الجعفري: من غير الصحيح ان نمذهب الإرهاب مثلما لا نريد ان نمذهب أداء الحكومة
محمد الجبوري / بغداد / بنت الرافدين
قال السيد رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري: ان المرجعية لحسم أي نقاش او اختلاف في الرأي هو الدستور، والدستور وحده، حتى نبني عراقاً دستورياً جديداً لأن قوتنا تكمن في تطبيقنا للدستور ولا تكمن في تحكيم إرادتنا وتحميل الدستور ما نعتقد او ما لا نعتقد به، ونحن نعتز بتمسكنا بمبادئه وندعو الآخرين الى التمسك به في القضايا المصيرية كافة.
وأضاف سيادته خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء لقد تضمن جدول اجتماع المجلس لهذا اليوم تقديم خلاصة لفحوى لقاءاتي مع وزير الدفاع البريطاني ووفد مجلس الشيوخ الأمريكي إضافة الى اتخاذ عدة قرارات وتوصيات منها: تشكيل لجنة لتحديد الجهات المشمولة بالإعفاء من الضرائب والرسوم كذلك الإيعاز الى الجهات ذات العلاقة من الوزارات المختصة لإعادة فتح معبر حاج عمران الحدودي وتشكيل لجنة أخرى للتنسيق مع الجانب الإيراني فضلاً عن التوجيه بتشكيل لجنة ثالثة لدراسة الوضع القانوني لجامعة الأمام الصادق (عليه السلام)، كما تم تخصيص مبلغ 200 مليون دينار عراقي لتغطية نفقات مهرجان المربد الشعري لما يمثـّله من حالة تبرز وجه العراق الثقافي المشرق الى العالم .
واكد الدكتور الجعفري: ان هناك بعض التوصيفات غير الدقيقة، مثل:( وجود حرب أهلية او ما شاكل ذلك )، وإنني اعتقد أننا بحاجة لأن نفهم ونفقه بعمق ماذا تعني الحرب الأهلية أي وعي المصطلح ثم وعي الواقع العراقي، وهل أنَّ هذا المصطلح ينطبق على هذا الواقع، لأن الاغتيال لا يعني حرباً أهلية على الرغم من إدانتنا التامة له وبالنسبة لنا فأن قتل شخص واحد يعني قتل شعبٍ بأكمله ولكن اغتيال مجموعة أشخاص من الشيعة بداعي التسنن لا يعني ان نمذهب الإرهاب .
وأوضح سيادته مستطرداً: أؤكد انه من غير الصحيح ان نمذهب الإرهاب مثلما لا نريد ان نمذهب أداء الحكومة، ويجب ان نعّمق الثقافة الواقعية بكل صدق لحقيقة ان الشعب كله ضد الإرهاب كله، ومبيناً ان العراقيين ردوا على النعرة الطائفية من خلال تمسكهم بالوحدة الوطنية.
وقال السيد رئيس الوزراء: ان الحكومات الحالية تمثل حالة مضادة ومتباينة تماماً مع الحكومات السابقة، لأن حكومات ما قبل السقوط كانت تُصمَّم لتكون درعاً للحاكم ضد الشعب، اما الحكومات الحالية وبحكم كونها وليدة حالة ديمقراطية فلا بدان تكون درع المواطنين ودرع الحاكم كذلك لأن الحكام هم إفراز من الشعب وبالتالي لا نجد ازدواجاً في موقف الشارع او الشعب العراقي وأجهزة الدولة فهذه الأجهزة مسؤولة عن حماية المواطنين، والحاكم واحدُ ً منهم، لذا فأن حماية المناسبات الدينية لكل أطياف الشعب هي واجب على الحكومة لأنها حقًَُ دستوري للشعب.
وحول علاقة الائتلاف العراقي الموحد مع التحالف الكردستاني أوضح سيادته انّ هذه العلاقة لم تولد من فراغ او من خلال الكلمات التي تناثرت على الورق وانما نشأت وضربت جذوراً في عمق التربة الكردية والتربة العربية والمعاناة المشتركة منذ أن كنا في المعارضة، وإنني انظر الى الرموز الكردية من خلال شرائح المجتمع الكردي لذا فأننا نسعى لجعل هذه العلاقة أقوى من الحالة القوية التي هي عليها الآن .
واشار الدكتور الجعفري الى الحوار بين إيران والإدارة الأمريكية قائلاً: ان الأصل في ردة الفعل التي كانت جيدة في الاستجابة لهذا الحوار، واتمنى ان تستبدل كل شعوب العالم القطيعة بالحوار والسلام... ولأن إيران دولة جارة، فأن هذا يهيئ الى مناخ إقليمي ودولي مناسب للنهوض بالعملية السياسية في العراق، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق التدخل في شؤوننا، لأن امر العراقيين مرهون بإرادتهم وحدهم فقط .
العودة الى الصفحة الرئيسية