الجعفري: علينا تفعيل المشتركات العظيمة بين أبناء المذاهب الإسلامية لترسيخ أواصر الوحدة الوطنية
محمد الجبوري /بغداد/ بنت الرافدين:
قال السيد رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري :- ان كل المسلمين ينهلون من منبع واحد هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لذا على الأخيار من أبناء العراق ان ينقلوا مفهوم الحب من معناه التجريدي الى مفهومه الحقيقي المستقى من القرآن الكريم.
واضاف سيادته خلال لقاءه ظهر اليوم وفد الرابطة الموحدة لعلماء الدين في العراق: تدركون جيداً مساحة المشتركات العظيمة بين أبناء المذاهب الإسلامية، وان القرآن الكريم يدفعنا باتجاه البحث عن هذه المشتركات وتفعيلها لترسيخ أواصر الوحدة الوطنية وإشاعة ثقافة الحب والتسامح ونبذ ثقافة الحقد والكراهية .
مؤكداً: ان مسؤوليتنا جميعاًُ... مثقفين وعلماء وخطباء مساجد ومصلحين وسياسيين هي إشاعة ثقافة الحب والرحمة انطلاقاً من مفهوم القران الكريم والسلوك الشخصي للرسول (ص) والأئمة الطاهرين، لأن ثقافة الحقد والكراهية واسترخاص الدم والكرامة والأداء السياسي المتناقض هو نتيجة النشأة العائلية او البيئة المخطوءة التي ترسخت فيها هذه المفاهيم .
واوضح السيد رئيس الوزراء: ان الوسطية في القران الكريم ليست الوسطية التوفيقية على أساس ردة الفعل وانما هي اطلالة من علياء الاعتدال ، تنطلق على الناس وليس من الناس مقرونة بمفاهيم النبل و المروءة والشرف لذا فأنّ علينا تحديد المسار الفكري الذي يوفر لنا اطلالة واسعة لاستيعاب الآخرين مما يوجب ان نخاطب الآخرين بعقليتهم وليس بعقليتنا، وان نفكر من هو المتلقي عندما نريد مخاطبته .
وقال سيادته : ان كثرة الوفاق نفاق،لذا يجب ان نصدق في التعامل مع الآخرين وليس الأساس موافقة الأخرين بل الأساس ان نصدق معهم مضيفاً ان القانون يعاقب ويُلزم، ولكن المُربي او المُصلح يستطيع ان يجعل من الجامعة او المسجد مكاناً لتخريج أناس يتمسكون بالثقافة القرآنية من خلال بناء النفس الإنسانية .
مضيفاً: ان الجهاد الأكبر هو تصحيح مسيرة الحياة من خلال توعية أبناء المجتمع، وانا سعيد لأنكم تتحدثون بلغة لا تختنق في الأفق المحلي وتطمح للوصول الى الأفاق الخارجية، لأننا يجب ان نُشبّع نفوسنا بمفهوم الوحدة وهذا لا يعني إلغاء الأخر لأن السنية لم تقتلنا والعربي لم يقتل الكردي وانما قتلنا الفكر البعثي الصدامي المجرم .
وكان السيد رئيس الوزراء قد استمع الى شرح من رئيس الرابطة أوضح فيه أهدافها وبرامج عملها باتجاه توحيد علماء الدين في العراق لتفعيل الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي وقد قدم الوفد هدية قيمة سامية الى سيادته هي (نسخة من المصحف الشريف) اعتزازاً بشخصه وتقديراً لمواقفه في التقريب بين المذاهب الإسلامية وإشاعة ثقافة الحب والتسامح والوحدة .
