ايمان
بلال (كربلاء) / بنت الرافدين:
عاشت كربلاء وخلال الايام العشرة الماضية
مراسيم احياء ذكرى أربعينية اشتشهاد
الامام الحسين (ع) حيث كان يوم أمس هو يوم
الاربعين والمصادف العشرين من شهر صفر ،
هو االيوم المرتقب لأحياء هذه الذكرى التي
جائتها الحشود المليونية من كل مكان في
العراق من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ،
هذا بلأضافة للزوار الذين جائو من الأقطار
الأسلامية المجاورة العربية وغير العربية
. حيث وصلت أعداد الزائرين لهذا العام
اكثر من (6)ملايين زائر كأول سابقة بهذ
الكم الهائل لهذه الارواح المؤمنة التي
جائت ملبية لنداء سيد الشهداء حين أطلق
صرخته التي دوت بكل ارجاء العالم <<اما من
ناصر ينصرنا>>
كانت على مدى الايام الماضيات كل الطرقات
المؤدية لمدينة كربلاء تضج بالوافدين سيرا
على الاقدام الذين جائوا من مناطقهم لأداء
مناسك الزيارة التي ينتظروها كل عام من
أجل نيل الاجر والثواب بحسب روايات
وأحاديث الأئمة الأطهار (ع) بأعتبارها من
علامات المؤمن الخمس .
المجيئ لكربلاء سيرا على الاقدام
والاغتسال ولبس الثياب الطاهرة والتعطر
بالطيب لقراءة زيارة الاربعين المذكورة في
هذا اليوم بالقرب من قبر الامام الحسين
(ع) هي كلها طقوس تمارس بيوم الاربعين
بالأضافة لتسير مواكب التشابيه التي تمثل
قصة السبايا و قصة عاشوراء وابطالها . كما
تحمل الرايات وتردد الهتافات الحسينية
وتنزل مواكب الزناجيل التي تقرع بها
الطبول والصنوج لأحياء ذكرى معركة الطف
الخادة لأكثر من 1360 سنة مرت وكأنها لم
يمضي عليها الا ايام قلائل .
من الجدير بالذكر هو النجاح للخطة الامنية
التي طبقت على المدينة بكل مداخلها
واركانها بالرغم من الغطاء الجوي الركيك
الذي لم يكن كافي وحجم المكان والمناطق
المجورة ، حيث استطاعت الحكومة المركزية
في كربلاء بالتعاون مع قيادة شرطة كربلاء
وقوات الجيش العراقي في المدينة
بالأستعانة بقوات من مدينة بغداد وذلك
لعدم كفاية ما موجود في المدينة من عدد
قوات يناسب هكذا زيارات بهكذا ثقل .
صور جسدها العراقيون مثلت بحق انصهار
وامتزاج كل الوان الدم العراقي من الشمال
الى الجنوب بهذه البقعة الطاهرة التي ضمت
اجساد أطهار رووها بدمائهم من اجل اعلاء
كلمة الحق على الباطل ورفع راية الاسلام
بوجه الطغيان والفساد .