الجعفري يشيد بتضحيات ابناء مدينة الصدر ابان الحكم الصدامي
محمد الجبوري (بغداد) / بنت الرافدين:
قال السيد رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري: ان مدينة الشهيد الصدر تتمتع بخصوصيات لابد ان يضعها كل مسؤول نصب عينيه، فهي من حيث الكم السكاني منطقة مكتظة بالسكان، كثيرة العدد واسعة الانتشار واذا ما قورنت بمناطق بغداد الأخرى ومناطق العراق نسبة الى المساحة التي تشغلها فهي المدينة الأكثر ازدحاماً والأكثر من حيث الكم البشري، وان مدينة الصدر في جانب العطاء قدمت الكثير من القرابين من الشهداء من خيرة أبنائها أيام قل الناصر والمعين، وظلت ابداً تواصل عطاءاتها وجهدها من اجل دحر الدكتاتورية والوصول الى ما وصلنا اليه اليوم.
واضاف سيادته خلال لقاءه عددا ً من شيوخ ووجهاء عشائر مدينة الصدر: ان مدينة الصدر تعيش فقراً مادياً ولكنها بقت غنية على مستوى عطاء التضحية وكذلك على المستوى الثقافي، حيث يتميز أبناؤها بثقافة ترتسم على شكل منتديات ثقافية، وأصحاب اختصاص وشعراء وخطباء منابر، وهكذا نجد في هذه المدينة خارطة العراق بشكل مصغر تحكي في مكوناتها مكونات الشعب العراقي، كذلك فأن المقاربة المنصفة والإنسانية والوطنية لهذه المدينة هي عنوان للمقاربة الى العراقي الكل بكل مكوناته.
واكد الدكتور الجعفري: ان مدينة الصدر في الجانب السياسي ظلت وفية لحاضرها في ان تكون مستمرة في ماضيها المشرق من خلال مناوئة السلطة ومواجهتها سابقاً بخط سياسي مضاد لتلك السلطة في منطلقاتها ومساراتها وأهدافها، وبقت هذه المدينة وفية لهذه المبادئ، والتحمت مع خط المرجعية وتعمق فيها الحس الوطني، لذلك كما كانت سابقاً معارضة فهي اليوم تمارس نشاطها السياسي من موقع كونها مع الدولة لأن الدولة لم تكن بمواجهتها او بموقع الضد كما كانت الدولة والحكومة آنذاك.
واوضح سيادته: مثلما كان ابناء الصدر وابناء مدينة الصدر في زنازين السجون وكانوا معلقين على اعواد المشانق ومخفيين وهاربين هنا وهناك ومهاجرين في هذا البلد او ذاك، اليوم تضمهم مجالس البلديات والمحافظات ومجلس النواب وفي الحكومة، وهذا معناه ان مدينة الصدر بأمسها صنعت هذا اليوم وفي يومها تواصل صناعة المستقبل.
وبين السيد رئيس الوزراء: ان بناء الدولة يحتاج الى نضال وتضحيات لا يقل عن البناء والعطاء والتضحيات التي كنا نحتاجها في مرحلة ما قبل الحكم، لأن في كل تجارب العالم المرحلة الأولى التي تعقب الأنتصار تبقى فلول الشر تحاول ان تغتال ارادة الخير عند الشعب من خلال اغتيال الرموز والشخصيات، وهذا ما يتمثل الأن في العراق خصوصاً القتل العشوائي الذي تفشى بعد ان طالت يد الإرهاب وحاولت اغتيال تلك المدينة وهذا التجمع السكاني وتلك الشخصية الوطنية، لذلك نتطلع ان يشد أبناء الشعب أياديهم ويشمروا عن ساعد الجد لبناء الدولة رغم ان البديل لا يُبنى بين ليلة وضحاها وان الزمن يلعب دوراً حاسماً في بناء العراق الجديد، فكلما كثفنا جهودنا سوية وتعاونا مع بعضنا لإنجاز هذا البناء فأننا نستطيع اختزال هذا الزمن حتى نصل الى مستوى ما نطمح اليه من ازدهار للعراق.
وشدد سيادته على ان المسؤولية لا تنحصر في أي موقع من المواقع، لذا علينا ان نفكر بعقلية الحكام في كيفية محاربه الفقر والفساد ومظاهر التخلف في مجتمع يختزن ويكتنز القيم الإنسانية و الثقافة بمستوىَِ لا يصل اليه أي بلد في العالم.
وقال السيد رئيس الوزراء: إن من يتقدم للمسؤولية عليه ان يحسب حساب بأنه قد لايستطيع ان يغني جميع الفقراء في فترة زمنية قصيرة ولكنه يستطيع ان يواسي الفقراء وان يضع في برنامجه منهاج عمل من اجل إغناء الفقراء لأننا في بلد غني ولا يمكن ان نقبل ان يعيش في بلدنا عراقي فقير.
وعاهد شيوخ العشائر بكلماتهم ومداخلاتهم خلال اللقاء على مواصلة العطاء والتضحية والمشاركة الحقيقية في انجاح العملية السياسية، مشددين على الدور الريادي للعشائر العراقية في بناء العراق الجديد.
العودة الى الصفحة الرئيسية