العراقية الجديدة سيكون "حاسما بالنسبة لكسب الحرب على الإرهاب وحماية الشعب الأميركي."
وأكد بوش أن "ضمان نجاح الحكومة الجديدة سيتطلب مزيدا من التضحية ومزيدا من الوقت ومزيدا من العزم، وسينطوي على مزيد من المخاطرة بالنسبة للعراقيين والأميركيين وقوات الائتلاف."
ونبّه بوش إلى أن النجاح الذي تم إحرازه حتى الآن قد تطلب تضحية كبرى "إذ فقدنا بعض أفضل رجالنا ونسائنا في الحرب على الإرهاب. وقد خلف كل منهم أسرة محزونة وأحباء لهم في الوطن. صحيح أن فقدان كل روح يسبب الألم لكن هؤلاء الوطنيين خلّفوا أيضا تركة تمكن أجيال المستقبل من مواطنيهم الأميركيين وملايين غيرهم ممن خبروا الظلم من التمتع بنعم الحرية."
وتعهد بوش بأن تدرب الولايات المتحدة قوات الأمن العراقية وتساعد "الحكومة الجديدة التي ستنتخب في تلبية احتياجات الشعب العراقي. وإننا بفعلنا ذلك نكون قد وضعنا أساس السلام لأبنائنا وأحفادنا."
في ما يلي نص حديث الرئيس بوش الإذاعي إلى الأمة:
حديث الرئيس الإذاعي بالراديو
الرئيس: أسعدتم صباحا. شهد هذا الأسبوع إنجاز معلم آخر هام بالنسبة لتحقيق استراتيجيتنا في العراق. فيوم الثلاثاء الماضي صادقت اللجنة العراقية للانتخابات رسميا على إقرار الدستور العراقي الجديد بعد أن أقبل نحو 10 ملايين عراقي على صناديق الاقتراع للتصويت عليه قبل أسبوعين. وتعد هذه لحظة بالغة الأهمية بالنسبة للعراق والمنطقة والعالم. فقبل ثلاث سنوات عندما حكم صدام حسين بقبضة حديدية، لم يكن احتمال تصويت العراقيين على دستور ديمقراطي ليخطر على بال. أما الآن فقد برهن العراقيون على أن الحقوق الفردية وحكم الشعب مبادئ عالمية عامة وأن هذه المبادئ يمكن أن تصبح أساسا لقيام حكومات حرة ومستقيمة في الشرق الأوسط بأسره.
فقد لقي الدستور العراقي الجديد تأييدا من العراقيين من كل الأعراق والطوائف الدينية. وأيد أكبر الأحزاب السياسية السّنيّة الدستور ودعا أتباعه إلى الموافقة على مسودته. وشارك في هذه الانتخابات عدد أكبر من السنيين ممن شاركوا في انتخابات كانون الثاني/يناير التاريخية كما انخفض مستوى العنف إلى حد كبير. وحتى أولئك الذين صوتوا ضد الدستور بدءوا ينتظمون الآن استعدادا لانتخابات كانون الأول/ديسمبر.
ويعكف العراقيون بعد ثلاثين شهرا من زوال حكم دكتاتوري وتسعة أشهر من أول انتخابات لاختيار قادتهم على حل المشاكل الصعبة عن طريق عملية سياسية شاملة للجميع. ومن شأن هذه العملية أن تعزل المتطرفين الذين يسعون إلى تحويل الديمقراطية عن مسارها بالعنف والقتل.
الإرهابيون كانوا هم أيضا يراقبون الانتخابات العراقية. فهؤلاء القتلة الوحوش ينتهجون إيديولوجية متطرفة تستغل الإسلام خدمة لرؤيتهم السياسية العنيفة. فهم يأملون في إقامة دولة استبدادية في العراق تمنع كل الحريات السياسية والدينية ويأملون في استخدام البلاد كقاعدة لشن هجماتهم على كل الناس الذين لا يوافقونهم على تحريفهم الملتوي للدين الإسلامي، مسلمين كانوا أو غير مسلمين على السواء.
إن أهداف الإرهابيين لا تدع متسعا للضمير الفردي والمشاركة الديمقراطية، ولذا فهم يهددون بقتل أي عراقي يقبل على صناديق الاقتراع بمن في ذلك النساء والشيوخ وحتى أولئك الذين يعارضون الدستور. وهم مازالوا مستمرين في تفجيراتهم العشوائية محاولين تحطيم إرادة الشعب العراقي وقوات الائتلاف كما شهدنا من جديد هذا الأسبوع عندما هاجم الإرهابيون فندقين في بغداد بالتفجيرات.
لقد خاطر الشعب العراقي مرة أخرى بحياته في سبيل حريته بدلا من الاستسلام والخوف، وبدلا من أن ينقلب العراقيون على بعضهم البعض تحوّل الشعب العراقي نحو التعبير عن إرادته في صناديق الاقتراع. وبدلا من ترك بلدهم يتحول إلى ملاذ للإرهابيين اختار الشعب العراقي الديمقراطية والحرية لبلده.
إن مسيرة العراق السياسية متقدمة إلى الأمام. فسيعود العراقيون إلى صناديق الاقتراع في كانون الأول/ديسمبر لانتخاب حكومة جديدة بموجب الدستور الجديد. وستكون تلك الحكومة حليفا لنا في الحرب على الإرهاب وشريكا في الكفاح من أجل السلام والاعتدال في العالم الإسلامي ومصدر إلهام لشعوب الشرق الأوسط في المطالبة هي أيضا بحريتها.
إن أمننا في الوطن مرتبط مباشرة بشرق أوسط تنمو فيه الحرية والسلام. ولذا فنجاح الحكومة العراقية الجديدة أمر هام بالنسبة لكسب الحرب على الإرهاب وحماية الشعب الأميركي. ويتطلب ضمان النجاح في ذلك مزيدا من التضحية ومزيدا من الوقت ومزيدا من العزم وسينطوي على مزيد من المخاطر بالنسبة للعراقيين والأميركيين وقوات الائتلاف.
لقد انطوى ما أحرزناه من تقدم حتى الآن على تضحية كبرى. وقد وقع العبء الأكبر منها على كاهل أسر العسكريين، إذ فقدنا بعض أفضل رجالنا ونسائنا في الحرب على الإرهاب. وقد خلف كل منهم أسرة محزونة وأحباء لهم في الوطن. صحيح أن فقدان كل روح يسبب الألم لكن هؤلاء الوطنيين خلّفوا أيضا تركة تمكن أجيال المستقبل من مواطنيهم الأميركيين وملايين غيرهم ممن خبروا الظلم من التمتع بنعم الحرية.
وإن أفضل وسيلة لتكريم تضحيات عسكرنا الذين سقطوا هي إنجاز المهمة وكسب الحرب على الإرهاب. وسنعمل على تدريب قوات الأمن العراقية ونساعد الحكومة الجديدة التي ستنتخب في تلبية احتياجات الشعب العراقي. وإننا بفعلنا ذلك نكون قد وضعنا أساس السلام لأبنائنا وأحفادنا.
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com