مرصد الديمقراطية يحذر من متغيرات ديموغرافية واجتماعية على خارطة المجتمع العراقي
حيدر الزركاني / النجف الاشرف / بنت الرافدين
تابع مرصد الديمقراطية في العراق بقلق تصاعد اعمال العنف في العراق بعد تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء في شباط-فبراير الماضي. وحذر المرصد من ان تلك الأعمال ستخلق متغيرات ديموغرافية واجتماعية على الخارطة البشرية للمجتمع العراقي.
وقال بيان للمرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويتكون من شخصيات اوروبية وعراقية حقوقية وثقافية واعلامية وسياسية واكاديمية مستقلة حصلت (بنت الرافدين )على نسخة منه اليوم: لقد شجع تصاعد العنف الطائفي نشاط مئات العصابات التي تمارس الخطف الذي اتسعت عملياته , و التي , تعزوها شبكة المعلومات الاقليمية التابعة للامم المتحدة IRIN إلى تصاعد العنف الطائفي والابتزاز بهدف الحصول على فدية مالية كبيرة. واضاف البيان ان تصاعد العنف الطائفي ترافق مع نزوح الاف العوائل العراقية من مناطق مختلطة كانت مثالا للتعايش والتنوع. فقد ذكرت بعض المصادر غير الحكومية ان أكثر من 70 الف عائلة عراقية قد نزحت من مساقط رؤؤسها التقليدية إلى مناطق اخرى بسبب التوتر وبسبب تصاعد العنف الطائفي منذ شباط الماضي وحذر البيان من ان تصاعد العنف الطائفي والتهديدات التي تشكلها العمليات المسلحة والارهاب الفكري في خطاب بعض الجماعات السياسية والدينية واعلان سياسة التكفير من قبل الجماعات الدينية المتزمتة والمتطرفة امر سيخلق متغيرات ديموغرافية واجتماعية على الخارطة البشرية للمجتمع العراقي.
وقال الدكتور نبيل ياسين المدير التنفيذي للمرصد العراقي ل(بنت الرافدين ) ان كثيرا من السياسيين من النادر ان يراعوا القانون في تصريحاتهم واوضح ان التهجير الطائفي يترافق مع تصاعد حدة الخطاب السياسي المتشدد لبعض القوى السياسية مما يهدد عملية التحول نحو الديمقراطية , هذه العملية الجارية في العراق في ظل ظروف امنية وسياسية متشابكة ومعقدة يدين بها لفراغ الفكر السياسي العراقي من الاطر الدستورية والحقوقية والقانونية بسبب اعتبار الانقلاب العسكري الوسيلة الوحيدة للاستيلاء على السلطة .
كما تابع بيان المرصد تزايد عمليات الخطف والاغتيال واستهداف الحياة اليومية للعراقيين عبر قتل الخبازين والقصابين واصحاب محلات المواد الغذائية التي تلبي حاجات العراقيين الغذائية اليومية . وادان مرصد الديمقراطية تصاعد موجة اغتيال السياسييين واقاربهم لمنعهم من المشاركة السياسية وتحقيق رغبات وارادة ناخبيهم وقال المرصد انه تم اغتيال نسيب الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء, وشقيق السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية في العام الماضي, وشقيق وشقيقة السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية , وشقيق السيد صالح المطلك رئيس كتلة الحوار الوطني ,واختطاف شقيقة السيد بيان باقر صولاغ وزير الداخلية.
ونبه المرصد إلى دور المواقع الاكترونية في تصعيد حدة التوتر وغياب المعايير المهنية وتغليب الحساسيات الحزبية والحملات السياسية والطائفية والايديولوجية التي تساهم في تمرير تصاعد عمليات العنف المسلح وتصعيد التوتر السياسي والطائفي والايدولوجي في ظرف يحتاج فيه العراق والعملية السياسية الجارية فيه إلى موضوعية مقابل انعدام هذه الموضوعية لدى الجهات التي تمارس العنف المسلح وادان عمليات الارهاب الفكري التي تساعد الارهاب المسلح. ودعا الدكتور نبيل ياسين في تصريحه إلى دعم التحول نحو الديمقراطية في العراق ودعم العدالة الانتقالية لتحقيق سيادة القانون وسيادة الدستور ودعم البرلمان كتعبير عن الارادة العراقية بمختلف توجهاتها ومنطلقاتها وتنوعها وعدم تفريغه من محتواه الديمقراطي بالتركيز على المشاركة في الحكومة واعتبار الحكومة السقف الاعلى للمطامح السياسية واشار ياسين الى تصاعد الاتهامات ذات الصفة الطائفية واتصاف الخطاب السياسي العراقي بهذه الصفة الامر الذي يشجع العنف الطائفي واستمرار الجريمة. ودعا السياسيين العراقيين للشعور بالمسؤولية الوطنية والقانونية, منبها إلى إن تبادل الاتهامات بين الكتل البرلمانية, بسبب الاطماع السياسية, يساهم في تصعيد التوتر ويسمح للعنف ان يمر في اجواء ملتهبة تساعد على الانقسامات.
العودة الى الصفحة الرئيسية