الدكتور الجعفري : الحقل السياسي هو حقل الإنسانية برمتها والسياسي الناجح هو من يجنب شعبه خطر الحرب

 

محمد الجبوري (بغداد) / بنت الرافدين:

قال السيد رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري : ان الحديث مع السياسيين هو الحديث مع القطاع الأوسع من المجتمع، لأن السياسة أصبحت زاد الإنسان العراقي، الطالب والعامل والمهندس والعالم والطبيب في مجتمعنا يتفاعل مع الوضع السياسي لأنه جزء منه، والسياسي الناجح هو الذي يجنّب شعبه خطر الحرب، والأنجح هو الذي يواجه الحرب التي تفرض عليه ويحاول ان يجنّب شعبه مخاطرها .

 واضاف سيادته خلال لقاءه وفد أساتذة عدد من الجامعات العراقية : ان الفكر السياسي فكر إنساني، ولكن للأسف منيت السياسة بأخفاقات على مر التاريخ لأن الكثيرين من الملوك والأمراء والرؤساء استطاعوا شخصنة السياسة، والى الأمس القريب كان العراق كله مختزلاً بشخص واحد هو الطاغية .

 واكد الدكتور الجعفري: ان الحالة الجديدة في العراق هي حالة التعددية، لأن العراق متعددُ ً ديموغرافياً مثلما هو متعددُ ً جغرافياً لذا علينا ان لا نستغرق طويلاً في" لماذا نحن مختلفون" وانما يجب ان نستغرق اكثر في "كيفية استحصال أدب التعامل مع الآخرين" حتى نثبت للعالم ان السياسي العراقي يحسن التصرف والتعامل لكي يكسب الآخر وان يعمل الجميع لحفظ وحدة ولحمة العراق .

 وقال سيادته: ان العراق خزينُ ً لحضارات موغلة في القدم وقد ورثنا من آبائنا وأجدادنا قيم ومبادئ وأمانات، وهناك تنوعات كثيرة، وعملية المحافظة على هذه المبادئ تواجه تحديات بعضها من تراكمات الماضي، والأخرى من أشباه المثقفين الذين يرددون بعض الكلمات ولا يرتقون الى مستوى معانيها .

 واكدّ ان المسؤولية على أساتذة الجامعات مسؤولية خاصة ينهض بها ، من خلال الكيفية التي تقدم بها السياسة من موقع الممارسة الحقيقية، ومن موقع فهم كل شيء والرد عليه ردً قيمياً ومعرفياً مقروناً بالتطبيق، فهناك حديث وهناك أداء والناس ينظرون ويتطلعون الى أداءنا اكثر من سماعهم لخطابنا،  وان علينا واجب إجادة فن ترسيخ الوحدة الوطنية والحفاظ على التنوع العراقي، لأن قوى الشر تحاول الإجهاز على العملية السياسية وسخرت الكثير من الطاقات لخدمة هذه القوى، معتبراً ان الحكومة الحالية هي حكومة حرب لأن الإرهاب والنفاق السياسي يستهدفان كل شيء ويعملان ضد كل شيء .

 مشدداً سيادته على ضرورة الوعي لهذه الحقيقة، وتقوية صوت الوحدة الوطنية، لأننا لسنا امام حالة سنة ضد شيعة او شيعة ضد سنة بل ان هناك ّمجرماً طائفياً يستهدف الشيعي والسني على حد سواء، لذا يجب ان يكون خطابنا وأداؤنا من ارض الواقع وان يكتسب مبدئية من القيم الإنسانية .  

وقدم أعضاء الوفد  جملة من الآراء و المقترحات التي تخص مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد وقد أبدى السيد رئيس الوزراء اهتمامه وطرح توجيهاته بشأن العديد منها بما يسهم في إنجاح عملية البناء والتحول الديمقراطي في العراق الجديد

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com