الولايات المتحدة تخفض عدد قواعدها العسكرية المتقدمة في العراق حسب الإمكان
(القائد العسكري المسؤول عن المنطقة الوسطى
الشمالية يقول إن المنطقة تمر بمرحلة انتقالية)
بنت الرافدين/ الخارجية
الامريكية / واشنطن، 30 تشرين الأول/ أكتوبر -- أعلن مسؤول عسكري
أميركي كبير في العراق أن السلطات العسكرية الأميركية عاكفة حاليا
على تخفيض عدد قواعد العمليات المتقدمة في الوسط الشمالي من العراق
بينما تعمل على تسليم مسؤوليات الأمن في المنطقة إلى وحدات الجيش
العراقي حيثما كان ذلك ممكنا عمليا.
وأبلغ الميجور جنرال جوزيف تالوتو، المسؤول عن الفرقة المتعددة
الجنسيات في المنطقة، والمسؤول عن عمليات مكافحة التمرد في المعاقل
السابقة لصدام حسين كتكريت، أبلغ ممثلي وسائل الإعلام في مؤتمر
صحفي في البنتاغون، مقر وزارة الدفاع، منقول تلفزيونيا من بغداد
الجمعة 28 تشرين أول/أكتوبر، أبلغهم أن عدد القواعد الميدانية
المتقدمة قد انخفض من 27 إلى 17 قاعدة خلال فترة خدمته، وأن
"احتمال إغلاق عدد آخر من القواعد وارد."
وأضاف تالوتو، قائد فرقة المشاة 42 وقوة ليبرتي للعمليات أن نقل
مسؤولية تلك القواعد إلى سيطرة الجيش العراقي سيكون له تأثير "على
تخفيض الوجود العسكري للائتلاف." وقال إن عملية النقل والتسليم
ستشمل مقر قيادة قوة ليبرتي للعمليات في القصر الجمهوري سابقا في
تكريت إذ سيتم قريبا "تسليم القصر السابق للشعب العراقي."
ووصف الجنرال تالوتو المرحلة التي تمر بها المنطقة الوسطى الشمالية
من العراق بأنها سنة مرحلية. وأوضح أن قواته قد ركزت اهتمامها في
تلك الفترة في حماية وتطوير المسيرة الديمقراطية في المنطقة وتعزيز
إمكانيات قوات الأمن العراقية وزيادة قدرتها على المحافظة على
مستوى تجهيزها مع مرور الوقت.
وأكد تالوتو أنه تم تحقيق تقدم كبير في تنظيم وتدريب قوات الأمن
العراقية وتجهيزها واصفا قدرات الجيش العراقي في تلك المنطقة بأنها
"قوية نسبيا." لكنه نبّه إلى أن مشكلة إيجاد نظام متكامل للنقل
والتجهيز مازالت قائمة، وخاصة بالنسبة لسد احتياجات القوات
العراقية من قطع غيار إصلاح المركبات والأسلحة الخفيفة والثقيلة.
وقال تالوتو "إن ما نريده هو تمكين القادة العسكريين العراقيين من
تلبية احتياجاتهم بأنفسهم بينما تخفض قوات الائتلاف وجودها."
وتطرق الجنرال تالوتو إلى الحديث أيضا عن التقدم الهام في مجال
إقامة الحكومات المحلية مشيرا إلى أن المجالس المحلية المنتخبة ظلت
معطلة غير فاعلة حتى شباط/فبراير الماضي، أما الآن فالحكومات
الإقليمية والمجالس البلدية عاملة بكفاءة. وأضاف قوله "لقد شهدنا
القادة العراقيين المنتخبين يكبرون في مناصبهم ويزدادون ثقة وحضورا
وقوة" الأمر الذي قال إنه أدى إلى إيجاد حلول عراقية للمشاكل
العراقية.
وأشار تالوتو إلى أنه وقد تم إقرار الدستور الجديد في استفتاء 15
تشرين أول/أكتوبر فإن الاهتمام قد اتجه نحو التركيز على الانتخابات
المقبلة في كانون الأول/ديسمبر. وقد تبين من نتيجة الاستفتاء أن 8
ملايين ناخب صوتوا تأييدا للدستور وصوت ضده مليونان.
كذلك لفت تالوتو الأنظار إلى نمو وسائل الإعلام في ذلك الجزء من
البلاد وقال إن "وسائل الإعلام بما فيها المقروءة والإذاعة
والتلفزيون المحلي والقناة الفضائية أصبحت تنطق بلسان الشعب
العراقي."
وأضاف تالوتو أن المحطة الفضائية بشكل خاص تعتبر مثيرة للعراقيين
في محافظة صلاح الدين من حيث "أنهم سيصبحون قادرين على التحدث
والتعبير الصحيح فعلا عما يجري في العراق وليس ما تلفقه القنوات
العربية الأخرى."
وقال إن العراقيين ينظرون إلى وسائل إعلامهم الجديدة كوسيلة
لمكافحة "التمرد على النطاق الأوسع" الذي تمثله القاعدة في العراق،
وأداة لنشر أخبارهم.
ومضى تالوتو إلى القول إنه لاحظ أن هناك فجوة متسعة بين القاعدة في
العراق والمتمردين الذين مازالوا موالين لصدام حسين، "فأنا أعتقد
أن خطاب القاعدة في العراق لا يلقى قبولا طيبا، وأعتقد أن ما نشهده
في الوسط الشمالي من العراق على الأقل لا يشكل نفوذا."
ومن المقرر أن تحتل مواقع قوات الجنرال تالوتو قريبا الفرقة الجوية
الهجومية 101 المنقولة جوا.
وكان المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال ريك
لينش قد استعرض يوم الخميس 27 تشرين أول/أكتوبر الوضع الشامل في
العراق وأفاد أن قوات الائتلاف استطاعت مصادرة كميات كبيرة من
الأسلحة والعتاد من الشارع العراقي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية
بما في تلك الكميات 1300هاون و1300 صاروخ و2800 قذيفة مدفعية.
وأشار الجنرال لينش إلى انخفاض عدد الهجمات في الأسبوع الماضي.
وقال للصحفيين في مؤتمر له في بغداد إن أسبوع 23 تشرين أول/أكتوبر
شهد 653 هجوما بانخفاض بلغ 70 بالمائة عن الأسبوع الذي سبقه.
العودة الى الصفحة الرئيسية
|