قامت مجموعة من الجنود العراقيين والامريكان اثناء فترة التوتر  الطائفي بين السنة والشيعة بتنفيذ برنامج صحي اجتماعي في شمال بغداد. وقد قام الجنود العراقيون من الفرقة التاسعة العراقية وجنود فرقة المشاة الرابعة الامريكية بعملية مشتركة لتقديم العناية الطبية اللازمة الى احد المناطق السنية وبذلك ساهموا في تخفيف التوتر في المنطقة وتعزيز الامل في وحدة العراق . وقد حضر 85 مواطناً عراقياً للحصول على الخدمة الطبية المجانية وقام الاطباء بمعاينتهم . ويقول النقيب ادوارد بارنس الطبيب الجراح في الوحدة 66 انه قد قام بمعالجة الكثير من حالات تصلب المفاصل وحالات الالتهاب في الجهاز العلوي التنفسي والتهابات الاذن . اما مساعد الطبيب الملازم الاول سالاباتا مناساري فيقول انه قد قام بمعالجة عدة حالات للحساسية ضد الشمس وامراض المفاصل وامراض اخرى . اما المترجم رامي الذي يعمل مع الفرقة العراقية التاسعة  فيقول انه مسرور للعمل في هذا اليوم وانه قد اجل اجازته للعمل لتقديم المساعدة في هذه العملية .

وبعد ان قام الكادر الطبي بنصب معداتهم فب منطقة مفتوحة تم الاعلان عن الحدث الى سكان القرية بواسطة مكبرات الصوت عن طريق التسجيل الذي قام به المترجم رامي . وقد حضر القرويون الى المكان وقام الكادر الطبي بفحص المرضى لعدة ساعات . ويقول الجندي كرانت كلاسن وهو احد افراد الكادر الطبي  انه شعر بالالم لرؤيته هذا العدد من المرضى المتألمين وانه قد اصبح ممرضاً ليقدم هذه الخدمة . وبالاضافة الى الخدمة من الدرجة الاولى التي حصل عليها القرويون فقد قدم لهم الكادر الطبي البطانيات وحصل الاطفال على كتب فكاهية واقراص مدمجة .

و يقول العقيد سعد ابو صافي  آمر اللواء الميكانيكي الاول : اننا نقوم بهذا العمل لاننا نشعر بالعطف على هؤلاء الناس ونريد من الناس ان يشعروا نحونا بالمحبة واننا نعتبر هذا العمل نصراً على الارهاب وان مهمتنا ان نوفر الامن للمواطنين ولكننا نقوم بهذ المهمة من الناحية الطبية هذه المرة. اما رئيس العرفاء عبد الكاظم تركي فيقول ان هذه المهمة حيوية لهؤلاء الناس وان هذا هو يوم عظيم وقد تمكنا من تنفيذ هذه المهمة بالتعاون مع اصدقائنا الامريكان وقد قام الناس بدعوتنا الى تناول الغداء في بيوتهم .

وفي هذا الجزء الصغير من العراق اختفت كل الضجة الاعلامية عن الطائفية بفضل الجهود التي بذلها الجنود العراقيون والامريكان وقد لاح للناس في هذه القرية افق المستقبل المشرق والعراق الآمن من خلال الثقة المتبادلة بين المواطنين والجنود الذين ينتمون الى شعوب مختلفة وقد توحدوا جميعاً في شعورهم بغد مشترك.