بعد سنتين من العمل والدراسة الاميركيون:
صدام حسين كان يخاف من حدوث انتفاضة داخلية أكثر من خوفه من غزو من قوات الائتلاف
صدام كان يجبر معاونية مشاهدة أفلامه السينمائية المفضلة من أمثال سقوط العقاب الأسود" (2001)
متابعة / حيدر الزركاني:
كشف تقرير لقيادة القوات المشتركة في نورفولك بولاية فرجينيا ان صدام حسين كان في عامي 2003 و 2004 يخاف من حدوث انتفاضة داخلية أكثر من خوفه من غزو من قوات الائتلاف. واضاف التقرير ان صدام حسين اعتقد خطأ أن الولايات المتحدة كانت تكره وتتجنب تكبد خسائر عسكرية فقد أبلغ جنرال الجيش أنتوني كوكولو الصحفيين في البنتاغون (مقر وزارة الدفاع الاميركية) إن التقرير دراسة "أساسية متمعنة لقيادة صدام حسين وتأثيرها على عملية صنع القرار العسكري." وأضاف كوكولو أن التقرير هو "بمثابة تحليل تاريخي شامل للقوى والدوافع التي كانت تحفز قرارات خصومنا خلال عملية حرية العراق."
وافادت نشرة تصدرها الخارجية الاميركية ان قيادة القوات المشتركة في نورفولك بولاية فرجينيا نشرت التقرير تحت عنوان "مشروع المناظير العراقية" بعد سنتين من العمل والدراسة. كشف الجنرال كوكولو الذي يتولى إدارة قيادة المركز المشترك لتحليل العمليات عن أنه تم إجراء أكثر من 100 مقابلة، ودراسة أكثر من نصف مليون وثيقة أتاحت الحصول على معلومات نادرة ووفرت فرصة فريدة لاستنباط دروس من الأساليب والاستراتيجيات العراقية.
وقال كوكولو إن التقرير هو أول مجهود بحثي من هذا النوع من الحجم والاتساع يتم لفهم القرارات العسكرية الهامة التي يتخذها أي خصم منذ الحرب العالمية الثانية عندما أجرت الولايات المتحدة دراسة للوثائق الألمانية واليابانية.
ومما يذكر أن واضعي التقرير الدراسة لم يقابلوا صدام حسين لأنه لم يكن قد ألقي القبض عليه أثناء فترة الدراسة. إلا أن الجنرال كوكولو وكبير الباحثين كيفين وودز أعربا عن رغبتهما في أنه لو كان في مقدورهما الحصول على معلومات منه.
لكنهما قالا إنهما علما ان صدام حسين اعتقد خطأ أن الولايات المتحدة كانت تكره وتتجنب تكبد خسائر عسكرية واوضحا ان الزعيم العراقي السابق كان يطالب القادة العراقيين السابقين بمشاهدة شرائطه وأفلامه السينمائية المفضلة من أمثال (بلاك هوك داون) أي "سقوط العقاب الأسود" (2001) الذي يصور المشاكل التي واجهتها القوات العسكرية الأميركية في العمليات العسكرية الخاصة في الصومال في العام 1993. ويشير كوكولو وكيفين وودز ان صدام حسين قد ضلّل واعتقد أن الجيش العراقي قد هزم الفرقة الأميركية 82 المحمولة جوا في عام 2003. (معركة الدبابات الشهيرة في منطقة المقالع في صحراء الناصرية ) و أدت العقوبات التي كانت مفروضة من الأمم المتحدة إلى إضعاف القدرات والإمكانيات العسكرية العراقية. مما ادى تضاعف المشاكل العسكرية العراقية نتيجة لتجزئة المعلومات وتقاسمها المستقل ضمن النظام الدكتاتوري. واوضح الجنرال كوكولو ان العراقيون الذين جرت مقابلتهم كشفوا عن أنهم لم يكونوا على علم بوجود أي أسلحة تدمير شامل عراقية على الرغم من أن عددا كبيرا منهم اتفق في أنه ربما كان من الممكن أن يوجد مثل تلك الأسلحة دون علمهم واطلاعهم وخلص الجنرال كوكولو إلى القول إنه بالرغم مما قد يبدو ما أوهم العراقيون أنفسهم باعتقاده ساذجا وسخيفا من وجهة نظر مفكر عسكري غربي فإن من المهم والثمين للعسكريين الأميركيين المحترفين أن يروا التشويش والتشويه بعيون عراقية. ولذا فإن التقرير الذي يقع في 230 صفحة والموجود باللغة الإنجليزية في موقع قيادة القوات المشتركة على شبكة الإنترنت أصبح يستخدم ألان كوثيقة لمنهاج تعليمي.