بنت الرافدين / وزارة الخارجية الامريكية / واشنطن، 13 تشرين الثاني/نوفمبر -- أعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في سلسلة من المقابلات التي أجرتها معها في بغداد وسائل الإعلام الأميركية والعربية عند توقفها في العراق يوم الجمعة 11 تشرين الثاني/نوفمبر في بداية جولة لها في الشرق الأوسط، أعلنت أن مشاركة العرب السنّة في العملية السياسية في العراق تشكل دليلا هاما على ازدياد قوة الديمقراطية العراقية التي قالت إنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى هزيمة المتطرفين الذين يمارسون العنف.
وقالت رايس في مقابلتها مع تلفزيون العراقية إن أشد ما يخشاه الإرهابيون هو "قيام شرق أوسط لا تعود إيديولوجيتهم القائمة على الكراهية قادرة على العيش فيه .. وعندما يحتل العراق مكانته كبلد ديمقراطي مستقر يستطيع العراقيون أن يتغلبوا فيه على خلافاتهم من خلال العملية الديمقراطية."
وأعربت رايس في مقابلتها مع شبكة إن بي سي التلفزيونية الأميركية عن اعتقادها بأن "السنّة بدءوا يندمجون فعلا في المسيرة السياسية، الأمر الذي يشكل تغيرا أساسيا."
وكانت رايس قد زارت القادة المحليين في الموصل وتحدثت إلى جمهور مشترك من المدنيين والعسكريين في فريق الإعمار الإقليمي قبل زيارتها بغداد. ويعمل الفريق بالتعاون مع المجتمعات المحلية والبلديات من أجل توفير الخدمات والأمن وتحسينهما.
وشددت رايس في كل مقابلاتها مع وسائل الإعلام على ضرورة عمل العراقيين على سد فجوة انقساماتهم الطائفية من خلال إطار للحوار الديمقراطي. وأعلنت في مقابلة مع شبكة فوكس الإخبارية الأميركية قائلة "إننا إذ نتفهم مصالح السنّة ومصالح الشيعة ومصالح الأكراد يجب أن يكون العراق بلدا واحدا، الأمر الذي يتطلب تخطي الحواجز الطائفية."
وأعربت رايس عن اعتقادها بأن العراق سيصبح على المدى الطويل عمادا للاستقرار والديمقراطية في شرق أوسط متغير ينتعش فيه الأمل والحرية.
وقالت رايس في مقابلتها مع شبكة إي بي سي إن الشعب العراقي عاكف على "بناء مستقبل سياسي على أنقاض الطغيان." وأضافت قولها إنه "ليس من السهل الانتقال من الظلم إلى الديمقراطية. وليس من السهل استبدال القتال لفض الخلاف بالعنف والإكراه، بالتغلب على الخلافات عن طريق التفاهم السياسي والعملية السياسية، ولكن هذا هو بالضبط ما يفعلونه."
وأشارت رايس إلى توجه 8 ملايين ونصف المليون ناخب عراقي إلى صناديق الاقتراع في كانون الثاني/يناير الماضي لانتخاب حكومة مؤقتة، ثم إلى إقبال 10 ملايين ناخب على مراكز الاقتراع في تشرين الأول/أكتوبر للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور، كدليل على تزايد التزام العراق بالديمقراطية، ورفض العنف والرؤية التي تمثلها الجماعات المتطرفة والإرهابيون من أمثال القاعدة التي يتزعمها الزرقاوي.
ونفت وزيرة الخارجية أن يكون الوجود الأميركي في العراق سببا في ارتفاع مستوى الإرهاب أو أنه المتسبب في "تصدير" الإرهاب إلى دول أخرى. وقالت في مقابلتها مع شبكة سي إن إن الإخبارية إن الواقع هو العكس "فإن أكثر ما يخشاه الزرقاوي وأمثاله هو أن تترسخ القوى الديمقراطية في العراق."
وتطرقت رايس في مقابلاتها إلى مواضيع أخرى وعارضت الادعاءات القائلة بأن حكومة الرئيس بوش قد بالغت في الادعاء بامتلاك العراق أسلحة تدمير شامل قبل الحرب واستشهدت بالمعلومات الاستخبارية التي كانت معروفة علي نطاق واسع وكررت الإشارة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي التي طالبت صدام حسين بالتعاون مع المفتشين الدوليين والكشف عن برامجه الخاصة بالأسلحة.
وقالت رايس في مقابلة لها مع تلفزيون العربية في المنامة بالبحرين يوم السبت 12 تشرين الثاني/نوفمبر إنه يجب على سوريا أن تتعاون تعاونا تاما مع لجنة ميليس الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وأضافت رايس أن "المهم هنا هو أن التعاون عائد إلى السوريين." ونبهت في مقابلتها مع تلفزيون العربية إلى أن "المجتمع الدولي متحد بأسره في المطالبة بقيام هذا التعاون، إذ كانت نتيجة التصويت 15 صوتا مقابل لا شيء. ولذا ينبغي على سوريا أن تفهم المغزى."
وتحدثت وزيرة الخارجية في مقابلتها مع تلفزيون العربية أيضا عن زيارتها المقبلة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقالت رايس إنها ستبلغ الطرفين بأن عليهما التزامات ينبغي أن يفيا بها من أجل التقدم نحو مستقبل "تقوم فيه دولة فلسطينية تعيش جنبا على جنب مع إسرائيل ولا يكون فيها مكان للإرهابيين والإرهاب، ويستطيع الشعب الفلسطيني أن يسعى فيها بحرية في سبيل تحقيق أمانيه بالرخاء ومستقبل ديمقراطي."