رئيس مجلس النواب يوجه رسالة الى الشعب العراقي
بنت الرافدين / بغداد:
فيما يأتي نص الكلمة التي وجهها السيد رئيس مجلس النواب الى الشعب العراقي:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ابناء شعبيَ العراقي الابي في مختلف مدن ومحافظات بلدنا العزيز:
انه لشرف كبير ان اخاطبكم كرئيس لاول واوسع برلمان عراقي منتخب يمثل بداية لحقبة سياسية جديدة توصف بانها دائمية منهية بذلك المرحلة المؤقتة والانتقالية التي شهدها العراق على مدى السنوات الثلاثة الماضية. وبهذا فقد حملتموني مسؤولية ومهام جسيمة تخر لها الجبال هدا، اسأل الله تبارك وتعالى ان يلهمني الصواب ويوفقني لخدمتكم وتحقيق مصالح جميع العراقيين دون استثناء.
ايها الشعب الصابر الابي،
اننا مدركون لطبيعة احتياجاتكم وحجم المشاكل والتحديات التي تواجه بلدنا في مختلف مناحي الحياة. واذا كانت الملفات الخدمية والاقتصادية تحتل اهمية خاصة في تخطيطنا وتستلزم منا حث الحكومة لاتخاذ الخطوات السريعة واللازمة لمعالجتها وتخفيف معاناة مواطنينا، فان الملف الامني يتصدر سلم اولوياتنا لخطورة الوضع الامني وتداعياته السلبية على مستقبل البلاد ان نحن لم نتحرك سريعا لمعالجته وتوظيف جميع امكانياتنا وجهودنا لاحتواء اسبابه ووضع حد لنزيف الدم العراقي الزكي المتدفق منذ سنوات، فلا يكاد يمر يوم او حتى ساعة دون ان نفجع بمقتل ابناءنا واحبتنا واعزاءنا في هذه المدينة او تلك من مدن عراقنا الغالي في الجنوب او الشمال في الغرب او الشرق سواء عن طريق المفخخات او عن طريق الاغتيالات او الخطف او التصفيات الجسدية او المواجهات المسلحة او عن طريق العبوات الناسفة وغيرها من الاساليب الوحشية الارهابية. ومما لاشك فيه ان مواصلة الحوار بين مختلف القوى السياسية الوطنية للاتفاق على مشروع وطني تحكمه رؤى وتصورات مشتركة من جانب والتأكيد على اهمية والسرعة في بناء وتجهيز قواتنا واجهزتنا الوطنية العسكرية والامنية تمهيدا لرحيل القوات الاجنبية من جانب اخر هو الطريق والبداية السليمة لمعالجة الملف الامني.
يا ابناء بلدي العزيز،
ان امامنا عمل كثير يجب انجازه وخطوات كبيرة ينبغي تخطيها للوصول الى اهدافنا المشتركة وتحقيق تطلعاتنا في مستقبل مشرق لنا ولابنائنا وبناء عراقنا الديمقراطي الاتحادي المستقل القوي والمتطور، تساهم فيه جميع الاطياف والشرائح على حد سواء وتحترم فيه خصوصية وحقوق مختلف المكونات والاقليات وتتاح الفرصة للجميع لاظهار قدراتهم وطاقاتهم، واذا كانت المرأة قد لعبت دورا مهما في المرحلة السابقة فان الاهتمام بدورها وامكانياتها سيكون اكبر في المرحلة القادمة لاسيما في الحياة السياسية والبرلمانية على وجه الخصوص.
ايها الشعب الحبيب،
لا يكفي توثيق وتفعيل التعاون والتفاهم والتنسيق في اعلى المستويات بين السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) للنجاح في تجاوز المأزق التأريخي الذي يمر به العراق والسير بالبلاد الى شاطيء الامان، بل اننا في امس الحاجة لتعاونكم ومواصلة دعمكم للعملية السياسية ولقياداتكم السياسية وتفهمكم لطبيعة وتعقيدات المرحلة الحالية والتزامكم اعلى مستويات الهدوء والانضباط ونبذ العنف وعدم الانجرار خلف مخططات الاعداء والتمسك بوحدتكم واخوتكم
الوطنية والتحلي بالصبر وتوجيه النصيحة والنقد البناء عبر الوسائل المتاحة. ولاتعني مطالبتي لكم – على استحياء- بالصبر، عدم ادركنا لمدى معاناتكم ومقدار الاذى الذي تحملتموه طيلة
السنوات الماضية واعفاء المؤسسات والاجهزة الحكومية من تحمل مسؤولياتها، بل سنحرص داخل مجلس النواب على متابعة ومراقبة اداء الحكومة وكيفية عمل اجهزتها التنفيذية ومستوىالخدمات المقدمة لمواطنينا ومحاسبتها عند التقصير باتباع الطرق القانونية المعتمدة فضلا عن تدارس السبل والمشاريع الكفيلة بالتخفيف من حجم المعاناة.
ايها الشعب الكريم،
ان مجلس النواب سيكون مظلة وخيمة لكل العراقيين ومكانا للعمل الوطني الموحد وسنحرص كل الحرص على ضمان العمل بالدستور وعدم الخروج على مواده واحكامه كما سنعمل بجد للحفاظ على استقلالية القضاء وعدم المساس بالحقوق والحريات العامة للمواطنين وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وضمان حرية التعبير عن الرأي. وسنحرص على متابعة مدى الالتزام بتنفيذ بنود البرنامج السياسي الذي اتفقت عليه الكتل السياسية الممثلة في البرلمان فضلا عن حرصنا على تقديم الدعم المطلوب للحكومة وجهودها الرامية لخدمة اهلنا في مختلف مدن ومناطق بلدنا.
اسأل الله العزيز الحكيم ان يوفقنا لخدمة الشعب العراقي العريق بحضاراته وقيمه وشجاعته وشموخه وان يحفظ بلدنا وشعبنا من كل مكروه ويرفع هذه المعاناة عنه ويبدله خيرا وعزا ورفاهية وامانا وتطورا.
((ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا)) صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العودة الى الصفحة الرئيسية