مذكرة حول أحداث البصرة المقلقة

إلى السيد فخامة رئيس جمهورية العراق المحترم

إلى السيد دولة رئيس الوزراء المحترم

إلى السيد رئيس مجلس النواب المحترم

 بقلق شديد وأسى بليغ نتابع ما يجري في محافظة البصرة، وما ينذر من اشتعال فتنة لا تحمد عقباها. وحيث أن الإحساس بالمسؤولية الوطنية لا يسمح بالاكتفاء بالمتابعة والمراقبة من غير تحريك ساكن باتجاه الحل للأزمة التي يمكن أن تتحول – لا قدر الله – إلى كارثة، نضع بين أيديكم بعض ملاحظاتنا حول الأزمة، مما نأمل أنه ليس غائبا عن بالكم، ولكن من قبيل تأكيد أهمية التعجيل بالتحرك، وإضافة ما يمكن أن يسهم في وضع الحلول.

 إننا في الوقت الذي نثمن فيه جهود كل من السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء، ونبارك للسيد رئيس الوزراء إعلانه بنية متابعة الأزمة ميدانيا بشكل شخصي، نؤكد وجوب التعجيل بالخطوات التي يراد اتخاذها. ونأمل ألا يغيب عن السيد رئيس الوزراء أهمية الالتقاء بكل الأطراف المعنية، سواء كانت طرفا من المشكلة أو تلك التي يمكن أن تسهم في الحل من قوى وشخصيات دينية وسياسية وعشائرية. فإن هذه الأزمة هي الأولى التي تواجه وزارة سيادتكم وهي في أيامها الأولى، كما إنها لتنذر بخطر وطني حقيقي، مما يستدعي مواجهتها بأقصى درجات الجدية والحكمة، وتحشيد كل الطاقات والخبرات من أجل حلها. كما إنه من المهم جدا وضع دول الجوار أمام مسؤوليتها للإيعاز إلى أجهزة مخابراتها للكف عن التدخل في الشأن العراقي لا سيما في أزمة محافظة البصرة، لكون هذه التدخلات تزيد من تعقيد الأزمة وتصعيد وتيرتها، ومن هنا لا بد من مخاطبة المسؤولين في دول الجوار للتعاون مع العراقيين من أجل تطويق الفتنة، التي إن اشتعلت نيرانها لا قدر الله سيصل شررها إلى بقية المنطقة، راجين من تلك الدول التحلي بمسؤوليتها في إعطاء العراقيين الفرصة المطلوبة في تجاوز التحديات التي تعترض مسيرتهم، والتذكير بأن استقرار العراق هو استقرار لعموم المنطقة والعكس بالعكس، وهذا يتطلب فيما يتطلب أن تقوم دول الجوار بضبط حدودها منعا لتسلل المتسللين. كما إنه لا بد من مخاطبة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لتتحملا مسؤوليتهما طبقا لما يحتم عليهما قرار مجلس الأمن المرقم 1483. ومن أساسيات حل الأزمة هو حل الميليشيات درءً للمخاطر التي تحف بالمحافظة. وإنه لا يغيب عن بالكم كم لسرعة التحرك من أهمية قصوى، بدونه تهدد الفتنة المحافظة، ولعله العراق كله، فإن الفتنة – كما تعلمون – إذا ما اشتعلت – لا قدر الله - نيرانها، سرعان ما ستصل ألسنة تلك النيران إلى مناطق أخرى من البلد. وقد استبشرنا عند سماعنا بقراركم بالتحرك فعلا إلى البصرة، وتصميمكم بالتعامل بحزم مع هذه القضية الحساسة والخطيرة، فنشد على أيديكم في ذلك. وكما تعلمون إن المشكلة ليست وليدة اليوم، بل كانت تتفاعل وتغلي منذ أمد غير قصير، ولكنها إنما طفت في الآونة الأخيرة إلى السطح. وإن لمن الأطراف الموقعة على هذه المذكرة من لها تمثيل في مجلس محافظة البصرة، وذات إحاطة بخلفية وحيثيات المشكلة القائمة، مما يؤهلها أن تعرض خدماتها للمشاركة في تطويق الأزمة.

 نسأل الله أن يوفقكم وإيانا وجميع المخلصين لوأد الفتنة وإنقاذ المحافظة وسائر العراق من تبعاتها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من الشخصيات الوطنية – د.السيد محمد بحر العلوم

تجمع الديمقراطيين الإسلاميين – ضياء الشكرجي

تجمع عراق المستقبل – إبراهيم بحر العلوم

التجمع الفيلي الإسلامي – مقداد البغدادي

التحالف الوطني الديمقراطي – فيصل عبد السهلاني

التيار الإسلامي الديمقراطي – حسين العادلي

حركة الدعوة الإسلامية – عادل عبد الرحيم

منظمة العمل الإسلامي – جواد العطار