المشهد الانتخابي العراقي الجديد ..إئتلافات وتحالفات.. وأيام مملؤة  بالمفاجآت

 

تحليل اخباري / علاء حسين (بغداد) / بنت الرافدين:

 يرى المراقبون المتابعون في الساحة العراقية هذه الايام أن ما يجري الآن ما هو إلا ردة فعل طبيعية لسنوات العزل والعزلة التي عانت منها النخبة السياسية على مدى عقود طويلة من الزمن..ويقولون إن هذا الانفتاح والتجاذب والاختلاف ليس إلا نتيجة طبيعية لخروجهم من القمقم الذي عزلوا فيه عن العالم .. وإذا كانت هذه الفعاليات والمخاضات الكبيرة التي عاشها العراق على مدى السنوات الثلاث الماضية لم تسفر لحد الآن عن استقرار سياسي او امني ملحوظ ، إلا انها في كل الاحوال تمثل "الاجندة الديمقراطية" التي تتبناها القوات الامريكية منذ دخولها العراق في نيسان ابريل عام 2003 والحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم البلاد منذ ذلك الحين.وبانتظار موعد الخامس عشر من كانون الاول ديسمبر المقبل فان سباقا محموما يجري على كافة دروب الساحة السياسية والحزبية وقاعات الاجتماعات وكواليسها لتشكيل تحالفات حزبية وخلق موازين قوى للفوز بأغلبية مقاعد البرلمان الجديد وتشكيل الحكومة المقبلة.
وتشير احصائيات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الى ان مئة كيان سياسي شكلت 21 إئتلافا جديدا لخوض الانتخابات المقبلة ضمن 228 كيانا وقائمة تتنافس على مقاعد البرلمان البالغ عددها 275 مقعدا.ولعل قائمة الائتلاف العراقي الموحد وقائمة رئيس الوزراء السابق الدكتور اياد علاوي تشكلان ابرز الكتل التي برزت لحد الآن حيث اعلن السيد عبد العزيز الحكيم عن ثقته بان تكون قائمته هي الاولى بينما اكد الدكتور علاوي وهو يعلن ولادة القائمة العراقية الوطنية بان قائمته ستكون الخيار الاكيد للعراقيين.وقد ضمت قائمة الدكتور علاوي الدكتور حميد مجيد موسى سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي والدكتور عدنان الباجه جي رئيس تجمع العراقيين المستقلين ، كما ضمت احزابا وتيارات اسلامية وشخصيات عربية وتركمانية وكردية .بينما ضم تكتل الائتلاف العراقي الموحد 16 حزبا وكيانا سياسيا ابرزهم التيار الصدري، بينما شهد الائتلاف انسحاب كل من احمد الجلبي وعلي الدباغ وابراهيم بحر العلوم.
مراقبون ان قائمة الائتلاف ستقوم بتوزيع المناصب العليا فيما بينها ، بينما توفرت معلومات تشير الى ان احد شروط انضمام التيار الصدري لقائمة الائتلاف كان الحصول على احد المناصب العليا التي لا تقل عن منصب رئاسة الوزراء.ولعل انضمام التيار الصدري الى قائمة الائتلاف كان الحدث الابرز في خارطة التحالفات السياسية والحزبية حيث يرى المراقبون هنا في بغداد ان الائتلاف العراقي سعى الى انضمام التيار الصدري وذلك بعد ان سحب المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني تأييده لقائمة الائتلاف او اية قائمة اخرى ، لذلك وجد الائتلاف ان اللجوء الى مرجعية دينية اخرى سيمنح الائتلاف دعما شعبيا وجماهيريا واسعا ولعل التيار الصدري الذي يحظى بجمهور واسع في العديد من محافظات العراق هو الطريق الانسب لكسب الاصوات في الانتخابات. غير ان التيار الصدري الذي بدا واثقا من فرصته في الفوز لما يتمتع به من شعبية واسعة طالب بان يحصل على المناصب العليا او بالاحرى ان تكون المرتبة الاولى للتيار الصدري ومن ثم للائتلاف.وعلى اية حال ،فإن قوائم المرشحين بدأت منذ ايام ولن تنتهي الترشيحات والتحالفات والتجاذبات وكذلك التكهنات والتحليلات إلا مع إنتهاء إستحقاق الخامس عشر من كانون الاول ديسمبر.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com