زعماء الكنائس الامريكية يدعون الحكومة الامريكية الى
أحترام حقوق الانسان في العراق
محمد الجبوري /
بغداد / بنت الرافدين
وجه زعماء الكنائس
الامريكية حكومة الولايات المتحدة الى أحترام حقوق
الانسان للمحتجزين العراقيين و ذكر بيان صادر أنه منذ
ثمانية أسابيع أعلنت منظمة تطلق على نفسها إسم (سيف
الحق) مسؤوليتها عن إختطاف أربعة متطوعين كانوا يعملون
في العراق مع فرق صانعي السلام المسيحيين. إستجابةً
لذلك دعى العديد من رجال الدين المسلمين حول العالم
هؤلاء المختطِفين الى إطلاق سراح الأسرى ورفض وسيلة
إحتجاز الناس رغماً عنهم. وكزعماء مسيحيين في الولايات
المتحدة، فأننا أيضاً نعرب عن إهتمامنا الشدسد بهؤلاء
الرهائن، كما إننا باقون على إيماننا الراسخ بأن
مجابهة العنف بالعنف لايمكن أبداً أن تحل الصراع،
إضافةً الى ذلك فأننا نطالب الاشخاص الذين يحتجزون
المتطوعين بإطلاق سراحهم فوراً.
ولقد مرَّ تواً
موسم عيد الميلاد، وعندما إحتفلنا مرة أُخرى بوصول
أمير السلام، فإننا أيضاً نتمنى ونرغب بدعوة زعماءنا
السياسيين في الولايات المتحدة لإستنكار عملية إحتجاز
السجناء من دون تهمة، كما إننا نؤمن بأن هذه هي فعلاً
لحظة المشاركة لرجال الدين منا حول العالم وخصوصاً
زعماء المسلمين واليهود والمسيحيين للعمل سوياً على
هذه الأُمور المهمة، وجنباً الى جنب يجب أن نشق طريقنا
نحو زرع بذور السلام في عصر العنف والشك والإنقسام
الذي نعيش فيه.
و أضاف البيان
إننا مستمرون في الصلاة والدعاء من أجل سلامة وإطلاق
سراح إخواننا من فرق صانعي السلام المسيحيين، وإننا
ممتنون لآلاف المسلمين في بلدنا وحول العالم الذين
واجهوا بعض الخطورة في إستنكارهم لخطف هؤلاء المتطوعين
والذين بقوا ثابتين في دعوتهم للسلام. وفي محاولة
للعرفان بالجميل للخطورة التي واجهوها، فإننا نناشد في
هذا اليوم زعماءنا لـ (فحص زند الخشبة بعيننا) كما نصح
عيسى (عليه السلام) أتباعه.
إننا مدركين بأنه
قد تم إحتجاز آلاف العراقيين من دون تهمة منذ بدء
الحرب في العراق قبل ثلاث سنوات تقريباً، وكما نشعر
بالخوف نحو سلامة أعضاء فرق صانعي السلام المسيحيين
فإننا مدركين بأن عوائل المعتقلين العراقيين خائفين
أيضاً، حيث يزداد خوفهم عندما تكون هناك تقارير تشير
الى مضايقة المعتقلين سواء من قبل القوات العراقية أو
الأمريكية، كما إننا نؤمن بأنه لايمكن أن يكون هنالك
نهاية لصراع الشرق الأوسط طالما هذه الأفعال مستمرة.
و هذا عمل لايجوز أن يُسمح له بالإستمرار لأنه ببساطة
يرفع مستوى الخوف، وفي عالمنا اليوم يؤدي الخوف في
كثير من الأحيان الى تصاعد العنف.
وقد وجهت كنائسنا
إهتماماً كبيراً نحو غزو الولايات المتحدة للعراق،
وكما إننا مستمرين في الصلاة والدعاء من أجل سلامة
جنودنا وإهتمامنا بأن تكون عوائلهم – الذين هم أعضاء
في كنائسنا – بحال جيد، فإننا نصر على أن يكون
إعتراضنا على وجود الجيش الأمريكي في العراق مسموعاً.
وبوجود عدد متزايد من القادة العسكريين والسياسيين
الجديرين بالإحترام في الولايات المتحدة فإننا مستمرين
بدعوة حكومتنا لوضع خطة واضحة لسحب كل القوات والقواعد
العسكرية الأمريكية من العراق. إضافة الى ذلك نطالب
حكومة الولايات المتحدة بـ:
- إستمرار بيان
إدانتها الشديدة للتعذيب.
- تجسيد مبادئ وقيم
أُمتنا الديمقراطية مع الأخذ بنظر الإعتبار طريقة
معاملة السجناء بدءً من عدم إرتكاب عملية الإعتقال لأي
أحد من دون تهمة.
- الضغط على
الوزارة العراقية لإتباع مبادئ حقوق الإنسان الأكثر
شدة وصرامة والمشرعة من قبل هيئة الأُمم المتحدة في
المعاملة وعدم إعتقال أي أحد من دون توجيه أمر قضائي
بذلك، إضافةً الى عدم إستخدام وحدات الكوماندو
المدعومة حكومياً وعمليات القتل الخارجة عن القانون.
وفي موسم البدايات
الجديدة هذا، نأمل ونتطلع الى تحقيق سلام حقيقي لشعب
العراق، كما إننا متلهفين الى الوقت الذي تتجمع فيه
عوائل جنودنا مرة ثانية هنا في الولايات المتحدةأ
إضافةً الى إننا نأمل أن يكون إخواننا العراقيين
وأخواتنا العراقيات بخير وأمان.
ومع عمق رغبتنا
للسلام الرباني، فإننا نلتزم العمل مع الناس من مختلف
الأديان والتقاليد حول العالم لجعل هذا السلام حقيقة.