البياتي يلتقي وفد منظمة المؤتمر الاسلامي
جنكيز رشيد / بنت الرافدين:
يزور العراق وفد رفيع المستوى من منظمة المؤتمر الاسلامي برئاسة السفير محمد مهدي فتح الله وعضوية اثنين اخرين ، وقد التقى الوفد بالقيادات الرسمية والسياسية العراقية واجرى مباحثات مع ممثلي المكونات القومية والمذهبية بغية التعرف على الواقع السياسي العراقي عن قرب ، وقد التقى الاخ النائب عباس البياتي عضو مجلس النواب والامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق بالوفد الزائر في مبنى وزارة الخارجية العراقية بحضور معالي السفير محمد حاج حمود وكيل وزارة الخارجية ، وقد تناول البياتي في هذا اللقاء الوضع السياسي العراقي بشكل عام وتحديات بناء النظام الجديد والتجربة الديمقراطية الوليدة واشار بهذا الصدد الى ثلاثة انواع من المشاكل التي تواجه العراق اليوم الاول التخندق الطائفي والثاني الصعوبة في بناء معادلة سياسية عادلة ومتوازنة ترضي كل الاطراف والثالث العنف الارهاب الوافد التكفيري والمتحالف مع المستوطن البعثي الصدامي ، ثم عرج على مشروع المصالحة والحوار الوطني واكد على ضرورة دعم المشروع للخروج من الازمة السياسية ودوامة العنف الاعمى واشار الى قواعد واسس هذا المشروع والتي من اهمها فتح باب الحوار مع الاخر والاستعداد لاستيعابه في العملية السياسية الجارية والخروج من الثنائية الاشكالية ( المقاومة – وجدولة الاحتلال) والتي يريد بعض الجهات اختصار المشكلة العراقية بها وحشر البلاد في اطار هذه الثنائية المغلقة التي باتت تستنزف دم العراقيين وجهودهم وعرقهم واموالهم في صراعات ومعارك كارثية ، وان مشروع المصالحة يعتمد جدولا بالأولويات الوطنية ويضع الجميع على خط الشروع للانطلاق منه معا لبناء الوطن وإنهاء ازماته ، وطالب البياتي منظمة المؤتمر الاسلامي القيام بدور فاعل على صعيد واد الفتنة الطائفية والسعي لدى مختلف الاطراف للحيلولة دون استخدام الخطاب الطائفي والاذكاء والشحن بهذا النفس وضرورة دعوة كافة الاطراف الى الالتام في مؤتمر خاص بالعلماء المسلمين من الشيعة والسنة وبرعاية مباشرة من منظمة المؤتمر الاسلامي او المجمع لفقهي التابع لها وان المنظمة افض مايمكن ان تقوم بهذه المهمة الاسلامية الشرعية والانسانية وذلك لعدم وجود حساسية منها والاحترام الذي يحظى بها لدى الجميع خاصة وان العراقيين ينتظرون من اشقائهم المسلمين القيام بخطوة ولو متواضعة في مساعدتهم للخروج من محنتهم الحالية وانهم عبروا عن اعتزازهم بهويتهم الاسلامية التي لم يختلفوا عليها اثناء كتابة الدستور بل اكدوا على انهم جزء من الامة الاسلامية .
ثم تحدث النائب البياتي بشكل مفصل عن الوضع التركماني في ظل النظام البائد وبعد سقوطه في 9/4/2003 حيث اكد البياتي على ان تحسنا طرا على الوضع التركماني خاصة في الاعتراف بهويتهم القومية ومما تؤكد ذلك اشارات الواردة عنهم في الدستور حيث ورد ذكرهكم في (5) مواقع ، ثم اشار الى ثلاثة مسائل مهمة تتعلق بالحضور التركماني في الواقع السياسي العراقي لاولى ان التركمان لازالوا يشعرون بضعف دورهم وتمثيلهم في اطار المؤسسات الحكومية المركزية في بغداد صحيح ان هناك تمثيلا تركمانيا منخفضا في البرلمان ووزيرا واحدا في الحكومة ولكن ذلك دون مستوى الطموح التركمان واقل بكير عن نسبتهم السكانية حيث العدل والانصاف يقتضي ان يكون التمثيل التركماني واقعيا ومتناسبا واكثر من نسبة المشاركة الحالية ، والثاني ان التركمان يشعرون ان ادوارهم في ادارة مناطقهم ومدنهم وتولي المسؤوليات الادارية فيها غير متناسب ويشعرون بالتهميش على هذا الصعيد والثالث هي مشكلة كركوك وهي من المشاكل الموروثة من النظام البائد وان قانون ادارة الدولة والدستور العراقي قد اشار الى خارطة الطريق لمقاربة المشكلة ولكن بشكل عام حيث لم يتم فيها تحديد الاليات والاجراءات التفصيلية بل تركت ذلك الى الحكومة والتي هي نتاج التوازنات السياسية وتستند على توازن القوى نحن نريد حلا عادلا وتوافقيا للمشكلة وليس حلا ميكانيكيا جامدا حيث ان المسالة تخص المصير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لشرائح وقوميات متعددة تسكن في هذه المدينة منذ زمن بعيد بشكل مسالم والقضية لاتخص ارضا صحراوية جرداء او شريط حدودي جبلي خالي من السكان بين البلدين وانما تتعلق بمصير انساني وقومي لسكان يقارب نفوسهم مليون نسمة وعليه الاليات التي تعتمد في تطبيق خارطة الطريق الواردة في الدستور ينبغي ان تنال رضى كل الاطراف وتطمئن اليها الجميع وتعطي ضمانات كافية لكل الشرائح على صيانة حقوقها من هنا ان حلحلة المشكلة تحتاج الى فترة زمنية وذلك لبناء التفاهمات واعتماد اطر واليات عادلة تفرزها الحوارات المباشرة والجادة والمؤولة بين الاطراف المعنية من ابناء كركوك من التركمان والكرد والعرب والمسيحين كما ويتطلب تشكي لجنة محايدة تساعدها اطراف دولية ذات خبرة في مجال حل هكذا نزاعات التي تتداخل فيها القومي بالسياسي والاجتماعي بالاقتصادي ، واثار الوفد مع السيد البياتي عدة قضايا طالبين فيها رايه ، واستفسروا عن امور وردت في ثنايا كلامه ، وفي الختام اشاد البياتي بشجاعة الوفد في القيام بهذه الزيارة في ظل الاوضاع الامنية التي يمر بها العراق ورد على اسئلة الوفد التي تتعلق بمعلومات عامة عن الوضع التركماني وذكر ان الاحصاءات التقديرية غير الرسمية تشير الى ان نفوس التركمان اكثر من مليونين نسمة وان 50% منهم شيعة و50% منه من السنة ، ويتوزعون على ست محافظات في العراق هي (كركوك – موصل – اربيل – ديالى – صلاح الدين – بغداد) والخارطة السياسية للقوى والاحزاب التركمانية تتشكل من اتجاهين سياسين احدهما الاتجاه الاسلامي والاخر الاتجاه القومي حيث يتحلق حول كل اتجاه عدد من القوى والاحزاب والحركات والشخصيات والمنظمات .
وان عدد نواب التركمان في المجلس النيابي البرلمان (7) اعضاء جاؤوا عبر تحالفات سياسية مع لقوائم الانتخابية المختلفة ان (4) منهم جاء عبر التحالف مع قائمة الائتلاف و (1) عبر قائمة جبهة لتوافق و(1) من الجبهة التركمانية و(1) عبر قائمة التحالف الكردستاني .