الجعفري: كان للقبائل العراقية دوراً مشرفاً في تأريخ
العراق
بنت الرافدين / بغداد:
قال السيد رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم
الجعفري: إن الدين الإسلامي أسس للقبيلة على مستوى النص الشرعي قيمة معنوية
عالية في إرساء قيمة الخير والتسابق والمحبة ونصرة المظلوم وأخذ الحق، وإن
الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنسنَ الإنتماء القبلي ليجعله حالة
إنسانية منفتحة على أساس مفهوم الآية القرأنية "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
وأضاف سيادته خلال لقاءه عدداً من شيوخ
العشائر: لقد كان للقبائل العربية دور مشرف في تأريخ العراق فثورة العشرين
إنطلقت من دواوين العشائر في الجنوب وأمتدت الى مناطق العراق الأخرى، وتفخر كل
قبيلة عراقية بإنها قدمت عدداً من الشهداء في مقارعة نظام صدام بحس وطني وإرادة
شجاعة.
وأكد الدكتور الجعفري: إن سقوط نظام صدام
ليس نهاية كل شيء، نحن الآن في بداية الطريق والطريق طويل وعملية بناء العراق
تتطلب تعبئة كل الطاقات، وعليه فنحن نحتاج الى أن تواصل القبيلة مسيرتها وتؤدي
دورها، وأن تتحول دواوينها الى برلمانات مصغرة لتبادل الثقافة وشؤون البلد ورصد
الحالة السياسية.
وقال سيادته: ان شعبنا واعٍ وحي ويقرأ
الأمور كما هي ويمتلك الإرادة، ولديه قيم معنوية ومنظومة معرفية، وبما إن
البنية التحتية في داخل الانسان تتبدل فإن تمسكنا بالثوابت وانفتاحنا على
المتغيرات ليس ناشئاً عن عقدة وإنما نابعَُ من تعاملنا مع الشيء الذي يزيد
ثباتاً والشيء الذي يحتاج الى تغيير لمواكبة العملية السياسية ومواصلة مسيرة
البناء.
وأوضح السيد رئيس الوزراء علينا ان نواجه
ثقافة الإرهاب وثقافة الهموم بثقافة بديلة نلقي من خلالها الضوء على الممارسات
الإجرامية لهذه الثقافات، مشيراً الى الكثير من المتغيرات في المفاهيم القبلية
التي سادتٍ في فترة من الفترات قائلاً :أسجل للقبيلة حالة التخطي الرائعة في
تعاملها مع الكثير من المفردات، خاصة في نظرتها للمرأة، واستهجانها لظاهرة
الثأر بعد ن اخذت آليات وسياقات قانونية يفعلها ويعززها اهل العقل والرشد.
وطلب وفد رؤساء العشائر من السيد رئيس
الوزراء قبول رئاسة مجلس الأعيان الذي تم تأسيسه من مجموعة من ممثلي القبائل
العراقية رئاسة فخرية، وقد واقف سيادته على طلبهم، مشدداً على ضرورة تفعيل اي
مشروع او عمل الى حالة واقعية تتجسد في ميدان التطبيق لما فيه خدمة أبناء
الشعب.